[سلطان الشرقية]

استمرت معاناة طائرات الخطوط الجوية الكويتية في التأخير بسبب الاضراب الجزئي الذي يقوم به مهندسوها كل يوم حيث طال التأخير امس احدى عشرة رحلة وفقا لما بينه امين سر جمعية الطيارين ومهندسي طيران الكويتية المهندس عباس الدوخي، في حين قالت مصادر في الطيران المدني ان خمس رحلات للدول القريبة تأخرت عن مواعيدها ما بين الحادية عشرة صباحاً والثامنة مساءً.
وإلى ان تعود الأوضاع طبيعية اكد المهندس عباس الدوخي استمرار هذا النهج في الاضراب حتى يتم تحقيق مطالب المهندسين الذين اكد انهم لا يقصدون استغلال فترة الصيف لاحراج المؤسسة مشيرا إلى سابق تقدمهم بمطالبهم في ابريل الماضي.
وبذلك حمل الدوخي المؤسسة مسؤولية ما يحدث معربا عن استمرار الامل في ان تجد تلك المطالب اذنا صاغية لدى الادارة.
فقد شهد مطار الكويت صباح امس تأخيرا في عدد كبير من رحلات الخطوط الجوية الكويتية مما تسبب في ارباك سير رحلات «الكويتية» المتجهة الى عدة عواصم ومدن...
قال مصدر مطلع لـ «الوطن» انه وبالرغم من عدم وجود كتاب رسمي يؤكد حدوث اضراب من مهندسي الطيران الا ان هناك اعتصاما في الفترة الصباحية ما تسبب في تأجيل عدد من الرحلات المقررة ما ادى الى حدوث مشاكل عدة من قبل الركاب خاصة ان فترات التأخير طويلة جدا حيث ان بعض الطائرات تأجلت من الفترة الصباحية الى المسائية...
واضاف المصدر ان الفترة المسائية شهدت ارتباكا واضحا عند بوابات الطائرات التابعة لـ«الكويتية» ذلك ان الركاب اصبحوا محبوسين في الداخل لا يمكنهم الخروج والعودة لمنازلهم لكونهم ختموا جوازاتهم بختم المغادرة ولا يمكنهم صعود الطائرة بسبب التأخير المستمر على الرحلات وهو ما تسبب بتذمرهم وزاد من معاناتهم بسبب طول الفترة التي انتظروا فيها...
واوضحت مصادر مطلعة لـ «الوطن» ان عدد الرحلات التي تأثرت بالاضراب يبلغ 5 رحلات خلال الفترة من الحادية عشرة صباح امس وحتى الثامنة مساء لافتا الى انها كانت موجهة للمحطات القريبة في منطقة الخليج والشرق الاوسط وهي دبي، عمان، دمشق، الدوحة، البحرين، القاهرة، وقالت المصادر ان ذلك كان محاولة من المضربين لكبح امتداد الاضرار لبقية شبكة الخطوط مثل اوروبا، وشبه القارة الهندية، مشيرة الى ان الاضراب يهدف الى الاحتجاج على المؤسسة، وبطئها في الاستجابة لمطالب المهندسين في المقام الاول لها.
من جانب آخر علمت «الوطن» ان تأخير بعض الرحلات اربك عمل المراقبة الجوية، ومركز الاقتراب المشترك، ومركز المنطقة، وهي جهات المراقبة الثلاث التي تتعامل مع الطائرة منذ اخذ التصريح بالاقلاع، او الدخول في دائرة مراقبة المنطقة، مبينة ان عمل المراقبة الجوية يهدف الى تسهيل حركة الملاحة الجوية والتزام كل طائرة بالمسار والارتفاع المحدد لها، وترتيب عمليات الهبوط والاقلاع لجميع الطائرات في دائرة مطار الكويت الدولي ما يعني ان عملية تأخير طائرة عن الاقلاع تستلزم اعادة ترتيب رحلات الاقلاع للشركات الاخرى، وكذلك عمليات الهبوط، ما ارهق العاملين بأقسام المراقبة الجوية الثلاث.

استنفار في الكويتية

وعلمت «الوطن» ان ادارة عمليات الخطوط الجوية الكويتية في حالة استنفار تام، حيث يعكف العاملون فيها على معالجة الرحلات المتأخرة وكيفية ربطها ببقية الرحلات على امتداد شبكة خطوطها لتقليل الاضرار بقدر المستطاع، وذلك بزيادة اطالة فترة التأخير على رحلة واحدة بدلاً من ارباك جميع الرحلات لنفس الطائرة، او بدمج رحلتين معاً كما حدث مع الرحلة رقم 671 التي كان مقررا لها التوجه الى دبي في الساعة الحادية عشرة صباحاً نظراً لتأخرها نتيجة الاضراب مع الرحلة رقم 673 التي اقلعت في الساعة الرابعة والنصف عصراً، حيث تم استبدال الطائرة بأخرى كبيرة الحجم من طراز البوينج B747 ويذكر ان العاملين بقسم عمليات الكويتية يبذلون قصارى جهدهم للتخفيف من معاناة المسافرين على متن طائرات الكويتية وللحد من الاضرار الجسيمة التي سوف يسفر عنها الاضراب، ولا سيما ان الموسم الصيفي يعتبر من اهم الفترات التي تحقق ايرادات جيدة للمؤسسة تعويضاً عن الركود في الحركة خلال المواسم الاخرى.