على مدى قرون من الزمن من تاريخ البشرية، كانت هناك العديد من محاولات الطيران قام بها انسان اراد تحقيق ذلك، ولم تخل بالطبع تلك المحاولات من بعض الاساطير، ولعل اشهرها الاسطورة الاغريقية لعملية الهروب المثيرة لاب وابنه وهما ديدالوس وايكاروس، قاما بها حسب ما ترويه تلك الاسطورة قبل الميلاد بواسطة صنع اجنحة خفاقة من ريش الطيور توضع على الكتف وتحرك بواسطة اليدين. وهي شبيهة بالمحاولة التي قام بها العلامة عباس بن فرناس في الاندلس منذ اكثر من 400 سنة، لكنه لم ينجح بذلك.
لكن اشهر المحلقين في الجو قبل الميلاد هو النبي سليمان ابن النبي داوود عليهما افضل السلام، حينما سخر الله له الريح تجري بأمره، تحمله عليه السلام هو وجنوده وتنقلهم الى بقاع الارض التي تقتضي مهمة النبي لها، وقد روي في تفسير القرآن الكريم لابن كثير رحمة الله عليه، ان النبي سليمان عليه السلام كانت له مركبات اشبه بالعرزالة، تمر من خلالها الريح، وهي مصنوعة باتقان من الخشب تحمله وجنوده من الانس والجن والوحوش لمحاربة الشعوب الفاسدة حيث يتم توليد الرفع Lift من خلالها فترتفع وتندفع في السماء.
لكن عملية الطيران الحديثة تمت كما هو معروف لدينا اليوم بواسطة طائرة الأخوان «رايت» الاميركيين، اللذين تمكنا من ترجمة ذلك الى آلة ذات أجنحة يدفعها محرك ميكانيكي مروحي، غيرت من الحياة البشرية ولا تزال منذ تحليقها الاول عام 1903.