الموضوع: قصة انتحار
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-2012, 09:06 PM  
  مشاركة [ 1 ]
الصورة الرمزية طيارة المستقبل ايمان
طيارة المستقبل ايمان طيارة المستقبل ايمان غير متواجد حالياً
التمرد الفكري المتزن
 
تاريخ التسجيل: 27 - 06 - 2011
الدولة: غابات السافانا
المشاركات: 312
شكر غيره: 5
تم شكره 22 مرة في 12 مشاركة
معدل تقييم المستوى: 2493
طيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقدير

مشاهدة أوسمتي

طيارة المستقبل ايمان طيارة المستقبل ايمان غير متواجد حالياً
التمرد الفكري المتزن


الصورة الرمزية طيارة المستقبل ايمان

مشاهدة ملفه الشخصي
تاريخ التسجيل: 27 - 06 - 2011
الدولة: غابات السافانا
المشاركات: 312
شكر غيره: 5
تم شكره 22 مرة في 12 مشاركة
معدل تقييم المستوى: 2493
طيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقديرطيارة المستقبل ايمان يستحق الثقة والتقدير
افتراضي قصة انتحار

دارت برأسها الخفيف في رشاقة لتكتشف من هذا الذي أيقظها من نومها في منتصف الليل وهي التي تغلق باب الغرفة
لتنعم بالحرية التي منحها إياها والداها ، وربما هذا ما زادها استغرابا ، فوالداها لا يدخلان غرفتها أبدا أبدا ...بل كما
يزعمان فابنتهما عاقلة وراشدة دون سن الرشد !!! وأنها تعرف ما لها وما عليها ، لكن هيهات هيهات فالشيطان متربص
بها حيثما ذهبت . التفتت يمنة ويسرة لكنها لم تعرف مصدر اللكزة التي تعرضت لها . مدت يديها البيضاوتين الناعمتين
لتشعل النور ، لكن الغرفة الفاخرة ليس بها شيئ غريب ..الحاسوب الشخصي في مكانه فوق المكتب المرتب ، النوافذ
الكبيرة المكسوة بالستائر الهندية على حالها ، الزرابي ليس بها ما يدعو للقلق ... إذن ما هو سبب الخوف الذي يعتريني
؟؟ هكذا تساءلت أشواق في قرارة نفسها وهي التي لم تشعر بالخوف من قبل ، فالمدللة ذات 15 ربيعا مصاحبة بحارسين
شخصيين منذ ولادتها ، أوليست تستحق ذلك وهي ابنة صاحب أعظم شركة طيران بالعالم ووالدتها تمتلك ماركة عالمية
لمنتجات التجميل ؟؟ فكما يردد والداها دائما : " ابنتنا الوحيدة أشواق تستحق أن نلبي لها كل ما تريده ، وإذا لا ، فلأي
غرض تصلح ثرواتنا ؟ " وطبعا لم يكونا يعرفان أن أسلوبهما في تربية المراهقة سيجلب لها مشاكل واعوجاجا في تربيتها
. استسلمت أشواق للنوم غير آبهة بما حصل لها قبل قليل ، فحفلة الغد أنستها كل شيء ، هناك حيث ستلتقي فتاها الملك
في نظرها وهو الذي لم يكن إلا ذئبا في صورة بشر ...

كانت أشواق قد تعرفت على ناصر ذي 18 سنة عبر الانترنت ، فاستمر التواصل وتم تآلف قلبيهما ، من جهة قلبها
المرهف الصغير الذي لا يعرف شيئا ، ومن جهة أخرى قلب ناصر الذي يحترف اصطياد العصافير الصغيرة من أمثال
أشواق مستغلا براءتهم وعفويتهم ......

آآآآآه كم هي جميلة أشواق وهي نائمة ، تبدو كحورية رشيقة على وشك الخروج من البحر حيث سيكون مصيرها الموت
اختناقا بما ستجنيه على نفسها ... " آآآآي ...غير معقول !! " هكذا أطلقت أشواق صرخة من فمها الدقيق ، فاللكزة أقوى
هذه المرة ، انتفضت فزعة من فراشها وقصدت باب الغرفة للهروب وطلب النجدة من الحارسين الشخصيين ، لكن
المصيبة أن الباب مغلق والمفتاح اختفى من مكانه المعهود تحت وسادتها ... بخطى مرتجفة عادت لفراشها وأهدابها
السوداء مبللة بدموع الخوف والفزع ، اسمرت على هذه الحال دقائق معدودة الى أن سمعت صوتا يناديها :
- " أشواق ... أشواق ...هذه أنت ، صحيح ؟ "
بصوت مرتجف تقاطعه دقات قلبها المتسارعة :
- نــ.....عــــ.....م هذه أنا ....من أنت ؟؟ !! "

- " لا تخافي ولا تجزعي ، فأنا صوت قلبك "
( صوت قلبي ؟؟ من هذا المجنون الذي يدعي هذا ؟ ربما يكون خاطفا طامعا في أموال والدي ويريد اختطافي

من أجل فدية ....) هكذا فسرت أشواق الأمر في نفسها وقد بدأ خوفها يتلاشى شيئا فشيئا ، لكن الصوت الجاد

استطرد في كلامه قائلا :

- " يا ابنتي أشواق أعلم تمام العلم ماترمي إليه نفسك من لعب ولهو وعبث ...لكن لا تنسي أن فوقك رب يراقبك

وعين لا تغفل عنك في سكناتك وحركاتك "

كان القلب المرافق دائما لأشواق يدري ما تفعله في االأنترنت من معاصي كلما أغلقت باب غرفتها ليلا ...حتى

والدها لا يمنعانها من شيء بل حتى لا يمضيان معها يوما واحدا دون أن ينشغلا عنها باتصالات ومواعيد عمل

وتوقيع عقود ...و....والخ من انشغالاتهما والتزاماتهما المتراكمة جراء العمل .

غاصت أشواق لبرهة في خيالها الواسع الخصب ، ثم خاطبت الصوت قائلة :

- " وأنت ؟ هل تتجسس علي or what ؟

- " لا حاشا ، أبدا ما أتجسس عليك ، لكن أريد مصلحتك التي ضاعت في بحر أهوائك "

- " أنا فتاة لها أحلامها "

- أحلامك ستجلب لك النتائج من جنسها ، وأنا لا أرى في أحلامك خيرا يرجى .... "

- " ليس من شأنك دعني وشأني وسترى ok ؟ "

هنا طأطأ القلب رأسه في خيبة وهمس :

" ويحك يا أمة محمد أين وصل بك الذل والهوان ، خير ما تملكين وهو الشباب قد ضاع وذاب في ثقافة الغرب

اللعين ، وخير دليل على نكبتك هو أشواق التي لا تكاد تقول جملة دون ارفاقها بكلمة من لغة أجنبية والحفلة

الماجنة التي ستحضرها غدا للقاء ناصر ....لماذا يا ترى تدنى مستوانا -نحن العرب- لهذا المستوى وأصبحنا

في أحط الدركات ؟؟؟فرض علينا الغربيون لغتهم بالاستعمار ونحن بالفخر تعلمناها ..صمموا الموضات ونحن

لبسناها ...أما آن لصرح نهضتنا أن يعلو ويستقيم ؟ أم مكتوب علينا العيش تحت أقدام الكفار نعيش بأهوائنا

ونصبح لقمة سائغة في يد الشيطان الرجيم ؟ ... يا ربي عفوك عن شبابنا فهم في غفلة نتمنى ألا تطول .."

اختفى الصوت كأنه لم يكن من قبل ، أما أشواق فقد عادت للنوم وهي تصم أذنيها عن كلمات القلب التي رغم

ذلك بقيت ترن في فؤادها الهائم على شطئان الحب الكاذب . نامت الفتاة نوما عميقا لا ينغصه تفكير ولا هم

فهي تعيش بمنطق " طنش تعيش منتعش " لا يهمها أمر أو شخصا ماعدا نفسها وجمالها والاعتناء بمظهرها .

أطلت شمس صباح جديد على مدينة x وبعثت بأشعتها الذهبية عبر النوافذ الزجاجية إلى وجه أشواق النضر

تداعبه في دفئ ، فعلمت أسواق أن الوقت قد حان لبدء الاستعداد لحفلة المساء التي ستقام في الكورنيش ، قامت

متثائبة وعلامات النوم بادية عليها وهي شبه ناسية لما حدث البارحة ليلا ، لكن ما من فرق سواء تذكرت أو

نسيت فكلمات القلب تدخل من أذن وتخرج من الأخرى ورأسها صلب عنيد لا يهنأ حتى يصل لمراده ....

جهزت أشواق نفسها للتسوق في المجمع الضخم ، لكن هذه المرة ستذهب دون الحارسين الشخصيين اللذان

يتبعانها كظلها . انطلقت أشواق كعصفور صغير ذي لون ينبع منه الشباب والخفة والرشاقة وهي منتشية

بعبارات الغزل التي تتلقاها من المارة، وبنظرات الحسد التي تستشفها في عيون قريناتها ..كيف لا وهي عنوان

الجمال بمدرستها ويضرب بها المثل في الذكاء والدهاء ناهيك عن صوتها العذب الرنان الذي يسحر كل من

يسمعه ...

وصلت عصفورتنا الصغيرة أشواق للمجمع ومعها ما يكفي من النقود لشراء كل ما تحب ، من ملابس ومكياج

للزينة ..أوليست الحفلة في المساء وناصر يريد رؤيتها في أجمل حلة ؟ بلى ... لهذا الغرض توجهت عند محل

براقة واجهته ، جدب إليه نفسها بقوة لا تقاوم ، دخلته فاغرة فاها في الملابس الهوليودية المعروضة فيه ،

اختارت ما يناسب قوامها ويلبي جنون العظمة في نفسها وغادرت المحل راضية عن نفسها وسخط ربها نازل

عليها .....

عادت أشواق للبيت ولم يعد بينها وبين موعد الحفلة سوى ساعة واحدة ، استغلتها في تسريح سعرها الأسود

الناعم زفي وضع زينتها كاملة ...ولما انتهت قصدت سيارة الليموزين السوداء بخطوات تكاد لا تستقيم بسبب

الكعب العالي الذي تلبس بإشارة واحدة من يدها فهم السائق القصد وانطلق بالسيارة نحو الكورنيش ...

كان ناصر جالسا على طاولة ينتظر وصول أشواق بفارغ الصبر ، وعيناه لا تزيغان عن الساعة الذهبية في يده

يعد الوقت بالثواني . أخيرا ، سمع صوتا مرهفا يناديه : " ناصر ... " هز رأسه منبهرا بالتي تقف أمامه كأن

الطيور تنهش رأسه ، وهاهو دور الشيطان قد حان لإعداد مأدبة الليلة وتقديمها في طبق من ذهب ، فالفتى

والفتاة لا يراقبهما أحد ، وكل الحاضرين للحفلة ليسوا إلا شبابا وشابات تحرروا من قيود الدين والأعراف فلا

ربا أرضوا ولا خيرا فعلوا ...

أجواء الموسيقى الصاخبة ومظاهر الرقص الماجن سرعان ما جعلا أشواق تذوب فيهما وتنسى نفسها في خضم

هذا المهرجان العظيم . لا تنكر أشواق أنها أحست بيد تتسلل إلى يدها وتمسكها بطريقة جعلتها تستسلم وتذهب

في طريق لا تحمد عقباه ، فغرائزها كانت أقوى منها ....

استيقظت أشواق صباحا وهي لا تدري لماذا تنام في هذا السرير ، نظرت إلى جانبها فوجدت آثارا لشخص كان

نائما بجانبها ... يا لخيبتها وهي تتذكر ما حصل البارحة في الحفلة وكيف استسلمت لرغبة ناصر ، حيث نسيت

عرضها وكرامتها التي داستها أدام ذلك الحقير .... ندمت أشواق حيث لا ينفع ندم فالكشف الطبي الذي أجرته

يدل على حجم الكارثة التي وقعت فيها ، وناصر لم يعد له أثر في المدينة بأكملها وربما غادر البلاد ..

وجدت أشواق نفسها وحيدة وجها لوجه مع مصيبتها ، فهي تعلم أن والدها لن يكترثا لأمرها ، لأنهما لو كانا

يكترثان لما تركاها وحدية وسط المربين والحراس الشخصيين تتقاذفها الحضانات منذ نعومة أظافرها كتعويض

لحضن الأم الحقيقي وحنان الأب وحبه . انقلبت حياة أشواق رأسا على عقب ، هنا فقط قال الضمير كلمته وبدأ

مسلسل التأنيب ..أما كلمات القلب التي لا تزال ترن في فؤادها فقد أصبحت شاهدة على تعنتها وتكبرها .

أحست أشواق بدناءة تصرفاتها واعترفت لأول مرة بأخطائها فبكيت ، وبكيت ، وبكيت حتى نضبت عيون

الدمع في عيونها لأنها أيقنت أخيرا أن الشيطان لعب برأسها ،وأن دورها في الحياة كان فقط الأكل والشرب

والانتشاء بخمرة الحياة .

لاكت الألسن قصة أشواق وكيف أنها حامل توشك على الوضع وعمرها اقترب من 16 سنة فقط.. !!!

والعجائز تضفن الإثارة الغموض على القصة بدون علم...وأصبحت قصة أشواق ملحمة من أشهر الملاحم في

مدينتها، لا تكاد ترى جماعة واقفة أو جالسة إلا واسم أشواق يتداول بينها ، فهناك من يقول أنها تعرضت

للاختطاف من قبل مجهولين فعلوا بها الأفاعيل ورموها عرض الشارع ..وهناك من يقول أن أحد حراسها سقط

في شباكها فأدى بها إلى ما هي فيه ، لكن ما من أحد يعرف أن أشواق رمت بنفسها إلى التهلكة فأصبحت تجر

وراءها أذيال الخيبة ومآسي لا تنسى .

اختفت أشواق عن الأنظار سنوات عديدة حتى ظن الناس أنها غادرت البلاد وأنها انتقلت للعيش في أمريكا ،

لكن يعد مرور 20 سنة اكتشف الناس في بئر عميقة جمجمة لفتاة يعود تاريخها لما قبل 20 سنة ويشتبه في

كونها جمجمة أشواق ، وهذا ما تم تأكيده بواسطة تحاليل و كشوفات طبية ،، فكتب في شهادة الوفاة

" انتحــــــــــار " ، وأصبحت قصة أشواق عبرة لكل الآباء الذين تسول لهم أنفسهم التفريط في تربية أبنائهم

لأن : شبـــاب فاسد = مجتمع ضعيف متفكك .
النهــــــــــــــــــاية
التوقيع  طيارة المستقبل ايمان
طيارة المستقبل ايمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس