في محاولة استخدام الوقود الحيوي
ستُعلن الخطوط الجويّة الأستراليّة "كوانتاس" خلال هذا الشهر عن واحدة من أكبر صفقات عالم الطيران، وذلك ببناء مصنع على نطاق تجاري مخصّص لإنتاج وقود "بوجيت أخضر" مستخلّص من القمامة، وذلك لتشغيل طاقمها من الطائرات، والصفقة تجري بصددها مفاوضات حتى الآن مع مركز إنتاج الوقود الأميركي سولينا وإير لينغس. وتبدو خطوط الطيران مهتمة بمسألة تغيير الوقود الطبيعي من النفط، وذلك للانضمام إلى نظام التجارة الأوروبي وما يتعلّق به من عوادم الكربون، ومحاولة الحدّ من استخدامها بحلول كانون الثاني/يناير 2012، والبدء في استخدام أنواع جديدة من الوقود أقل تكلفة وأكثر أمانًا فيما يخصّ قوانين البيئة، وهو الأمر الذي تحاول القوانين الأوروبيّة جعله إلزاميًّا الفترة المقبلة. وستكون الصفقة المُشار إليها بين ثلاثة كيانات كبرى، هي كوانتا والخطوط البريطانيّة، إضافةً لسولينا الأميركيّة، وهو المصنع الذي سيُوفّر إضافةً إلى الوقود النظيف فرص عمل لأكثر من 1200 فرد.
وبناء المصنع، والذي يُتوقّع أن ينتهي بحلول 2014، سيتكلّف ما يقرب من 200 مليون جنيه إسترليني، وسيستخدم 500 ألف طن من القمامة ليتمّ تحويلها سنويًّا إلى 16 مليون جالون من الوقود النظيف، والذي تؤكد الخطوط البريطانيّة أنه سيكفي حوالي 2 في المائة من حركة الخطوط في هيثرو، وهي النسبة القريبة لما ستوفّره من وقود في كوانتاس في أستراليا.
وعلى الرغم من ارتفاع التكاليف المُشار إليها بالنسبة للطاقة التي سيُوفّرها، إلا أن خبراء الصناعة يؤكّدون أن هذا سيتغيّر بشكل كامل في السنوات المقبلة، حيث سيكون وقود البيوجيت أوفر من الكيروسين المستخدم هذه الأيام، وهو ما يُبرّر اعتزام شركة الطيران الألمانيّة الشهيرة لوفتهانزا، بناء مصنع مشابه، وذلك حسبما أعلن مركزها الإعلامي.
أما التحدّي الأكبر الذي ستواجهه شركات الطيران، فهو توفير مصادر القمامة، وكيفيّة معالجتها بشكل صحي واقتصادي، والتي تُنافسها فيها أخيرًا مصادر توليد الكهرباء من القمامة كذلك، ولكن بشكل عام يبدو أن الطاقة الحيويّة ستكون هي الصورة الأساسيّة للطاقة في الأعوام المقبلة.
رابط المصدر