أظهرت دراسة أمريكية أن حدوث الحالات الطبية الطارئة على متن إحدى الطائرات معقدة، بسبب ضيق المكان وانخفاض الضغط الجوي، خاصة في ظل عدم وجود طبيب في كثير من الأحيان وعدم القدرة على الوصول السريع للمستشفى، تكون نادراً نسبياً.
وأفادت الدراسة أجرأها باحثون تحت إشراف كريستيان مارتن جيل، من مستشفى بيتسبورج الجامعي ونشروا نتائجها في العدد الأخير من مجلة "جاما" التي تصدر عن الجمعية الطبية الأمريكية، أن الحالة الطارئة تحدث حسابياً كل 600 رحلة، إذ إن أكثر الحوادث تكراراً أثناء الرحلات هي حالات الإغماء التي تمثل ثلث المشاكل 33% التي تقع أثناء الطيران، تليها اضطرابات في الأمعاء والمعدة التي تمثل 15%، ثم مشاكل في الجهاز التنفسي 10%، ثم مشاكل في القلب والدورة الدموية 7%.
وتوصل الباحثون تحت إشراف كريستيان مارتن جيل، من مستشفى بيتسبورج الجامعي، لهذه النتيجة من خلال تحليل أكثر من 300 مقال متخصص، إذ ركزوا خلال الدراسة على الحالات التي اضطرت فيها أطقم الطائرة للاستعانة بمساعدة طبية من القواعد الأرضية. كما توصل الباحثون من خلال العديد من الدراسات التي شملها تحليلهم إلى أن 4.4% من الرحلات التي شملتها هذه الدراسة قد حولت مسارها.
وقال الباحثون إنه حتى عندما كانت هناك مؤسسة طبية قريبة من مسار الرحلة فإن الطائرة التي تطير على ارتفاع عادي تحتاج 30 دقيقة على الأقل للهبوط، مشيرين إلى أن مشاكل القلب والجلطات هي أكثر أسباب تحويل الطائرات مسارها.
وأوضح الباحثون أنه من حيث المبدأ فإن بعض الناس يكونون أكثر عرضة لمشاكل طبية أثناء قيامهم برحلات جوية، وذلك لأسباب منها أن ضغط الهواء داخل الطائرة يعادل مستوى ضغط الهواء على ارتفاع 1500 إلى 2500 متر "ويرتفع حجم الغاز في غرفة مغلقة على ارتفاع 2500 بنسبة 30%".
وأشار الباحثون إلى أن ذلك من شأنه أن يسبب مشاكل على سبيل المثال للمرضى المصابين بالتهابات في الجيوب الأنفية أو في الأذن الوسطى. كما أن انخفاض الضغط الجزئي للأكسجين على متن الطائرة يمكن أن يخفض تشبع الدم بالأكسجين، ويرهق المصابين بمشاكل في التنفس.
وأضافوا أن هناك مصدر آخر للإصابة باضطرابات صحية أثناء الطيران، وهو سوء تدفق الدم في الأوردة بسبب طول الجلوس. غير أن الأشخاص المعرضين لهذه المشكلة لا يصابون بأعراض الجلطة وانسداد الأوعية إلا بعد ساعات وربما أيام من الرحلة الجوية.
وبين الباحثون أنه عند وقوع حالات طبية طارئة على متن إحدى الطائرات يتم التنسيق هاتفياً مع أطباء على الأرض، وذلك بعد التأكد من عدم وجود طبيب بين الركاب. وخلافاً للمعمول به في الولايات المتحدة وكندا فإن القانون في ألمانيا على سبيل المثال يلزم الأطباء الموجودين بين الركاب بتقديم المساعدة الطبية في مثل هذه الحالات الطارئة.
وأشار معدو الدراسة إلى دراسة أخرى أظهرت أن طبيباً كان من بين المسافرين تدخل للمساعدة في نصف الحالات الطارئة التي وقعت أثناء الرحلات التي شملتها الدراسة. بل إنه كان هناك في بعض الأحيان أكثر من طبيب.
ومن المصادفات العجيبة على سبيل المثال أن امرأة بريطانية كانت في السابعة والستين من عمرها عندما أصيبت بأزمة قلبية أثناء سفرها جواً إلى فلوريدا، حيث هرع لنجدتها 15 طبيب قلب مرة واحدة تصادف أنهم كانوا متوجهين لمؤتمر لأطباء القلب في مدينة أورلاندو.
https://www.al-jazirahonline.com/news...0190102/143185