قال مسؤولو شركات سياحة وسفر، إن خريطة الوجهات السياحية التي يقصدها مواطنون خلال إجازاتهم الصيفية، ستشهد تغييراً كبيراً العام الجاري، نظراً لصعوبة إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول لبعض الدول، ولجوء دول أخرى إلى استخدام ماسحات ضوئية في مطاراتها، لتفتيش الركاب، فضلاً عن ظهور وجهات سياحية بأسعار منخفضة.
وأكدوا لـ«الإمارات اليوم»، أن الحجز المتأخر للعطلات، يزيد من تكاليفها بنسب تصل إلى 40٪، لافتين إلى أن بعض الدول سهلت من إجراءاتها لاستقطاب السياح.
وتوقعوا أن تتصدر القاهرة وبيروت ودمشق، الوجهات العربية المفضلة لدى المواطنين، فضلاً عن تركيا ودول جنوب شرق آسيا. وكشف مدير عام شركة سياحية عن أن أسعار قضاء بعض الإجازات الصيفية تصل إلى مليون ونصف المليون درهم.
إجراءات معيقة
وتفصيلاً، أكد مدير عام شركة «سكاي لاين»، سامر عشا، أن «إجراءات الماسحات الضوئية في مطارات أوروبية وأميركية، ستؤثر بشكل كبير في قرارات مواطنين قضاء عطلاتهم في تلك الدول، خصوصاً العائلات المحافظة منها، ما يغير خريطة الوجهات السياحية التي يقصدها المواطنون»، مشيراً إلى أنه «يمكن للمسافر التنقل مستخدماً شبكة القطارات بين المدن التي يزورها، تفادياً لتلك الإجراءات، باعتبارها موجودة في مطارات معينة».
وأوضح أن «الحجوزات المتأخرة للمواطنين لقضاء عطلات الصيف، تزيد من التكاليف بنسبة 30٪ لتذاكر الطيران، وبنسبة تجاوز 30٪ للحجوزات الفندقية، نظراً للعلاقة الطردية بين الأسعار والطلب على الخدمة». موضحاً أنه «وعلى عكس السياح الأوروبيين الذين يحجزون قبل ستة أشهر لقضاء رحلاتهم، يتأخر المواطنون عموماً في حجوزاتهم السياحية إلى الأسابيع الأخيرة من موعد السفر، ما يضيف أعباءً مالية كبيرة».
الوجهات الفضلى
وتوقع عشا أن تبقى وجهات مصر ولبنان وسورية، المفضلة لدى المواطنين عربياً، لافتاً إلى أنه «وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة بلد سياحي منخفض التكاليف السياحية، مقارنة بالدول الأوروبية، فإن إجراءات الحصول على التأشيرة، فضلاً عن إجراءات التفتيش في المطارات، ستضعف الإقبال عليها، خصوصاً للذين يقصدونها للمرة الأولى».
وذكر أنه في «مقابل ذلك، بدأت وجهات أخرى تفرض نفسها على الخريطة السياحية، مثل ماليزيا وتايلاند في جنوب شرق آسيا، نظراً للأسعار المنخفضة، وسهولة إجراءات السفر، وتنوع مزايا السياحة فيها»، متوقعاً إقبالاً ملحوظاً على تلك الوجهات.
ولفت إلى أنه «على الرغم من تصدر استراليا الوجهات السياحية خلال الأعوام الأربعة الماضية، فإنها تراجعت بشكل كبير خلال العام الماضي»، موضحاً أن «المملكة المتحدة والنمسا وسويسرا وألمانيا، شهدت إقبالاً متزايداً خلال السنوات الماضية، باعتبارها وجهات اعتاد المواطنون السفر إليها صيفاً».
تذاكر بنصف السعر
من جانبه، قال مدير عام شركة «ترافكو للسياحة والسفر»، أسامة بشري، إن «تكاليف قضاء الإجازات الصيفية، ترتفع بنسب تصل إلى نحو 30٪ بالنسبة للحجز المتأخر، باعتبار أن الرحلات الجوية تكون كاملة الإشغال، فضلاً عن صعوبة الحجز الفندقي، خصوصاً في الدول التي تشهد إقبالاً كبيراً على السياحة».
وبين أنه «نظراً للوضع الاقتصادي الراهن، فإن الوجهات الأكثر إقبالاً، ستكون تلك التي لا تزيد مدة الرحلة إليها على أربع ساعات»، متوقعاً أن «تشهد الوجهات العربية، وتركيا وجنوب شرق آسيا، إقبالاً ملحوظاً، نظراً لانخفاض أسعار الفنادق وتذاكر الطيران، فضلاً عن تواضع أسعار خدماتها السياحية».
وأضاف أن «حجوزات المواطنين بدأت، لكن بنسبة لا تتجاوز 15٪ فقط، وهي نسبة بسيطة باعتبار أننا في منتصف مارس»، داعياً الراغبين بقضاء العطلة الصيفية خارج الدولة، إلى الحجز المبكر، حتى لا يتعرضوا إلى تضخم في الأسعار.
وبين أن «شركات الطيران في المـنطقة توفر حالياً تذاكر بنصـــف السعر للحجز المبكر، فضلاً عن برامج كثيرة للرحلات السياحية التي تنظمها تتضمن خيارات عدة».
باريس متقدّمة
إلى ذلك، توقع مدير عام شركة «إيلاند للسياحة»، معتز أرصد، أن ترتفع أسعار الحجوزات السياحية للصيف في آخر لحظة، بنسبة 30 إلى 40٪»، مشيراً إلى أن «نسبة من المواطنين بدأوا بالحجز المسبق لإجازاتهم الصيفية لشهري يونيو ويوليو المقبلين».
وأوضح أن «نسبة من هذه الحجوزات تركزت على وجهات القاهرة ودمشق وبيروت وتركيا، فيما تصدرت باريس الوجهات الأوروبية حجزاً».
وتوقع أيضاً أن «تشهد خريطة الوجهات السياحية بالنسبة للمواطنين، تغييراً كبيراً، نظراً للعديد من الظروف، منها تعقيدات ما قبل السفر والحصول على التأشيرة، وتشديد إجراءات مطارات بعض الدول».
وأوضح أنه «بإمكان العائلة المكونة من الزوج والزوجة، وطفل واحد، في حال حجزوا مبكراً، قضاء عطلة صيفية بمبلغ 10 آلاف درهم لمدة أسبوع، في وجهات مثل لندن وتايلاند وماليزيا، فيما ستصل هذه الأسعار تقريباً إلى نحو 14 ألف درهم لوجهتي برلين وباريس، نظراً لكونهما وجهتي سفر ذواتي أسعار سياحية مرتفعة بالنسبة للتسوق والمواصلات، مقارنة بدول شرق آسيا وتركيا».
وأوضح أن «وجهات كوالالمبور، وباريس وجنيف وروما ولندن، لاتزال أكثر الوجهات التي يفضلها المواطنون عادة»، مشيراً إلى أن «شركات السياحة تتطلع إلى نسب إقبال سفر وسياحة عالية، نظراً للانخفاض العالمي في أسعار الخدمات السياحية».
انخفاض أسعار الخدمات
وفي سياق متصل، قال مدير عام شركة «نيرفانا للسياحة»، علاء العلي، إن «الحجوزات التي تقدمها شركات السياحة، تتضمن تذكرة الطيران، وحجز الفندق، وتأمين السفر، والمواصلات، والعديد من الخيارات الأخرى»، لافتاً إلى أن «أسعار الحجز المتأخر للرحلات السياحية سترتفع بنسبة تراوح من 30 إلى 40٪ في الأسبوع الأخير، قبل موعد السفر».
وأوضح أن «أكثر من نصف المواطنين المسافرين يحجزون في اللحظات الأخيرة بتكاليف كبيرة»، مؤكداً أن «الإجراءات المعقدة بالنسبة للسفر إلى بعض دول أوروبا وأميركا، ستؤثر بشكل كبير في اختيارها».
وبين أن «دولاً سياحية قليلة باتت تسهل الإجراءات، آخذة بعين الاعتبار المردود السياحي الكبير، في ظــل تراجع وركود اقتصـــاداتها»، موضحاً أن «استراليا بدأت بتســـهيل إجراءات الحصول على التأشيرات، بالنسبة للمواطنين».
وذكر أن «أسعار الخدمات السياحية والطلب على السياحة عالمياً انخفض العام الماضي بنسبة 25٪ عن تلك المسجلة في عام 2008»، مؤكداً أن «هذه الأسعار ستظل مستقرة في هذه الحدود، ريثما تتحسن الأوضاع العالمية، وتنتعش مجدداً خلال الفترة المقبلة».
وأضاف أن «أسعار قضاء بعض الإجازات الصيفية تصل إلى مليون ونصف المليون درهم بالنسبة للحـــجز في فنادق من فئة خمس نجوم، والإقامة مدة شــهر في لندن، على الرغم من أن بعض العائلات تستطيع أن تقضي عطلاتها الأســـبوعية بمــبالغ بسيطة جداً في حال الحجز الآن»، لافتاً إلى أن «هناك العديد من المتغيرات التي تحدد الأسعار»، وناصحاً المواطنين بالاطلاع على الخيارات التي توفرها شركات السياحة والسفر.
https://www.google.com/url?sa=t&rct=j...47380653,d.bGE