,, ++ نكمل من حيث انتهينا ++ ,,
وفجأة
نطق قائد الطائرة
و أخبرني أنه مصر على رش المدرج بمادة الرغوة
لأنه يخشى من الاصتدام المدمر
ولا يثق نهائيا بـ ثبات العجلات ,,,
تلك الكلمات التي سمعتها من قائد الطائرة
جعلتني أندم على اليوم الذي قدمت فيه الى هذه الدنيا الحقيرة !!
فـ ماذا سأقول لهذا المسكين ,,
هل أقول له أنك أستخدمت المطار ذا الحظ السيء
أم أحكي له الحقيقة المرة المذاق
وبعد ذلك
أدله على منزل ورقم هاتف المسؤول عن هذه المهزلة
وأترك له الخيار لكي يحدثه بنفسه
فـ اما أن يجبره بـ احضار هذه الرغوة
أو أن يهبط على منزل سعادته المسؤول !!!
فـ حياة الإنسان عند بعض المخلوقات
ليست ذات أهمية
إلا اذا اقترنت بحياة ذلك المخلوق نسأل الله العافية!!
المهم ,,,
وبعد اصرار ذلك الطيار على قراره النهائي
استجمعت لعابي من كل مكان حتى صار سيلا جارفآ عرمرمآ !!
ثم وضعت يداي على خاصرتي ,,
وبكل جرأة ودون تخوف من العواقب ,,,
بلعت تلك السوائل ولكن ,,,
لم أكن أقصد بفعلتي تلك الإنتحار !!!
أبدآ فـ أنا أخاف عذاب يوم عظيم ,,,
و إنما أردت أن أستجمع مابقي من قواي
لكي أكشف الغطاء عن العاري المستور !!!
وأمسكت بالمـايكرفون ,,
وقلت ,,
يـا أيتها الطائرة العربية
فأجابني القائد على الفور
بـ نعم
فقلت :
يا أخي أتعلم أن لكل شيء أجل
وأن لكل أجل نهاية
وأن البقاء هو لله وحده سبحانه وتعالى
وكان ذلك الطيار مسلمآ موحدآ ولله الحمد ,,
فأجابني قائد الطائرة :
نعم و إنا لله وإنا إليه راجعون ونحن صابرون محتسبون
فـ قلت له بـ صوت يمزقه الأسى والحسرة :
أخي أن الرغوة قد انتهى أجلها فإحتسبها عند الله !!!
و أحسن الله عزائك فيها
فسكت القائد ولم يرد ,,
وكنت أتوقع ذلك بعد سماعه لتلك الفاجعة
وكيف لا !!!
وقد نعيت له أغلى مواد الإطفاء والإنقاذ عند كل طيار !!
و إذا بصوت قائد الطائرة يقول :
منذ متى حدث هذا الأمر ,,
قلت :
منذ زمن ولم أعلم بذلك شخصيا إلا هذه الليلة
فقال وبصوت الواثق من رحمة الله :
أنا جاهز للهبوط الإضطراري في أي وقت ,,
فـ قلت له :
حسنآ سـ أعد لك مدرجآ خاصآ وسأبقى معك على الموجه
حتى آخر لحظة ,,
و كـ أني أردت أن أعانقه قبل الوداع ,,
و بـ الفعل أعددنا له مدرجا خاص
بعيد جدا عن المباني و مواقف الطائرات و خزانات الوقود
و أخبرنا قائد الطائرة بالمدرج المعد لنزوله الإضطراري
ووقفت على قدمي ,,
ووقف كل من كان معي في ذلك اليوم ,,
و ألسنتنا تلهج بالدعاء والتضرع الى الله أن يحفظهم برعايته
و أن يرحم حالهم و يوصلهم سالمين ,,
ووقفت جميع سيارات الإطفاء بجوار المدرج
وأعلنت حالة الطوارئ القصوى ,,
و أوقفت الحركة الجوية في المطار ,,
و لم نسمع أحدآ يحدثنا في أي موجة كانت !!
فـ الجميع قد علم بالكارثة بعد أن أذعتها في الموجة على الملأ ,,
و أطبق الصمت وأحكم قبضته على المـكـان ,,
وأقتربت الطائرة المنكوبة من المدرج
و تركنا القرار النهائي لقائد الطائرة ,,
وما أصعبه من قرار .. وهل يملك ذلك المسكين أي خيار آخر !!
و اقتربت الطائرة اكثر من المدرج ,,
و أنا مع قائدها على الموجه ,,
لحظات مؤلمة تمر عليه وعلينا ..
وفـجـأة
لامست عجلات تلك الطائرة المدرج
و علا الدخان المكان ,,
وصحنا بـ صوت واحد
" الحمــد للــه "
العجلات تعمل
العجلات تعمل
الطائرة ستنجو بإذن الله
وأكملت الطائرة هبوطها بسلام
و سيارات الاطفاء تنطلق خلفها في المدرج
وما أن توقفت توقفآ نهائيآ
حتى بادرت قائدها قائلا له :
الحمد لله على السلامة
و لم أنتظر رده ,,,
فأنا أعلم يقينآ أن الله قد كتب له الـ حياة
وحولته الى البرج بعد أن أخبرت مراقب البرج
أن لا يرهقه بأي نوع من الأسئلة
حتى يهدأ و يرتد إليه نسمه
وإنتهت بذلك فاجعة
اسمها " قصة الرغوة "
أخوكم المحب أبو معاذ