شركات الطيران العربية تنمو رغم الأزمة المالية
توقعات بنقل 105 ملايين مسافر هذا العام باستخدام 730 طائرة 
الأمير خالد الفيصل خلال افتتاحه اجتماع الاتحاد العربي للنقل الجوي في جدة مساء أمس
جدة: وائل مهدي
نيابة عن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز افتتح أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أمس فعاليات مؤتمر الاتحاد العربي للنقل الجوي (الآكو) في جدة والذي تناقش فيه خطوط الطيران العربية العديد من المواضيع الهامة وعلى رأسها التشريعات الجديدة للاتحاد الأوروبي التي تقضي بخفض نسبة الانبعاثات والغازات الكربونية الناتجة عن الطائرات.
وقال الأمير خالد الفيصل في كلمة خاطب فيها المشاركين في الاجتماع "إن الاتحاد العربي للنقل الجوي لم يقصر جهده على اختصاصه، بل كان من أهم إنجازاته تنشيط التواصل العربي، حيث أصبح بإمكان المواطن أن يتنقل بين أرجاء وطنه العربي ، في بضع ساعات وبجهد لا يكاد يذكر. وبذلك تلاقحت الثقافات بين الشعوب العربية ، على مرجعية الأصل الواحد، والمشتركات الجمة التي تصل كثيراً حد التطابق."
وفي سياق متصل أكد الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي (الآكو) عبدالوهاب تفاحة أن خطوط الطيران العربية مستمرة في النمو في 2009 رغم الأزمة المالية العالمية إلا أنه أوضح أن النمو لم يكن حليفاً لكل شركات الطيران حيث واجهت بعض الشركات صعوبات هذا العام.
وتوقع تفاحة في تصريح لـ"الوطن" على هامش اجتماع الجمعية العامة للاتحاد في جدة أمس أن تنمو حركة المسافرين على خطوط هذه الشركات الأعضاء في الآكو إلى 105 ملايين مسافر هذا العام مقارنة بنحو 96.6 مليون مسافر العام الماضي 2008.
وقال "على الرغم من الأزمة المالية، تمّكنت شركات الطيران العربية من الاستمرار في النمو وتوسيع قاعدة عملها، في الوقت الذي تراجعت أرقام الحركة لدى شركات الطيران في العالم".
وأضاف: "يتوقع لشركات الطيران العربية أن تنقل، هذا العام 105 ملايين مسافر مستخدمة 730 طائرة. ولكن شركات الطيران العربية لن تستطيع، حتى مع زيادة عدد المسافرين لديها أن تسجل إلاّ خسائر تشغيلية وصافية نظرا ً لتزايد الأعباء عليها وتراجع أسعار السفر.
وتعقد الآكو اجتماعها الثاني والأربعين في جدة تحت رعاية الخطوط السعودية. ويضم اتحاد الآكو إلى جانب الخطوط السعودية كلاً من طيران الإمارات وطيران الاتحاد والخطوط الجوية الكويتية والخطوط القطرية ومصر للطيران والخطوط الملكية المغربية إضافة إلى غالبية الخطوط العربية الأخرى.
ويجتمع رؤساء شركات الطيران العربية لمناقشة بعض المسائل المهمة لصناعة الطيران وعلى رأسها تأثير تشريعات البيئة التي أقرها الاتحاد الأوروبي على نمو شركات الطيران العربية التي ترغب في التوسع في أوروبا إضافة إلى مستقبل الآكو وإلى مصير تحالفات شركات الطيران في المنطقة. وفي كلمة له حول وضعية شركات الطيران العربية قال المدير العام للخطوط السعودية المهندس خالد الملحم أمس: "لقد قطع الاتحاد العربي للنقل الجوي شوطاً بعيداً في تفعيل التعاون المشترك بين شركات الطيران العربية، والانتقال به من مرحلة الطموحات والتمنيات إلى الواقع العملي من خلال خططٍ استراتيجية وبرامج تنفيذية". ومن أبرز البرامج والخطط التي استعرضها الملحم هو وضع آلية للتفاوض المشترك مع الاتحاد الأوروبي والجهات الدولية الأخرى، والتوسع في التشغيل بالرمز المشترك لخدمة المسافر العربي في أي مكان من العالم. إضافة إلى متابعة التطورات والإجراءات والنظم العالمية بشأن قضايا البيئة والانبعاث الحراري وغيرها. وقال الملحم في كلمته إن شركات الطيران العربية حققت العديد من الإنجازات من خلال الآكو على رأسها تبني أحدث النظم العالمية في مجال تقنية المعلومات وإطلاق مشروع التعاون الجماعي بالمحطات الخارجية للحصول على أفضل المزايا وترشيد التكاليف. إضافة إلى النجاح المتميز لفريق الشراء المشترك للوقود في تحقيق وفورات كبيرة رغم الصعوبات الاقتصادية الراهنة. ورداً على سؤال حول قانون الاتحاد الأوروبي الخاص بالبيئة قال الملحم :" شركات الطيران العربية لديها سياسة موحدة بالإضافة إلى جميع شركات الطيران الأعضاء في الأياتا وذلك يعطيها نوعاً من المرونة في اتخاذ الإجراءات لحماية حقوقها"، مشيراً إلى أن شركات الطيران العربية لديها اتفاقيات موحدة في كثير من الأمور من بينها الوقود في المحطات الخارجية وكذلك العمليات الأرضية، بالإضافة إلى التدريب والتعاون المشترك في مختلف المجالات.