الموضوع: سجن الخواطر
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-05-2009, 09:22 PM  
  مشاركة [ 112 ]
الصورة الرمزية ** شهد **
** شهد ** ** شهد ** غير متواجد حالياً
الفتاة المنتازة جدا
 
تاريخ التسجيل: 15 - 03 - 2008
المشاركات: 348
شكر غيره: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
معدل تقييم المستوى: 459
** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير
** شهد ** ** شهد ** غير متواجد حالياً
الفتاة المنتازة جدا


الصورة الرمزية ** شهد **

مشاهدة ملفه الشخصي
تاريخ التسجيل: 15 - 03 - 2008
المشاركات: 348
شكر غيره: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
معدل تقييم المستوى: 459
** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير
افتراضي رد: سجن الخواطر

قصة قصيرة

قال تعالى (( إن ربك لبالمرصاد ..)) صدق الله العظيم

رددتها ودموعي تتساقط على وجنتي ألهذه الدرجة الهي يعدل بين عباده
يعطيك نفس العصا لتجلد من جلدك وبنفس الآلم وبنفس الحرقه...سبحان الله
آآآآآىه ماأسرع السنين وماأقوى بعض المفاجأت علينا..

اغلقت الملف الطبي الذي كان بيدي وأنا أرتعش من هول الصدمة لا أكاد أصدق
أنها نفس الإنسانة ...مستحيل..لابد أن هناك تشابه بين الأسماء..أعود فأفتح الملف
مرة أخرى لأقرأ اسم الشخص المرافق...هو نفس الإسم ..لايمكن أن يكون هناك التباس

لايمكن أن يكون الإسمين محض صدفة...

إنها حقيقة وحقيقة تجعلني خاشعة مابقيت من عمري أطأطا رأسي الى الأرض

(( إن ربك لبالمرصاد...)) صدق الله العظيم

أعود بذاكراتي الى سنين مضت وماأقساها من سنوات جريحة كانت لي

اتنهد بحزن عميق واتذكر كيف سرقته وكيف قلبت هذه المرأة حياتي جحيماً..
لقد سرقت مني كل شيء...زوجي..وبيتي..وطفلتي الوحيدة...
لاأعرف كيف وصلت اليه وكيف تسللت الى حياتي دون أن أشعر بها
واستحلت بي الحرام قبل الحلال..
واستخدمت من الكيد ماتزول منه الجبال لخراب بيتي...وبعضا من الشعوذه
انتهى كل شي كما أرادت سريعا في ظرف بعض سنوات...وحملت لقب مطلقة مع مرتبة الشرف
لتهنأ به وتسعد..
جاءت الى بيتي ..وذكرياتي هنا مع أسرتي... عروسا بفستانها
الأبيض الذي كلفها الكثير من المال بعد ليلة زفاف رائعة ومكلفة تحملتها هي واهلها

رقصت على جراحي ..مشت بجنازتي..فرحت بتعاستي
بنت بيتها وسعادتها على انقاض تعاستي وضياعي..
بكيت وبكيت كثيرا...ونظرت الى السماء أكثر ..وقلت يارب هذا عبدا من عبادك
ظلمني ولاحول لي ولاقوة...اللهم أنت حسبي ونعم الوكيل ..اللهم أنت حسبي ونعم الوكيل

مرت الأيام ومازال الأقرباء ينقلون لي اخباره...انه يقضي شهر العسل في...
ان زوجته الجديدة حامل...
ان زوجته انجبت له طفلة صغيرة وجميلة..
انهم يعيشون السعادة بألوانها الربيعية..
انهم...
وانهم...
ابتسم امام الجميع وأخبرهم بهدوء أن قصته انتهت من حياتي للأبد وأعود فأبتسم
وتخونني عيوني التي سرعان ماتلمع من زحام دموعي أستأذن بلطف
واذهب الى اقرب دورة مياه في طريقي...غارقة بين أحزاني وبين دموعي...ابكي كثيرا
وأتسأل أي ذنب اقترفته مع هذا الرجل ليغدرني بأبشع أنواع الغدر ويقتلني دون رحمة..

...آآآه ياأمي ...آآآه ياأبي

وارددها مرة أخرى.. اللهم أنت حسبي ونعم الوكيل اللهم أنت حسبي ونعم الوكيل
بدأت أنسى شيئ فشيئ كل ماحمله الماضي من جروح ..او اتناسى
علمت أن الدنيا سريعة وأنها دار ابتلاء حقيقي فلزمت من الأعمال الصالحه مالله قدر لي

يرن جرس الهاتف يزف البشرى لي اخي الأكبر بقبولي كطالبة مبتعثه للماجستير
في أحد أعرق الجامعات البريطانية وفي تخصص طبي ممتاز..

غيرت الغربة الكثير مني ومن أوجاعي...وأمحت الكثير من ذكرياتي..
نسيت أن أقول أني كنت طبيبة معالجة مختصة بالأورام السرطانية ولدينا خلال الرسالة
فترة تدريب بأحد المستشفيات الخاصة بذلك..
أصبح كورس التطبيق العملي آخر المشوار وبعدها أعود الى وطني وأهلي كطبيبة معالجة
بتقدير امتياز ولله الحمد..


تم توزيع الأطباء بحسب الكفأة على بعض المستشفيات يتولى كل مجموعة منا طبيب مشرف
ويقع اختياري على مستشفى ماونت فيرنون كأحد أقوى المصحات العلاجية هناك..
ونحضر عدة اسابيع للمشاهدة فقط ..وبعدها نبدأ التدريب النهائي

تجهزت صباح ذلك اليوم كطبية معالجة لهذا المرض الخبيث الذي يتسلل دون علمك
وبخبث شديد ليفاجأك بعد ظهوره انه اصبح وحشا كاسر - أعاذنا الله منه جميعا -
واسأل نفسي ترى من ساقتهم الأقدار لي كمرضى لهذا اللعين وماقصصهم وكيف
سيتقبلون العلاج المشع القاتل ...كيف وكيف...

وصلت الى المستشفى وسجلت حضوري وذهبت لأرى أول مرضاي اتناول ملفا بعد ملف
ليصبح نصيبي بعد التوزيع والترتيب من المشرف 4 مرضى رجلين وامرأة وطفل صغير
يعتصر قلبي من الحزن عليهم وأعود فأذكر نفسي برحمة الله وبعلمه واستهم لرسالتي الحقيقية
في تخفيف الآلام وانقاذ مايمكن انقاذه..فأنا بنظرهم أبدو كفارس ببردة بيضاء حريرية ..واتوكل على الله
وأقرر قبل رؤيتهم قرأة ملفاتهم الطبية التي بيدي..

وأمسك بأولها واقرأ الإسم ..فلانة بنت فلان..!!
اتوقف قليلاً لأستوعب الإسم مرة أخرى..هو نفس الإسم...استند لحظات ابحث عن مقعد لأجلس عليه
علني اكون مخطئة...اعود فابحث عن اسم المرافق...فلان ابن فلان....درجة القرابة/ زوجها !!
بلد المريض/ المملكة العربية السعودية !!
تاريخ اكتشاف المرض/ قبل عدة أشهر من الان
العلاج متكفلأ به أحد فاعلي الخير ..

أشعر بذهول يالله ..اتناول كأسا من الماء البارد علها تطفئ حرارتي..
لا أعرف كيف سأتصرف في تلك اللحظات...هل أخبر أحد زملائي ..واذا حدث
فمالذي يمكن فعله هذه حالات مقررأ بنا علاجها ولايوجد بنظر الآخرين سببا مقنع
لرفض احد الحالات دون الآخرى...
سأتولاها واتوكل على الله ولتكن المواجها كما أرادها الله..
أدخل عليها كأول حالة علاجية...لم أراها في حياتي الا مرة واحدة فقط...عندما ذهبت اسرق النظرات
في مقر عملها بعدما رتبت كل شيء وأصبحت هي خطيبته وأصبحت انا مطلقته....!!
كان قلبي وقتها خائفا حزين وكسيرة...شدني فضولي لأرى سارقة فرحتي وعمري و شبابي
رأيتها من بعيد...

تبدو فتاة تافها لعوووب وذات نظرة وقحة.....وكيف آمل ان تكون غير ذلك وهي مجردة من الضمير
تنهدت وحاولت ابعاد شيح الماضي عن مخيلتي فانا بنت اليوم وهي مريضة تحتاجني هذا كل مايجب ان
افكر فيه الان...

قلبي يدق بسرعة وخطوتي بطيئة...دخلت قسم الأورام السرطانية وتوجهت الى قسم العناية
وجدتها هناك...ترقد بجثمان اشبه مايكون بهيكل عظمي...لااله الا الله....سبحان الدايم
سقط كل شعرها وأصبحت من غير شعر بتاتا...زاد جحوظ عينها اكثر..ولونها شديد الصفار..
أصبحت كأنها امرأة عجوز تقترب من الثمانين عام..
لم تعرفني ولكني عرفتها وأعرف ماجرمت بحقي من سنوات..ولعلها حسبي الله ونعم الوكيل
أتت ثمارها فلم تمضي أعوام حتى يعود بها القدر لي مكبلة بمرضا قاتل متهالكه واشلاء انسان
لاحول ولاقوة الا بالله...

أخبرتها ان حالتها ستلزم علاج اشعاعي في قسم مخصص لذالك وعليها أن تكون صبورة
لأن العلاج به يكاد يكون الموت بنفسه....
بكت كثيرا ورأيت الانكسار والهم في عينها وتبدلت النظرة الجارحة الى نظرة مهزومة يائسة
قلت في نفسي..
لو علمت أنها أبكتني ايام طوال...
لو علمت أنها سبب شتات طفلتي...وحزنها
لو علمت أنها بشرها هدمت أسرة سعيدة كانت تعيش مطمئنة
لو ..
لو..
ولا ادري هل أتى بها القدر لي حتى أنال منها ماأجرمته في حقي سابقا..!!
أستغفر الله العظيم...
ولكنها عجيبة العجايب أن أنال منها بقدر مانالت مني وأذيقها لباس الجوع والآلم ماأذاقتني هو
إن لم يكن أشد وأقسى..!!

سألتها اين المرافق فأخبرتني بصعوبة بالغة انه موجود ويقف خلفي الآن...
ودق قلبي كثيرا..
وأحسست ببرودة تنتشر في كل جسمي..
هل معقولة أن القاه مرة أخرى ويلقاني...وجها لوجه...بعد مرور كل هذه السنين
مع الفروق الواضحة...
.
.
أدرت ظهري له وأدهشته المفاجأة كثيرا على مااعتقد..
وكأن لسان حاله يقول له مالذي جاء بكِ الى هنا...ماذا تفعلين...
لقد تركني خريجة حديثة واليوم يراني طبيبة معالجة في دولة أجنبية..
وزوجته تحت رحمة الله ...

أخبرته سريعا اني طبيبتها المعالجة وأن عليه أن يتقبل العلاج الإشعاعي لها فورا
لأن حالتها تعد متأخرة طبيا...

فأجابني حاضر يادكتورة ...!!

غادرت الغرفة سريعا وانا أعلم جيدا انه مازال تحت تأثير الصدفة العجيبة او الصدفة القدرية..
حاولت أن أفعل مامكني الله منه ولكن كل شيء خاضع تحت مشيئه ..

توفت زوجته في نفس المستشفى وأبى الا أن يحملها بتابوت لارض الوطن وفاءا منه لها او أقل
مايمكن أن يقدمه لها بعد رحيلها...!!
عاد معي على نفس الرحلة وعلى نفس المدينة هو يحمل تابوت..
وانا احمل شهادة..
هو حزين ... وانا سعيدة ..
هم يقدمون له العزاء....وانا يباركون لي
هو انتهت حياته....وانا قد بدأت حياتي.

-----------------------------
التوقيع  ** شهد **
في هذا الفضاء السرمدي اللامتناهي..هناك أرواح يحدها أمل اللقاء ..في نقاء
** شهد ** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس