[kuwaity_pilot]

مدافعا مهاجما مبررا كان حال رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية حمد الفلاح خلال اللقاء المفتوح الذي جمعه مع الصحافة الكويتية الذي تنظمه جمعية الصحافيين الكويتية امس، حيث كشف الفلاح عن خسائر المؤسسة خلال الفترة من ابريل حتى اغسطس الماضي والتي سجلت 26.3 مليون دينار مرجعا هذه الخسائر الى شدة المنافسة بين شركات الطيران ذات الاساطيل الحديثة وارتفاع اسعار الوقود عالميا موضحا ان تكلفة وقود الطائرات بلغت حوالي 45 مليون دينار اي بزيادة وصلت الى 63%، بالاضافة الى الزيادة في مصروفات الصيانة التي ارتفعت عن الميزانية المحددة بنسبة بلغت 53%، مبينا ان تقدير مصروفات الصيانة كان بحدود 8.7 ملايين دينار فيما بلغت المصروفات الفعلية حوالي 13.363 مليون دينار.
وبرر الفلاح الخسائر المتتالية التي تلحق بالكويتية بالفوائد التي تدفعها المؤسسة على القروض التي اخذتها من البنوك لتمويل نفسها بعد فترة الغزو بالاضافة الى سياسات الدولة التي فرضت علينا تكويت معظم وظائف المؤسسة علما ان تكلفة الموظف الكويتي هي ثلاثة اضعاف الموظف غير المواطن اعتمادا على رؤية الحكومة بأن تدار المؤسسة بصفتها مؤسسة حكومية بكفاءة كويتية، مستطردا انه بعد عمليات التكويت اخطرتنا الحكومة اننا مستثنون من هذه العملية وذلك ما ساهم في زيادة الخسائر المتتالية.
المؤسسة.. تشغيليا
وقال الفلاح ان عدد الركاب المستخدمين لطائرات المؤسسة للفترة من شهر يونيو وحتى سبتمبر الماضي بلغ نحو 892.2 ألف راكب فيما بلغ عدد الركاب لنفس الفترة من العام الماضي حوالي 945.687 الف راكب، مضيفا ان المؤسسة قامت بمحاولات لتحديث اسطولها وزيادة عدده وذلك بعد موافقة وطلب رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذي سلمنا كتابا بالسماح لنا بزيادة اسطول «الكويتية» من 60 الى 100 طائرة الا ان هذا الكتاب واجه رفض مجلس الامة والذي عاد واتهمنا بالسرقة، مضيفا ان الكويتية بعد كتاب رئيس مجلس الوزراء قدمت طلبات لتسلم 27 طائرة من شركة ألافكو التي تساهم فيها الكويتية والتي وعدتنا بتسليم عدد من الطائرات في فترة اقل من شركتي البوينغ والايرباص حتى ان موعد التسلم كان اقرب بسنتين على اساس تسلم عدد من هذه الطائرات في 2009 بينما كان اقرب موعد اخر هو للايرباص في عام 2013 الا ان معارضة مجلس الأمة اوقفت هذه الصفقة مما دفع ألافكو الى بيع هذه الطائرات الى شركات اخرى وتحقيق ارباح بزيادة 30% عن صفقتها مع «الكويتية».
واشاد الفلاح بجهود العاملين في «الكويتية» من كل القطاعات المعنية بالتشغيل، كاشفا عن تحسن ملحوظ في نسبة الإقلاع بالوقت المحدد التي ارتفعت من 67% في صيف العام الماضي الى 80% في صيف العام الحالي، مضيفا ان العوامل التي ساعدت على تحسين اداء المؤسسة ارتفاع معدل كفاءة خروج الطائرات من اعمال الصيانة وانخفاض معدل طلبات قطع الغيار في حالة «ايه.او.جي» والتخطيط الجيد لاستغلال العمالة الفنية والتركيز على الصيانة الوقائية لأنظمة الهيدروليك والتكييف في الطائرة، واضافة نوبة عمل ليلية في قسم الصيانة الدورية للطائرات وانخفاض معدل رجوع قطع الغيار من التصليح من 99 يوما الى 59 يوما وانخفاض معدل جلب قطع الغيار التي تم شراؤها من 54 يوما الى 39 يوما، اضافة الى ارتفاع خدمة تلبية الاحتياج من قطع الغيار من 95.6 الى 97.3%، لافتا الى ان قطاع الخدمات الارضية في المؤسسة يقوم بتغطية 65% من شركات الطيران العاملة.
ول من طارت وآخر من تقلع
وحول موضوع الخصخصة، قال الفلاح: «انا أؤيد وأشجع الخصخصة ولن أتراجع عن هذا القرار»، مشيرا الى ان البيروقراطية التي تعوق التحديث والتطوير في الجهات الحكومية هي السبب الرئيسي في تخلف «الكويتية» عن نظرائها الخليجية، مؤكدا ان الخصخصة ستساهم في تطوير المؤسسة وزيادة منافستها وستعيد «الكويتية» الى سابق عهدها، مشيرا الى ان «الكويتية» من أقدم شركات الطيران في المنطقة، الا ان الروتين الاداري والبيروقراطية التي أعاقت حتى تحديث مقاعد طائرات الشركة ووسائل الترفيه داخلها بسبب الرقابة السابقة والرقابة اللاحقة ولجنة المناقصات ومجلس امة ووزراء ستبقى دائما العائق الاساسي في تطويرها كجهة حكومية تلاقي منافسة كبيرة في قطاع عملها، معطيا مثالا على ذلك ان الشركة منذ عام 2002 تقدم مناقصات لتغيير مقاعد طائرات الشركة ومقصوراتها الداخلية وجاءت الموافقة اخيرا على النوع رقم 5 من هذه المقاعد، الا اننا قمنا بتغيير اوجه المقاعد فقط لتحسين مظهر الطائرات.
خصخصة ومتنفذون
وعن موضوع خصخصة المؤسسة ووجود متنفذون في الدولة يعملون على ان تظهر المؤسسة خاسرة بشكل متتال حتى يسهل الاستيلاء عليها قال الفلاح: ان مشروع الخصخصة قيد التنفيذ، وهناك 6 شركات عالمية قامت بتقديم طلبات الى الهيئة العامة للاستثمار لتقييم اصول الشركة لتختار الهيئة منها شركتين وترفع اسميهما الى مجلس الوزراء للموافقة عليهما، متوقعا انتهاء تقييم الاصول خلال 6 اشهر وتحويل النتائج الى ديوان المحاسبة لدراستها ومناقشتها واعادة رفعها الى مجلس الوزراء لاقرار المشروع.
واوضح الفلاح انه عندما طلب من شركات عالمية على مستوى عال جدا التقدم لتقييم اصول الشركة رفضت هذه الشركات الدخول في هذه المناقصة، مبررة ذلك بأنها اذا أقدمت على تقييم الاصول فلن يسمح لها بدخول على مناقصة الخصخصة للمؤسسة، ما يعني ان هناك شركات عالمية كبيرة جدا ستدخل خط الخصخصة، كما حدث مع شركة الاتصالات الثالثة، حيث وصل عرضها الى 3 مليارات دينار، فما بالكم بشركة طيران، ومَن مِن المتنفذين سيدخل مع هذه الشركات العاملة لسنوات عديدة جدا في مجال الطيران؟
وضــع موظفــي «الكويتيــة» بعيد الخصخصة
أما فيما يخص الموظفين العاملين في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية عقب الخصخصة فأوضح الفلاح ان الموظفين باقون في الشركة لمدة لا تقل عن 5 سنوات مع الحفاظ على جميع الامتيازات، مبينا ان الحكومة تعتبر مسؤولة عن الموظف في المؤسسة في حال كان يرغب في الانتقال الى جهة اخرى بعد التخصيص، مشيرا الى وجود شرط يلزم الشركة التي ستفوز بالعطاء ان تبقي على هؤلاء الموظفين الحاليين والطلبة الذين تم ايفادهم للدراسة في الخارج للعمل لديها، مقسما موظفي المؤسسة الى ثلاث فئات، الأولى: هي فئة المستحقين للتقاعد والفئة الثانية الراغبون في الاستمرار بالعمل لدى الشركة، والفئة الثالثة الراغبون في الانتقال الى هيئات حكومية اخرى وستدعمهم الدولة.
مشروعات مستقبلية
اكد الفلاح ان «الكويتية» ستعمل وكأن الخصخصة غير قائمة من حيث عمليات التشغيل والقيام بعمليات استئجار طائرات وتسيير رحلات والقيام بعملياتها بشكل كامل حتى وقت الخصخصة حيث تقوم الشركة الجديدة بتسلم مهامها من النقطة التي انتهينا عندها
مشيرا الى ان المؤسسة تعمل حاليا على اعادة تأهيل الانظمة الفنية لطائراتها من طراز ايرباص «ايه 310» و«ايه 300»، اضافة الى مشروع تحديث مقاعد تلك الطائرات واستمرار مواكبة التطورات في صناعة النقل والحفاظ على النسبة الكبرى للخدمات المقدمة لركاب شركات الطيران الاخرى بمطار الكويت وتنفيذ مشروع خدمة مراحب بمطار الكويت الدولي اضافة الى تحديث المعدات الارضية لدعم التشغيل.
35 رحلة يومية
بين الفلاح ان «الكويتية» تقوم بـ 35 رحلة يومية على متن 17 طائرة بمعدل 1500 رحلة شهريا مع العلم ان كل يومين تدخل طائرتان الى الصيانة، مبينا ان المؤسسة قامت باستئجار طائرة ايرباص لمواكبة الطلب العالمي على الحجوزات وطلبت استئجار طائرة اخرى، مشيرا الى انه حتى الان تم العثور على طائرة واحدة متاحة للاستئجار من طراز ايرباص «ايه 320»، واشار الفلاح الى ان الحريق الاخير الذي حصل لاحدى طائرات «الكويتية»، لا علاقة لـ «الكويتية» بهذا الموضوع وانما السبب هو خطأ أحد موظفي شركات المناولة الارضية والتحقيق مستمر في هذا الموضوع، كما ان الحادث الامني الاخير (تسلل احد المسافرين الى احدى الطائرات) لا تتحمل مسؤوليته «الكويتية» لانه ليس من اختصاصها بل من اختصاص أمن المطار.
وكان امين سر جمعية الصحافيين فيصل القناعي استهل اللقاء بتقديم لمحة موجزة عن «الكويتية» ورئيس مجلس ادارتها لتنهال اسئلة الصحافيين بعد تقديم عرض عن «الكويتية».
وبين الفلاح انه بعد الزيارات العديدة التي قام بها صاحب السمو الامير الى عدد من الدول وتبعتها زيارات من رئيس مجلس الوزراء الى دول اخرى طلب منا ان نقوم بفتح قنوات مع هذه الدول عن طريق رحلات مشتركة معها ونحن ندرس تسيير مثل هذه الرحلات والجــدوى الاقتصاديـــة منها.

المصدر: الأنباء