[الجهني]

مطاراتنا : منافذ حدودية !
هل تتذكرون نكتة الأصلع ذو اللحية الكثة الذي قيل أن لديه غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع!، حسنا هذا هو السبب الحقيقي وراء حصول مطاراتنا على المركز الأخير في تصنيف عالمي، فمن حيث المخططات تبدو بعض مطاراتنا أهم من جميع مطارات العالم ولكن من حيث الخدمات التي تقدمها للمسافرين فإنها تبدو فقيرة إلى أبعد الحدود، ولو كان التصنيف مخصصا لمجسمات المطارات لاحتلت مطاراتنا موقعا متقدما في هذا التصنيف ولكن قواعد هذا التصنيف تعتمد على ما يمكن أن يجده المسافر داخل هذه المجسمات الجميلة، إنه تصنيف واقعي يهتم بالمضمون وليس الشكل!.
في مطاراتنا تجد مسجدا كبيرا جميل البناء ولكنه يقع خارج المطار حيث يضطر المسافرون والموظفون للصلاة في زوايا ضيقة ومكشوفة، وفي المطارات الأخرى لاتوجد مساجد ولكن ثمة مصليات صغيرة موزعة بذكاء بين بوابات السفر فلا يضطر المسافرون للصلاة في الممر.
في مطاراتنا تجد محلا واحدا يبيع كل شيء ثم شركة صرافة واحدة تختبئ في ركن ما وإذا ما واصلت البحث فإنك سوف تجد شباكا يخص إحدى شركات الاتصالات، وفي المطارات الأخرى توجد مجمعات تجارية تضم تحت سقفها جميع الماركات العالمية الشهيرة حيث محلات الملابس والمجوهرات والهدايا والعطور والمكتبات والجوالات وألعاب الأطفال والبنوك وشركات الصيرفة ومكاتب تأجير السيارات وشركات الاتصالات ومحلات الملابس الرياضية والمقاهي على اختلاف أنواعها ومطاعم الوجبات السريعة على اختلاف مسمياتها والصيدليات وشركات النظارات.. وفي بعض الأحيان تكون هناك مساحات مخصصة للعب الأطفال!.
في المطارات الأخرى يتم إلزام العاملين بالملابس الأنيقة وتوضع العربات الخاصة بحمل الحقائب في مكان سهل الاستخدام، أما في مطاراتنا فإنك بمجرد دخولك سوف تفاجأ بالفوضى التي يحدثها العمال الآسيويون بملابسهم الرثة وستكتشف أن العربات مبعثرة في كل مكان وستتمزق طبلة أذنك بسبب الصراخ المستمر لموظفي الخطوط من خلف الكاونتر.
حتى لو كنت مسافرا على الدرجة الأولى فإن مالك لن يخرجك من هذا المناخ الغريب، بينما في المطارات الأخرى تحظى بإجراءات خاصة للسفر السريع وتنتظر في قاعة أنيقة تتوفر فيها أفضل الخدمات أما في مطاراتنا فإن أقصى ميزة يمكن أن تحصل عليها هي وضع لساندوتش الجبنة في جهاز التسخين.
مطاراتنا حتى لو بدت ضخمة جدا من الخارج إلا أنها ليست محطات سياحية بل هي منافذ حدودية فقط، لذلك يحرص المسافرون على الحضور متأخرين إلى المطار!.

كتبة : خلف الحربي .