[thunder]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‏
احيي الأخوان جميعاً واخص بالذكر الأخ/ أبو معاذ على جهوده الجبارة في هذا المنتدى ‏في سبيل الرقي بمستوى هذا المنتدى وتوفير المعلومة عن مهنة المراقبة الجوية.‏
موضوع النقاش مهم وحيوي، فالمراقبة الجوية عمل جماعي يعتمد على الجماعية ولا يمكن ‏للفردية أن تنجح بمعزل عن الآخرين، فأقسام المراقبة الجوية لابد أن تعمل سوية جنباً إلى ‏جنب وبتعاون فعال وتنسيق جيد يكون نتيجته خدمة مميزة.‏
عمل المراقب الجوي يرتكز على ثلاثة عناصر مهمة ورئيسية:‏
‏1.‏ أنظمة وقوانين الايكاو والإجراءات المحلية لخدمات المراقبة الجوية في المطار ‏Local procedures‏ .‏
‏2.‏ التنسيق ‏
‏3.‏ الخبرة والمعرفة.‏
فأنظمة وقوانين الإيكاو يحصل عليها المراقب الجوي في التدريب الأساسي والإجراءات ‏المحلية يتدرب عليها المراقب الجوي في المطار الذي يعمل فيه حتى يتم تأهيله للعمل في ‏البرج أو في الاقتراب أو في مراقبة المنطقة.‏
أما التنسيق فهو عملية حيوية تعطي المرونة لعمل المراقب الجوي ودائماً ما نجد هذه الكلمة ‏بكثرة في مراجع خدمة المراقبة الجوية ومن أجل التنسيق وُضعت خطوط الاتصال المتعددة ‏في خدمة المراقب الجوي لتكون قناة اتصال سريعة للتنسيق بين المراقبين الجويين.‏
أما الخبرة فهي حصيلة السنين من العمل في أي قسم من أقسام المراقبة الجوية وحصيلة ‏المواقف والأحداث التي توفر للمراقب الجوي المعلومات إضافة إلى المعارف التي يحصل ‏عليها من قراءاته المتنوعة واطلاعه المستمر ومراجعته الدائمة لجميع مصادر المعلومات ‏المتعلقة بمهنته.‏
هذه العناصر الثلاثة تساعد المراقب الجوي في اتخاذ القرار الصحيح في المواقف المختلفة ‏وتكون قاعدة المعلومات التي توفر الحكم الصحيح والجيد لأي موقف يتعرض له المراقب ‏الجوي خلال أداءه لعمله اليومي، بل أن هذه العناصر هي التي تجعل المراقب الجوي يفكر ‏خارج الصندوق ‏think out of the box‏ بعيداً عن التفكير النمطي وهذه الآلية أو ‏الطريقة تخدم المراقب الجوي في اتخاذ القرار في المواقف غير المألوفة والتي تحدث معه لأول ‏مرة.‏
في هذه الحالة التي أثارها الزميل ابومعاذ فإن مراقب البرج التي تتوفر فيه هذه العناصر ‏الثلاث لن يحدث معه أي مشكله،فإذا كان تدريبه الأساسي جيد ويعتمد التنسيق في عمله ‏ولديه الخبرة أو المعرفة فسيكون بإذن الله متميز ويؤدي عمله بكفاءة وفعالية.‏
في هذه الحالة يجب أن يكون مراقب الاقتراب والبرج على دراية كاملة بالفاصل الأفقي ‏بين الطائرات مع مراعاة فئات الطائرات وكذلك معرفة الإجراءات المحلية بالمسافة بين ‏الطائرات في الاقتراب النهائي قبل الهبوط إذا كان المطار يوجد به مدرج واحد ‏والإجراءات في حالة وجود مدرجين. ‏
لابد من التنسيق بين البرج والاقتراب من حيث السماح لمراقب الاقتراب بتقليل المسافة ‏بين الطائرات في الاقتراب النهائي ومساعدته إذا كانت الحركة كثيفة أو بالطلب منه ‏بزيادة المسافة بين الطائرات إذا كانت هناك حركة مغادرة كثيفة لدى مراقب البرج، أو ‏كذلك الطلب من مراقب الاقتراب مسبقاً بأن يفرض على الطائرات سرعة معينة في ‏الاقتراب النهائي وهكذا.‏
المعرفة وجمع المعلومات عن مايتعلق بالأنظمة والقوانين والإجراءات وكل مايتعلق بالطيران ‏والطائرات ومتابعة المستجدات في المهنة من العوامل المهمة لضمان كفاءة الأداء.‏

لدي ملاحظات:‏
• السلامة مطلب ضروري وهدف تقديم خدمات المراقبة الجوية هو سلامة الحركة ‏الجوية في الأرض أو السماء.‏
• ليس دائماً الأولوية للطائرات الهابطة على الطائرات المغادرة، لأن زيادة الحركة ‏الجوية اليوم تفرض علينا تغيير بعض المفاهيم بحيث تظل الأولوية للطائرة الهابطة ‏لكن دون تعطيل أو تأخير للطائرات المغادرة.‏
• درجة الحرارة والارتفاع عن سطح البحر واتجاه الرياح عوامل مهمة من الممكن ‏أن تؤثر على سرعة الطائرة في الإقلاع أو في الاقتراب النهائي.‏
• معظم أقسام المراقبة في المملكة العربية السعودية تعاني من سوء التنسيق بحسب ‏خبرتي في هذا المجال.‏
أتمنى أن يعطينا الأخوة بعض الحالات التي حدثت على رأس العمل لمزيد من الفائدة ‏وتوفير معلومة من خبراتكم وتجاربكم في العمل في برج المراقبة الجوية.‏
آسف للإطالة ولكن الإجابة تتطلب أكثر من ذلك ولكن حاولت تقليص الحروف ‏على قدر الظروف.‏

تحياتي ‏