[said66]

إعادة الحياة لطائرة فوكر هو حلم راود رجل الأعمال الهولندي ياب روزين ياكوبسون؛ حلم قد يتحقق قريبا بعد حصول روزينن من وزارة الشؤون الاقتصادية على قروض بقيمة عشرين مليون يورو بهدف تحديث طائرة فوكر القديمة من طراز فوكر 100. إلا أن منتقدين للمشروع يرون أن لا أحد ينتظر شيئا من هذا المشروع.
يؤمن رجل الأعمال الهولندي ياب روزين ياكوبسون بمشروعه الجديد، ويعتقد أن فوكر 100 ستحقق فعلا نجاحا باهرا. روزين لم يفقد إيمانه في المشروع منذ أن أفلست الشركة في العام 1996 نتيجة المنافسة الحادة مع شركة بوينغ وشركة آيرباص لصناعة الطائرات. وكان على هولندا آنئذ أن تودع شركتها الوحيدة لصناعة الطائرات، والتي كان أنتوني فوكر قد أسسها بعد الحرب العالمية الأولى.
بعد إعلان إفلاس فوكر، استدعي روزين ياكوبسون لبحث إمكانية استئناف نشاط الشركة. ومنذ البداية أبدى روزين تحمسه للفكرة، فطلب امتلاك الحقوق الحصرية للشركة. من قبل، فشلت محاولة إحياء فوكر مرتين نتيجة انسحاب الشركاء الماليين في آخر لحظة.

نموذج
"الوضع مختلف الآن تماما"، يقول مارتن فان إيخن المتحدث باسم مؤسسة إن. جي. (نيكست جنيرايشن/ (الجيل القادم) آيروكرافت، المكلفة بتطوير الجيل الحديث من طراز فوكر 100: "سنقوم في البداية ببناء مجسّم يعمل على أنظمة محركات جديدة وأجنحة مطولة. ونتوقع نتائج أفضل بكثير من حيث استهلاكُ الوقود وانبعاث الغازات. في المرحلة الأولى سنبرهن على أن هذه الطائرة هي فعلا أحسن من كل قريناتها. وبعد ذلك سنقرر ما إذا كنا سنشرع في إنتاج الطائرة الجديدة".
تتوقع شركة إن. جي. للطائرات إنتاج نحو 60 طائرة في السنة. يقول فان إيخن: "إذا قررنا بدء الإنتاج فسنحتاج لأموال كثيرة تصل إلى 500 مليون يورو. وقد أجرينا لهذا الغرض الاتصالات اللازمة، ولكن الوعود بالتمويل لن تتحقق إلا إذا أنجزنا النموذج الأول، وهذا لا يحتاج اللجوء إلى أموال الدولة".

سوق شرسة
بيد أن هانس هيركنس من الجامعة التكنولوجية في مدينة توينته (شمال شرق هولندا)، يشكك في إمكانية نجاح مشروع فوكر الجديد: "لا أستطيع أن أتخيل أن هناك حاجة لفوكر 100. الطائرات ذوات المائة مقعد تعاني من مشاكل التسويق، والسوق لا يستوعب أعدادا كبيرة من هذا النوع من الطائرات. المصنعون الحاليون يغطون حاجة السوق بشكل كاف".
وعلى العكس من ذلك، يعتقد أصحاب المشروع أنهم يملكون ورقة سحرية بين أيديهم. ذلك أن هناك 700 طائرة من طراز فوكر ما تزال تحلق عبر العالم، مما يتيح نظاما واسعا للصيانة وتوفير قطع الغيار. بالإضافة إلى عدم وجود حاجة لخلق طائرة جديدة. وهذه المزايا الكبيرة تجعل الطائرة رخيصة وقادرة على المنافسة.
يحتاج روزين ياكوبسون إلى 80 مليون يورو لبدء المشروع، منها 20 مليون يورو وفرتها وزارة الشؤون الاقتصادية. ويعتقد رجل الأعمال الهولندي أن دعم الوزارة بمثابة إشارة إيجابية نحو المستثمرين المحتملين.

نجاح لا يتكرر
يستغرب خبير الطيران هيركنس من إقدام الحكومة على منح قرض لأصحاب هذا المشروع: "أعتقد أن هذه الطائرة لن تحقق نجاحا يذكر. وحتى لو حققت نجاحا ما فسيكون ذلك حدثا لا يتكرر، ولن يكون هناك خلف للطائرة. كما لا يمكن لي أن أتصور كيف ستثري فوكر 100 سوق الطيران. ولذلك أرى أن الدولة لم يكن عليها الإقدام على الاستثمار في هذا المشروع، بالنظر إلى وجود مجالات أخرى يمكن للدولة الاستثمار فيها".
ووفقا لهيركنس، كان على الدولة أن تستثمر أموالها لتطوير أجهزة رصد جديدة وأنظمة الدعم أو تطوير طائرات بدون طيار. لأن هذه الميادين هي التي تحتاجها صناعة الطيران في المستقبل.

ابتكار
لكن وزارة الشؤون الاقتصادية تبدو متحمسة للمشروع الجديد. وترى أن القرض المذكور مساهمة منها لتطوير الملاحة الجوية، وأن دعمها هذا قد يكون دفعة لصناعة الطيران في هولندا.
ويبقى المتحدث باسم شركة إن. جي. متفائلا ويتنبأ بمستقبل زاهر للطائرة الجديدة: "الطائرة الأكثر نجاحا في العالم هي بوينغ 737، وهي أقدم من فوكر. تقوم شركة بوينغ دوريا بتجديد هذا الطراز وتحديثه، وهو ما يمكن أن تقوم به شركة فوكر أيضا".
المصدر : https://www.rnw.nl/arabic/article/69335