[ساكون طيارا]

المدير التنفيذي لشركة سما في حديث ل "الرياض":

[ طائراتنا ليست متهالكة ونصف مليار ريال لصيانتها في عشر سنوات ]

نطمح لدعمنا بأسعار وقود معقولة مثل الخطوط السعودية

مع توجه الدولة إلى دعم خصخصة القطاعات العامة والخدمية، وبما يكفل لها تقديم خدمات بشكل أفضل واكثر احترافية وجودة عالية، توجهت الأنظار نحو سوق الطيران الداخلي، حيث قامت الهيئة العامة للطيران المدني بفتح المجال بعد الموافقة السامية على تشغيل القطاع الخاص لرحلات جوية داخلية، ليتم الإعلان عن منح شركتي طيران اقتصادي أحداها شركة (سما)، حق تسيير الرحلات الداخلية، كأول شركتين تكسران احتكار الخطوط الجوية العربية السعودية لسوق الطيران بالمملكة على مدى خمسين عام. وبعد قرابة العام منذ إعلان منح التراخيص، وبدء تسيير الشركة لرحلات إلى الإمارات العربية المتحدة، كأول شركة طيران اقتصادي سعودية تسير رحلات دولية، التقينا أندرو كوين، الرئيس التنفيذي لشركة سما للطيران، حاملين العديد من الأسئلة والإستفسارات، ورؤيته الحالية لقطاع السفر الداخلي، والمتغيرات في صناعة الطيران، والمشاكل التي تواجهها الشركة، والعديد مما يهم القراء حول الطيران الاقتصادي وشركة سما للطيران.

"الرياض": ما مدى وعي المواطن السعودي بماهية الطيران الاقتصادي؟
- اندرو.. الطيران الاقتصادي بدأ منذ 1972م تقريباً، ولم يدخل منطقة الخليج العربي إلا في السنوات الأربع الأخيرة، ويهدف الطيران الاقتصادي إلى توفير طريقة سفر جوي بأقل تكلفة لنقل المسافرين، ولفتح المجال لتجربة الطيران لعدد أكبر من المسافرين، وللعلم فقد ساهمت شركات الطيران الاقتصادي العالمية في إضافة شريحة جديدة من المسافرين الجدد، ففي احصائية لأحد اشهر شركات الطيران الاقتصادي الأوروبية، بلغت نسبة المسافرين لأول مرة في حياتهم بالطائرة قرابة 20% من إجمالي المسافرين على رحلاتها، فشركات الطيران الاقتصادي تحقق نجاحات كبيرة في مختلف مناطق العالم، وكذلك الشرق الأوسط.

ونحن في "سما للطيران" قدمنا مفهوماً جديداً للسفر، حيث رفعنا شعار "سافر ببساطة"، وذلك بإتاحة بدائل عديدة للراغب في السفر، بدءاً من خيارات الحجز (مكاتب سما، الهاتف الموحد، وموقع الإنترنت، وكلاء السفر والسياحة) وكذلك مرونة الأسعار وإمكانية اختيار السعر المناسب وفقاً لتاريخ السفر وتوفره، وانتهاءً بطرق سداد متعددة (بطاقة ائتمان، أجهزة الصرف الآلي، نظام سداد، نقداً).

إذا كان يحق لنا أن نفخر بشيء، فهو سعينا لترسيخ مفهوم "احجز مبكراً لأقل الأسعار" فمن المعلوم أن التخطيط المسبق للسفر غير منتشر كثيراً في المملكة، وعملت الهيئة العليا للسياحة جاهدة على تغيير عادة التخطيط للسفر للمواطن، حيث يعمد غالباً إلى ذلك في اللحظة الأخيرة، ونحن ولله الحمد قطعنا مسافة جيدة في هذا المجال، حيث اصبحت نسبة الحجوزات المبكرة اكثر من ذي قبل، ومازلنا نعمل على زيادتها، خصوصاً مع ارتفاع الوعي لدى المواطن، ولمسه لفوائد الحجز المبكر في الطيران الاقتصادي من خلال سما للطيران.

"الرياض": كيف تقيمون تجربتكم الحديثة من خلال الشهور القليلة الماضية ؟
- اندرو.. نحن بدأنا عملياتنا التشغيلية منذ 7أشهر تقريباً فقط، حظينا فيها بثقة العديد من ضيوفنا على رحلات "سما للطيران" ونقترب من تحقيق إنجاز نقل 500.000راكب خلال هذه الفترة، وهو رقم قياسي فعلاً مقارنة بعمر التشغيل، واجهتنا بطبيعة الحال بعض المشاكل التشغيلية ولكننا تجاوزناها ونعمل على تلافيها باستمرار، وإذا طلبت مني التقييم فسأخبرك بأننا بدأنا التشغيل بثلاث طائرات و خمس وجهات، وحالياً لدينا 6طائرات و 12وجهة داخلية (الدمام والرياض وجدة والمدينة وأبها وجازان وحائل وعرعر ورفحاء وتبوك والجوف والقريات)، إضافة إلى وجهتين دوليتين بنظام الطيران العارض (أبوظبي والشارقة) كأول شركة طيران اقتصادي سعودية تسيّر رحلات دولية، ونخطط لرفع اسطولنا إلى 34طائرة بنهاية 2010م، إضافة إلى ذلك رعينا العديد من المناسبات والأحداث المختلفة خلال الفترة الماضية، مثل مهرجانات الصيف في المنطقة الشرقية والرياض وأبها، وكذلك أبطال سعوديون في الراليات والماراثون، وغيرها كثير، وعلى الصعيد المسؤولية الاجتماعية فعلى الرغم من عمرنا القصير، إلا أننا نؤمن به تماماً، فلدينا شراكة مميزة مع جمعية الأيتام (انسان) وتكفلت سما برعاية برنامج عمرة لمجموعة من الأيتام وكذلك تبني رحلات ترفيهية لهم لمهرجان أبها،إضافة إلى بعض البرامج الاجتماعية التي ستعلن قريباً، وهذه لمحة بسيطة عن تجربتنا، وسأترك التقييم لك ولقراء الرياض.

"الرياض": كيف تقيمون تجربة الطيران الاقتصادي بشكل عام في المملكة؟
- اندرو.. إذا نظرنا إلى سوق النقل الجوي في المملكة بصورة عامة، فهو يتمتع بنسبة نمو مرتفعة ( 7%)، ودخولنا سوق الطيران الداخلي سوف يساهم في زيادة هذه النسبة مستقبلاً، والإقبال الذي نشهده من المسافرين في المملكة توضح لك أن التجربة ناجحة، ولكنها مازالت تحتاج لمزيد من الوعي، فما زال سقف التوقعات عالياً جداً بالنسبة للطيران الاقتصادي في المملكة، فكما أخبرتك يهدف الطيران الاقتصادي إجمالاً إلى توفير وسيلة سفر جوي اقتصادية، ونحن في "سما للطيران" نوفر للجميع تجربة سفر اقتصادية جديدة وبأسعار لم يسبق للسوق أن شهدها، ماجعل العديد منهم يعيد التفكير في المبلغ الذي يدفعه مقابل السفر.

"الرياض": كيف تسير خطة توسعكم في أسطول الطيران والمحطات الجديدة ؟
- اندرو.. لدينا خطة عمل استراتيجية للتشغيل والتوسع، فنحن كما تعلم إلى الآن رفعنا اسطول طائراتنا إلى الضعف، من ثلاث إلى ست طائرات، وزدنا عدد الوجهات إلى الضعفين، من خمس وجهات إلى 12وجهة داخلية، بحيث نغطي عدداً من المدن الرئيسية والمهمة ونقاط الخدمة الإلزامية كذلك، ووجهتين دوليتين بنظام الطيران العارض، ونسيّر حالياً اكثر من 300رحلة أسبوعياً، وسنتوسع لتغطية المزيد المدن في المنطقة، وقمنا بتوقيع عقد مهم مع شركة جنرال إلكتريك للطيران حيث تتولى صيانة محركات اسطولنا لمدة عشر سنوات بقيمة تبلغ 51مليون دولار، والصيانة تشمل كذلك ضمان أفضل استخدام للمحرك واستهلاك اقل للوقود.

"الرياض": شهد الفترة الماضية، تذمر عدد من الركاب من تأخر أو الغاء الرحلات على بعض وجهاتكم؟ هل قدم طائراتكم سبب ذلك؟
- اندرو.. نسبة الرحلات الملغاة الفترة الماضية، لم تتجاوز 5%، وهي نسبة مقبولة عالمياً في شركات الطيران، بالرغم من عدم رضانا عنها، ونعمل على تقليصها للحد الأدنى.

وواجهنا بالفعل تأخير في بعض رحلات سما، وبنظرة إلى الأرقام استطيع أن افصح لك بالمزيد، فنسبة الرحلات التي أقلعت خلال الساعة الأولى من موعدها تبلغ 90% من نسبة الرحلات المتأخرة، 5% نسبة الرحلات التي اقلعت خلال ساعتين من موعدها، في حين لا تتجاوز نسبة الرحلات التي تأخرت اكثر من ذلك عن 2%.

والأسباب غالباً ماتكون خارجة عن إرادتنا، فإضافة إلى المعايير التي تضعها الهيئة العامة للطيران المدني، فنحن نضع معايير صارمة للأمن والسلامة لا مجال للتهاون فيها، وطائراتنا تطابق أيضاً المواصفات المطلوبة من الهيئة العامة للطيران المدني والمواصفات الدولية، من ناحية أمان التشغيل والعمر الافتراضي، ولابد أن أشير هنا أيضاً إلى سياسة التعويض التي تتبعها سما، حيث نقوم بإرسال رسائل نصية قصيرة لإشعار المسافر بحالة التأخير أو الإلغاء، ونمنح المسافرين المتأخرين لدينا رصيد إضافي بقيمة 50ريالاً لكل مسافر، إضافة إلى وجبة مجانية على متن الرحلة.

"الرياض": يجد بعض المسافرين إشكالية في المطارات المحلية بسبب قلة موظفيكم، وتقاعس موظفي الخطوط السعودية المساندين لكم والمعنيين بإنهاء إجراءات صعود الطائرة، مما يسبب تذمر الركاب؟ كيف تحلون هذه الإشكاليات؟
- اندرو.. يعاني السوق السعودي من قلة الكوادر المتخصصة في الطيران والسفر إجمالاً، وأخذت سما على عاتقها مسؤولية تأهيل كوادر سعودية، وفتحنا مجال التوظيف لهم، ومازلنا ندعو الشباب السعودي الطموح وذوي الخبرة للالتحاق بسما، ولدينا أول مركز خدمات عملاء واتصالات في الدمام بنسبة سعودة تبلغ 100%.

وما ذكرته صحيح، ونحن حالياً تربطنا اتفاقيات تعاون مع الخطوط السعودية، من ضمنها اجراءات صعود الطائرة، والتصرفات التي تصدر من بعض موظفي الخطوط هي غير مقبولة سواء من جانبنا أو من جانب الخطوط السعودية ذاتها، ونقوم باتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، ونعمل باستمرار لضمان جودة الخدمة المقدمة في جميع مراحل السفر على سما للطيران، وحالياً نقوم على تعزيز كوادرنا من الشباب السعودي في المطارات بجميع أنحاء المملكة.

"الرياض": لماذا لا توجد فروع لشركتكم في كل المدن السعودية؟ وخاصة أن التعامل مع وكالات السفر يزعج بعض المسافرين ولا يتيح لهم الحصول العروض المناسبة للسفر، أو الاستفادة من العروض التسويقية التي تطرحونها؟
- اندرو.. علاقتنا بوكلاء السفر ممتازة، ولدينا شبكة جيدة من الوكلاء، وهم حريصون على ابراز عروضنا التسويقية المستمرة، فالفائدة للجميع على عكس الشائع بأن وكيل السفر يبحث عن السعر الأعلى ليزيد من ربحه، فنحن مع وكلائنا ملتزمون بتقديم أقل الأسعار وأفضل الخدمات، ومع ذلك فلنا سياسة تسويقية واضحة، وهي الوصول للمستفيد أياً كان مكانه، ولكن بطريقة جديدة، فبالإضافة إلى وكلاء السفر لدينا مكاتب مبيعات في المطارات المختلفة ( 12مطاراً) عوضاً عن مراكز مبيعات سما الرئيسية في كلّ من الرياض والدمام وجدة والمدينة المنورة وخميس مشيط، وكذلك وفرنا رقماً موحداً للإتصال 920005588، إضافة إلى كل ذلك هناك الموقع الإلكتروني www.flysama.com والذي يعتبر البوابة الأفضل لرؤية آخر العروض واختيار أفضل وأقل الأسعار.

"الرياض": يعتقد البعض أن الطيران الاقتصادي لا يلتزم بالمعايير العالمية للسلامة، مقارنة بشركات الكبرى، خصوصاً وأن طائراتكم ليست جديدة؟
- اندرو.. أنت تتحدث عن قطاع الطيران، حيث السلامة هي الأولوية الأولى والقصوى لجميع شركات الطيران والمنظمات المعنية سواء الحكومية أو العامة، وشركات الطيران الاقتصادي إجمالاً وسما للطيران تحديداً، لا تتهاون في ذلك، والإلتزام بمعايير السلامة ليس خياراً، البعض للأسف يعتقد أن التخفيض في الأسعار هو بسبب ضعف السلامة وهذا غير صحيح تماماً، فالأسعار المخفضة هي نتيجة الاستعمال الأمثل للطائرات وتقليص المصاريف غير الضرورية، سواء الإدارية وغيرها مع تحقيق الاستفادة القصوى من التشغيل لتحقيق الربح، فالجميع يحرص على السلامة، وخصوصاً شركات الطيران الإقتصادي، كونها لا تستطيع تحمل تكلفة خروج أو عطل، فسوف يكلفها ذلك الكثير، والأهم هو سلامة الركاب وأمان السفر، ولتفنيد هذا الإدعاء تستطيع الرجوع إلى سجل حوادث الطيران وانظر بنفسك نسبة حوادث طيران الشركات الكبرى بشركات الطيران الاقتصادي الدولية.

وللعلم ف "سما للطيران" تطبق أعلى معايير الجودة والالتزام بمتطلبات السلامة المعتمدة دولياً ومن هيئة الطيران المدني أيضاً، إضافة إلى عقد لصيانة الطائرات لدى أحد اشهر شركات الصيانة المتخصصة في هذا المجال والحاصلة على شهادة الآيزو، وبمبلغ يزيد عن نصف مليار ريال لمدة عشر سنوات، وهو بالتأكيد يعكس حرصنا على الأمن والسلامة.

"الرياض": لنتحدث عن المعوقات التي تواجهونها أو الصعوبات في السوق السعودي؟
- اندرو.. نحن سعداء بالتعاون الذي نجده من الهيئة العامة للطيران المدني والمطارات بالمملكة، ولكن هناك تفرقة في التعامل بيننا وبين الخطوط السعودية، فلهم أفضلية نفتقدها وتؤثر بشكل كبير على ربحيتنا، فأسعار الوقود مثلاً من المعروف أنها تمثل من 4530% من تكلفة الرحلة، ونحن نشتريه بأسعار غير تفضيلية، مثل أي شركة طيران أجنبية، بالرغم من أن سما للطيران، شركة سعودية 100% وناقل وطني ملتزم بخدمة السوق المحلي بالدرجة الأولى.

"الرياض": اطلقتم مؤخراً رحلات دولية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بالرغم من تصريح الهيئة بأنها لن تسمح لشركات الطيران الإقتصادي الجديدة بتغطية الوجهات الدولية إلا بعد مرور 18شهراً؟
- اندرو.. اطلقنا أولى رحلاتنا الدولية وفق طريقة الطيران العارض، بعد حصولها على التصاريح اللازمة من الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة والإمارات، وكذلك الجهات المعنية، إلى كل من مدينة الشارقة وأبوظبي في الإمارات العربية المتحدة في يوم الخميس 15من نوفمبر، كخطوة طبيعية لزيادة دخل الشركة، ومواجهة المصاريف الداخلية المتزايدة، وما افخر به هنا أنه في الثامن عشر من نوفمبر انطلقت رحلتنا إلى أبوظبي وهي ممتلئة العدد، مايدل على احتياج السوق وثقة ضيوفنا المسافرين بنا، ونحن نسير بخطى واثقة وقوية، ونحظى بدعم وثقة مستثمرينا والجهات الحكومية وضيوفنا المسافرين، ونتطلع دائماً إلى التفوق، ونأمل حصولنا على الموافقة لتشغيل الرحلات الدولية المجدولة قريباً، وكلنا ثقة بأن رحلاتنا الدولية ستعيد تشكيل خارطة السفر من وإلى هذه المدن، مع شعار سما سافر ببساطة.