[حور عين]

الأجهاد هــــو
هو مصدر أو منبع للتعب والإنهاك العقلي والجسدي الذي يميل إلى خلق حالة من الإرباك والتشويش في التفكير والتصرف بطريقة صحيحة ومنطقية مما ينتج عنه إعاقة وتأخير في القيام والتصرف بالأعمال أو المهمات المطلوبة بنجاح ودقة في حالة الطيران تحت ظروف عادية أو تحت أي ظرف طارئ.
ان الاجهاد عند الطيارين اجهاد عقلي اكثر منه جسمانيا، حيث ان عمل الطيار الجسماني ضئيل بالنسبة لعمله العقلي وينتج الاجهاد غالبا من تكرار الاعمال الفنية الدقيقة أي قيادة الطائرة .
ومن اهم اعراض الاجهاد العقلي ان التفكير يصبح بطيئا والتركيز غير دقيق ومشتت ، فمثلا عند بدء الطيران يمكن للطيار ان ينظر الى عدادات الطائرة كوحدة واحدة ويلاحظ ما يعمل منها ويفهم ويقدر معنى هذه العدادات بدقة ، ولكن عندما يبدأ الاجهاد العقلي نجد ان الطيار ينظر الى عدادته كل على حدة ولفترة طويلة قد تؤدي الى اهماله النظر الى عداد اخر او ان ينظر الى عداد معين مرات كثيرة في حين ان هذا العداد لا يحتاج الى مراقبته الا على فترات بعيدة ( مثل عداد الوقود او عداد عجل الطائرة ) وبما انه لا يلاحظ حالة نفسه هذه فانه قد يخطيء ويلقي تبعة اخطائه على غيره ولذا نجده يؤنب باقي طاقم الطائرة على اخطاءه هو . ثم اذا حاول تصحيح أي خطأ فانه يزيد هذا التصحيح الى حد الخطأ او ينقصه ) over or under correction ( بحيث يزداد الخطأ الاصلي ، ثم يبداء ايضا في الشعور بان طيرانه تحسن وتزداد ثقته في نفسه في حين ان العكس هو الواقع نتيجة الاجهاد ، كذلك يبداء في الشعور بأوضاع جسمه المختلفة التي لا يشعر بها عادة ، مثل ان يحس بانه جالس وان قدمه اليمنى مدودة ....... الخ .. ثم يخيل اليه ان الاما معينة ستصيبه ...الخ ..
واكثر الاوقات التي تظهر فيها هذه الاعراض ويبدواالاجهاد واضحا هو وقت العودة من الرحلات او العمليات الشاقة الطويلة .
لذا يجب تنبيه الطيار الى هذه الاعراض وتدريبه لتلافيها او على الاقل للاحساس بها عند حدوثها ويجب الا يتراخى عند الاقتراب من مطار الهبوط بسبب ان رحلته او مهمته قد انتهت ، كذلك يجب على المسؤلين تنظيم اوقات الطيران واوقات الانتظار stand – by او حالات الاستعداد عند المقاتلات بحيث لايترتب عليها اثر سييء وخاصة في حالة الطيارين المبتدئين الذين يكونون اكثر نسبة تعرض للاجهاد واثاره .
اما الادوية التي تستعمل في مثل هذه الحالات فضررها اكثر من نفعها ، وقليل من القهوة مفيد ومنبه . وجدير بالذكر ان استنشاق الاوكسجين اثناء الطيران يقلل نسبة حدوث الاجهاد .
ومما يؤثر على الطيار ويجعله عرضة للاجهاد السريع حالته الجسمانية و النفسية والعقلية . اذ وجد علميا ان نقص السكر في الدم مثلا عامل مهم جدا يضعف مقاومة الجسم لذا يجب ضبط مواعيد تناول الطعام وربطها بمواعيد الطيران حتى لا يطير الطيار بمعدة فارغة او بعد تناول الطعام مباشرة وكلاهما مضر.
اما كمية الطعام ونوعه فيمكن تلخيصها فيما يلي : -
1 – الاحتياج اليومي للطيار 3600 – 3800 سعرة حرارية
2 – النشويات : مواد هامة جدا وخاصة بالنسبة لطياري المقاتلات والذين يطيرون ليلا وذلك لسرعة احتراق هذه المواد وسهولة هضمها واستفادة الجسم منها علاوة على انها الغذاء الرئيسي للجهاز العصبي والقلب وان السكر يزيد مقاومة الجسم لنقص الاوكسجين
3 – الدهنيات : ليست هامة جدا بالنسبة للطيارين وفائدتها تنحصر تقريبا في كونها مستودعا للطاقة خاصة في الجو البارد ، ويجب الامتناع عن تناول الدهنيات قبل الطيران او اثناءه ويفضل تناول الزبد الطازج او القشدة .
4 – البروتينات : هي من اهم المواد لتغذية الجسم ولكن الاكثار منها قبل الطيران قد يضر الطيار حيث انها تحتاج لكميات كبيرة من الاوكسجين لاحتراقها وتمثيلها ،علاوة على ان فضلاتها كثيرة خاصة في البول .
5 – المواد الاخرى : مثل الفيتامينات والاملاح والماء يجب ان ياخذ الجسم حاجته منها وعادة تكفي الكميات الموجودة منها في الطعام المعتدل المنسق .

ويمكن توزيع الغذاء اليومي بالنسبة للسعرات الحرارية كالاتي : -

1 – 24 – 33% من السعرات لوجبة الافطار
2 – 30 – 36 % لوجبة الغذاء
3 – 36 – 40 % لوجبة العشاء

ويجب ايضا محاولة عدم الطيران قبل مضي ساعة او ساعة ونصف عن اخر وجبة وان يتناول الطيار وجبة خفيفة سهلة الهضم اذا طالت مدة الطيران وزادت عن ساعتين ونصف .
ويلاحظ مما سبق ان اهم غذاء للطيار يتوقف على المواد النشوية ، ولذا يصبح الطيار عرضة لزيادة الوزن والسمنة ولكن الالعاب الرياضية واللياقة البدنية اذا ما اتبعت بنظام – وهذا ما يجب – تعادل الزيادة وتتخلص منها .
ولا يفوتنا هنا ان نذكر اهمية الحالة النفسية للطيار حيث ان الطيار الهاديء البعيد عن المشاكل النفسية هو الاصلح والاقل عرضة للاخطار ، اذا ما تساوت الظروف الاخرى للطيران . اما الطيار المضطرب او القلق نفسيا فيجب منعه من الطيران لما في هذه الحالة من خطورة .


نقل للإفاده