إيدس تقر بفوز بوينغ في صفقة طائرات التزود بالوقود
الأحد, 6 مارس 2011 الساعة 08:36
أ ف ب- د ب أ
أعلنت شركة «الصناعات الجوية والعسكرية الأوروبية» (إيدس)، أول من أمس، عدم اعتزامها الطعن في قرار منح منافستها «بوينغ» الأمريكية عقد تطوير وتوريد جيل جديد من طائرات التزود بالوقود في الجو، لمصلحة القوات الجوية الأمريكية، وتصل قيمة العقد إلى 30 مليار دولار.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت يوم 24 فبراير الماضي، فوز عرض «بوينغ» بعقد تطوير الجيل الجديد من الطائرات، وهو واحد من أكبر العقود العسكرية في تاريخ وزارة الدفاع الأمريكية.
ويتضمن العقد توريد 179 طائرة من الجيل الجديد لطائرات التزود بالوقود في الجو. وكان مسئولو البنتاغون أبلغوا «أيدس» بنتيجة المناقصة خلال الأسبوع الجاري، لكي تتخذ قرارها بشأن الطعن على النتيجة من عدمه.
وقال رالف كروسبي، رئيس مجلس إدارة فرع «إيدس» في أمريكا الشمالية، «لا يوجد أساس للاحتجاج» على نتيجة المناقصة.
وأضاف أن «إيدس» خسرت المنافسة بسبب السعر، ولكنه شكك في إمكانية أن تحقق منافستها الأمريكية ربحاً من السعر الذي عرضته.
وقال إن «بوينغ» قدمت عرضاً «منخفضاً للغاية»، في محاولة منها لإبقاء منافستها الأوروبية خارج السوق الأمريكية.
وأشار إلى أن «بوينغ» عرضت تطوير وتوريد الجيل الجديد من الطائرات مقابل 31.5 مليار دولار، في حين كانت قيمة عرض «أيدس» 35 مليار دولار.
وكانت «بوينغ» و«إيدس» قد خاضتا منافسة ضارية على مدار سنوات من أجل الفوز بالعقد، وأطلقتا حملة دعاية عالية التكلف بسبب الصفقة، وقدمت كل شركة طائراتها باعتبارها الأفضل بالنسبة الجيش الأمريكي.
وقد أنفقت «أيدس» نحو 200 مليون دولار للفوز بالمناقصة، بحسب كروسبي.
من ناحيتها، قالت القوات الجوية الأمريكية، إنها تتطلع إلى تنفيذ البرنامج الذي طال انتظاره لتحديث أسطول طائرات التزود بالوقود في الجو لديها. وأضافت أن كلاً من «أيدس» و«بوينغ» ترتبطان بعلاقات وثيقة معها تتمنى استمرارها.
وكان للصفقة جانبها السياسي، إذ قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأسبوع الماضي، إن منح العقد لشركة «بوينغ» بدد فرصة مهمة لتحسين العلاقات الأمريكية الأوروبية.
وفشلت وزارة الدفاع الأمريكية مرتين في منح العقد لإحدى الشركتين على مدى 10 سنوات.
وقد انهار برنامج «بوينغ» لتأجير طائرات التزود بالوقود في الجو للقوات الجوية الأمريكية. في ظل فضيحة فساد في العام 2004.
وقد منحت وزارة الدفاع عقد الصفقة إلى تحالف «إيدس*نورثروب غرومان» عام 2008، ولكن مكتب المحاسبة الحكومي التابع للكونغرس الأمريكي أجرى مراجعة للصفقة بناء على شكوى من «بوينغ»، فقرر إلغاء الصفقة بدعوى وجود أخطاء منحت عرض «إيدس *نورثروب غرومان» مزايا نسبية غير عادلة.
وقال شيان أوكيفي، الرئيس التنفيذي لشركة «إيدس»، للصحافيين إنه لا توجد أي أخطاء في إجراءات المناقصة الأخيرة، رغم شكوى شركته السابقة من أن الشروط التي تم وضعها في المناقصة، كانت تشير إلى تفضيل طائرة التزود بالوقود الأصغر حجماً، التي قدمتها «بوينغ».
وأضاف أن هذه المناقصة أتاحت الفرصة أمام «إيدس» للحصول على موطأ قدم لها في الولايات المتحدة، متعهداً بالمنافسة على أي عقود عسكرية أمريكية في المستقبل.
وقال إن عرض «إيدس» أثبت «أننا قادرون على المنافسة على أي عقد، وبأي حجم وفي أي مكان، وعلى أي مستوى».
وقال مايكل دونلي، وزير سلاح الجو الأمريكي خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون، «على أساس معايير تم تقييمها جيداً، نعلن أن سلاح الجو اختار الاقتراح الذي قدمته (بوينغ)».
وأوضح أن قيمة العقد المتعلق بـ179 طائرة يقدر بأكثر من 30 مليار دولار، على أن تسلم 18 طائرة بحلول 2017.
وقال وليام لين، معاون وزير الدفاع، رداً على سؤال حول ما إذا كان قرار الاختيار بين الشركتين صعباً، إن «شركة (بوينغ) فازت بالعقد بسهولة».
وأكد دونلي أن توصية شراء الطائرات تمت بعد عملية اختيار «منصفة وشفافة»، وأعرب عن الأمل في أن يحترم الجانبان هذا القرار، وأن ينفذ هذا العقد المهم من دون عقبات.
ويعد هذا العقد الذي سيجري بمقتضاه بناء أسطول جديد من «محطات البنزين الطائرة» للجيش الأمريكي، واحداً من أضخم العقود في تاريخ وزارة الدفاع الأمريكية، وأعلن البنتاغون فوز «بوينغ» بالمرحلة الأولى من عقد يتألف من ثلاث مراحل، ويمكن أن تبلغ قيمته 100 مليار دولار.
وعبرت وحدة «إيدس» في أمريكا الشمالية، وهي التابعة لشركة صناعة الطائرات والفضاء الأوروبية، والتي تعد الشركة الأم لـ«إيرباص»، عن خيبة أملها من قرار سلاح الجو الأمريكي الذي يقضي بمنح عقود بمليارات الدولار لشركة «بوينغ» من أجل تصنيع ناقلات جوية.
وقد أشارت المجموعة الأوروبية التي لديها عشرة أيام فقط لاستئناف القرار، إلى أنها تسعى لفهم الكيفية التي اتخذت من خلالها القوات الجوية هذا القرار.
وتأمل وزارة الدفاع الأمريكية أن يؤدي الإعلان عن اسم الشركة الفائزة بالصفقة المعطلة منذ سنوات، إلى إغلاق هذا الملف المثير للجدل.
يذكر أن مشروع البنتاغون لتحديث أسطول طائرات التزود بالوقود في الجو، الذي يعود إلى خمسينات القرن العشرين، يواجه مشكلات منذ 10 سنوات.
وكانت مجموعة الطيران الأوروبية تقدمت بعرضها الأخير للفوز بالعقد بعد جدل كبير، حيث فازت بالصفقة في مناقصة سابقة قبل أن تلغيها القوات الأمريكية بدعوى وجود مخالفات فيها.
رابط المصدر
https://alrroya.com/node/121835