ضمت مائتي طائرة لصالح «طيران آسيا» الماليزية
لوبورجيه: «الشرق الأوسط»
اكتسحت «إيرباص» منافستها الأميركية «بوينغ» في معرض «لوبورجيه» أمس، عبر توقيع أضخم صفقة بيع في التاريخ شملت مائتي طائرة لصالح «طيران آسيا» الماليزية، وهو ما يشكل رقما قياسيا تحمله صانعة الطائرات الأوروبية لعدد الطائرات المطلوبة في معرض لصناعة الطيران.
وسبقت هذه الطلبية النافذة بقيمة 18.5 مليار دولار بسعر كتيب المبيع، الرقم القياسي السابق المسجل قبل 24 ساعة وشمل 180 طائرة للرحلات المتوسطة «إيه 320» لصالح شركة «إنديغو» الهندية للطيران المتدنية الكلفة. وقبل الإعلان عن طلبية «طيران آسيا» كانت الشركة الهندية «غواير» قدمت طلبية نافذة من 72 طائرة «إيه 320 نيو»، في تأكيد على نيتها المعلنة سابقا.
كما تحدثت «إيرباص» مع إغلاق المعرض عن شار لم تكشفه طلب 10 طائرات شحن ضخمة من طراز «A380»، مما يرفع طلبيات طائرات النقل هذه الأضخم في العالم إلى 12. وقال رئيس الشركة الأوروبية توم اندرز في مؤتمر صحافي ختامي لإعلان مبيعاتها «هذا المعرض هو الأفضل في تاريخ (إيرباص) من حيث الطلبيات». وأكد المدير التجاري للمجموعة جون ليهي تسجيل رقم قياسي مطلق لصانع طائرات في معرض لصناعة الطيران. وأعلنت «إيرباص» بالإجمال في «لوبورجيه» عن تلقي 730 طلبية بقيمة 72 مليار دولار. وهذا الرقم لا يشمل طلبية 180 طائرة لشركة «إنديغو» التي أعلن عنها رسميا، حيث سبق أن احتسبت في سجلات الشركة قبل فتح المعرض.
ووقعت الشركة صفقات بيع نافذة لـ418 طائرة بقيمة 44 مليار دولار تقريبا، وعقودا بصنع 312 طائرة بقيمة 28.2 مليار دولار. وتجاوزت «إيرباص» إلى حد كبير هدفها الرئيسي من حيث المبيعات في «لوبورجيه»، المتمثل في 500 طائرة، بفضل التهافت على «A320neo»، وهي نسخة حديثة المحرك وأقل استهلاكا للوقود من سابقتها المتوسطة المدى.
وقال اندرز أمس «مع أكثر من ألف طلب بعد ستة أشهر على إطلاقها باتت طائرتنا (A320neo) من أفضل المبيعات»، مقرا «بالأخطاء إلى حد كبير في تقدير حجم طلب السوق».
وأمام الخصم الأوروبي لم تبرز «بوينغ» تجاريا على الإطلاق في «لوبورجيه». فعلى الرغم من أن الشركة الأميركية لم تستخدم المعرض قط كمؤشر على كثافة طلبياتها، فإنها تدفع ثمن جمودها أمام اكتساح «A320neo»، حيث لم تتلق أكثر من 195 طلبية منذ يناير (كانون الثاني)، (134 طلبا صافيا في 14 يونيو/ حزيران، و61 طلبية نافذة في المعرض).
وتسمح «A320neo» بحسب صانعتها بتقليص استهلاك الوقود بنسبة 15%، وهي نقطة محورية للشركات نظرا لارتفاع أسعار النفط. وأفادت الجمعية الدولية للنقل الجوي في مطلع يونيو بأن «الوقود بات يشكل نحو 30% من تكاليف النقل الجوي، أي أكثر من ضعفي نسبة 13% لعام 2001».
وفي مواجهة ذلك تبدو طائرة «بوينغ 737» في مفترق طرق. وينبغي تحديث محركها الهرم، أي إعادة تصنيعه في طائرة جديدة ستكون أكثر كلفة. ولم يحسم صانع الطائرات هذه المسألة حتى الآن. وصرح مدير فرع الطيران المدني في «بوينغ» جيم البوه قبل المعرض بأنها «تتبنى مقاربة منهجية جدا» من الموضوع، مضيفا أن القرار سيتخذ «على الأرجح قبل نهاية العام».
وأمس الخميس، كان هو اليوم الأخير المخصص للمتخصصين في القطاع في معرض «لوبورجيه» الذي يفتتح للعامة اليوم الجمعة.