إلي متي يستمر مسلسل أعطال سيور نقل الحقائب في مبني الركاب الجديد رقم "3" بمطار القاهرة الدولي؟ فما من يوم إلا ونشاهد نكسات متتالية للسيور يترتب عليها نقل الحقائب الخاصة بالركاب المسافرين إلي الخارج بالطرق اليدوية في مشهد درامي يندي له الجبين وقد طال حلمنا باختفاء هذه الظاهرة في مبني عالمي تم توفير كافة الخدمات والأجهزة والأنظمة التي تجعلنا ننطلق به إلي مصاف المطارات العالمية.
الطبيعي أن أي منشأة جديدة عند التشغيل تواجه بعض المشاكل والعقبات لكن في نفس الوقت لابد أن يضع المسئولون أياديهم علي السلبيات لعلاجها حتي لا تعود مرة أخري.
في المبني الجديد منذ التشغيل الكلي نهاية يونيه ظهرت مشاكل السيور وحتي الآن مازالت مستمرة.. وكانت المفاجأة تعطل ما يقرب من نصف عدد السيور صباح الاثنين الماضي وسط ذهول الركاب ولولا الجهد المضاعف من كافة العاملين في شركة مصر للطيران للخدمات الأرضية لتضاعفت المشاكل سواء من حيث تأخر إقلاع الرحلات أو تخلف الحقائب.
بديهي أن ندرك أن الماكينات التي تتولي تشغيل السيور هي نفس الماكينات التي تقوم بتشغيل سيور المبني الخاص في مطار هيثرو بلندن.. والمبني واجه صعوبات جمة لكن سرعان ما تم التغلب عليها والآن المبني في أفضل صوره.
أليس منطقياً أن نحدد المشاكل ونعرف كيف نتغلب عليها؟ أم أننا سنظل نضع أيادينا علي خدودنا وننتظر الفرج القريب؟!
يا سادة هناك فارق كبير بين الجهد المبذول للتغلب علي المشاكل التي تواجه المبني الجديد وبين عدم اتخاذ خطوات إيجابية مع الشركة المتعاقد معها لمعرفة أسباب الأعطال المفاجئة وكيفية التعامل معها. ومن حق الجميع أن يعرض خطوات الإصلاح للقضاء علي العيوب لأن المبني الجديد ملك المصريين وليس ملك أفراد.
البعض من المسئولين بشركة الميناء يؤكدون أن الأعطال نسبة كبيرة منها بسبب سوء تعامل عمال مصر للطيران الذين يتولون وضع حقائب الركاب علي السيور.
والمسئولون بمصر للطيران يتهمون شركة الميناء بعدم قدرتها علي التعامل مع الأعطال ويطالبون مصر للطيران بالتعامل مع الواقع.
اتهامات متبادلة بين شركة الميناء ومصر للطيران والضحية في النهاية هو الراكب الذي لا حول له ولا قوة. وأيضاً مصر للطيران التي تقوم بتشديد الغرامات في حالة عدم وصول حقائب الركاب وهي غرامات وصلت إلي ملايين الدولارات.
علي العموم الصورة حالياً مريرة غرامات ومعاناة للركاب وقد يصل الأمر إلي عزوف الركاب عن السفر من المبني الجديد وبالتالي تتكبد مصر للطيران خسائر عالية إضافة إلي الخسائر التي تضاف إليها بسبب انخفاض اعداد المسافرين علي رحلاتها الجوية سواء بسبب الأزمة المالية العالمية أو انتشار وباء أنفلونزا الخنازير.