[Capt.Bassam]

خبير يؤكد لـ"الاقتصادية"
أن تعرض الوقود لحرارة عالية يزيد تبخر "هايدروكربونية" قابلة للاشتعال


[ حرارة الصيف في دول الخليج والشرق الأوسط
تشكل خطورة على سلامة الطيران والمرافق البترولية ]

عبد العزيز الفكي من الدمام - 25/07/1428هـ

حذر خبير سعودي مختص في مجال تقنية وقود الطائرات من الاستمرار في تطبيق المواصفات العالمية لوقود الطائرات بوضعها الحالي في منطقة الشرق الأوسط والخليج، ما يشكل خطورة كبيرة على سلامة الطيران والمرافق البترولية خلال فترة الصيف، نظرا للارتفاع الكبير في درجة الحرارة والتي قد تزيد على 50 درجة مئوية في منطقة الخليج.

وأكد لـ "الاقتصادية" المهندس عبيد الله الغامدي رئيس المركز العربي لتقنية الوقود، أن المواصفات العالمية المعمول بها والخاصة بوقود الطائرات في الدول الغربية لا تتلاءم مع الأحوال المناخية التي تشهدها منطقة الخليج حاليا، حيث تصل درجات الحرارة في بعض الأحيان إلى أكثر من 50 درجة مئوية، ما قد يؤدي إلى حدوث حرائق وانفجارات وخسائر جسيمة في الأرواح والمنشآت تشابه الحوادث الكارثية التي حصلت للطائرة الفلبينية في مانيلا عام 1990 وطائرة "تي دبليو أى 800" الأمريكية في نيويورك عام 1996 والطائرة التايلندية في بانكوك عام 2001 والتي انفجرت بعد حدوث حريق بها أثناء تزويدها بالوقود في ساحة المطار.

وبين المهندس الغامدي أنه تم التوصل من خلال البحث والتطوير والاستنتاج من تحليل المعلومات إلى أن تعرض الوقود لدرجة حرارة عالية، تزيد على درجة حرارة نقطة الوميض Flash Point لإنتاج الوقود، يؤدي إلى زيادة تبخر الوقود وتكوين أبخرة "هايدروكربونية" قابلة للاشتعال أو الانفجار ما يهدد السلامة الجوية وأعمال مناولة الوقود أثناء تزويد الطائرات به.

وقال المهندس الغامدي إن المركز قام بتطوير وتقديم مواصفة عربية مطورة خاصة بوقود الطائرات تتلاءم مع الظروف المناخية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي خلال فترة الصيف، حيث تعتمد هذه المواصفة على رفع درجة حرارة نقطة الوميض إلى ما لا يقل عن 45 درجة مئوية والتأكيد على ملاحظة عدم ارتفاع درجة حرارة الوقود عن درجة حرارة نقطة الوميض للحد من تبخر الوقود، خصوصا أن المواصفات العالمية الحالية لدرجة حرارة نقطة الوميض هي 38 درجة مئوية.

وأضاف: أنه تم الأخذ في الاعتبار عدة عوامل تطويرية أخرى، إضافة إلى رفع درجة حرارة نقطة الوميض في المواصفة العربية الحديثة، ومنها تقليص نسبة 50 في المائة من المياه وتقليص نسبة المواد الصلبة أيضا 50 في المائة لما تسببه المياه والمواد الصلبة من أضرار في المحرك واحتمال الانسداد لأنظمة الوقود عند تجمد المياه، إضافة إلى تقليص نسبة الكبريت 30 في المائة لتحسين النواحي البيئية وتعزيزها كما يقلص عمليات التآكل والصدأ للأجزاء الداخلية الحساسة للمحرك. وتقليص نسبة المواد الصمغية إلى خمس بدلا عن سبع لمنع انسداد الفلاتر في أنظمة الوقود.

وبين أنه تم أيضا التأكيد على عدد من المتطلبات للمواصفة العربية أبرزها توافر وتطبيق ألإجراءات لنظام التحكم في المتغيرات أثناء الإنتاج وتخزين ومناولة وقود الطائرات وبخاصة للمواد المضافة ونسبها وملاءمتها للوقود وأنظمته. وتتطلب المواصفة توافر وتطبيق نظام وإجراءات لمراقبة ومنع التلوث البيولوجي لما يمثله من خطورة قصوى على المواد العازلة وعلى هيكل الطائرة في المنطقة المحيطة بخزانات الوقود للطائرة. وأشار إلى أن هذه المواصفات تجعل من المواصفة العربية متفوقة تماما على المواصفات العالمية الأمريكية والأوروبية في جميع المسائل السابقة مما يعزز السلامة الجوية وجودة ونظافة الوقود وكذلك النواحي البيئية.

وبين أن المركز قام بمجهودات حثيثة على جميع المستويات لنشر الوعي بالمخاطر الحالية، وأهمية تبني المواصفة العربية خصوصا خلال فترة الصيف، حيث تم عرضها على لجنة مسؤولي المصافي البترولية الخليجية، ولجنة التسويق الداخلي للمنتجات البترولية، ولجنة التسويق العالمي للمنتجات البترولية، واللجان الفنية لشركات تزويد الطائرات بالوقود في الخليج العربي، كما تم عرضها على اللجنة الفنية لوقود الطائرات في الاتحاد العربي للنقل الجوي.

وتتميز المواصفة العربية بأنها تعمل على تعزيز السلامة الجوية والحد من المخاطر وتجنب الحرائق والانفجارات المحتملة وتقليص التكاليف المترتبة على ذلك وإمداد الطائرات بوقود عالي الجودة لتلبية أدق المتطلبات الفنية لوقود الطائرات النفاثة.