[عاشق A380]

تعمل شركة إيرباص حاليا على زيادة إنتاج طائرتها من طراز إيه 320 نيو- A320neo ذات الممر الواحد، الأفضل مبيعًا، وذلك لملء الفجوة السوقية، التي تركتها شركة بوينج - منافسة إيرباص الأزلية- بعد الإيقاف الأرضي طويل الأجل، الذي تعرضت له طائرتها من طراز ماكس 737- 737MAX.

وأعلنت إيرباص مؤخرا، أنها وضعت خططا لرفع إنتاج إيه 320 نيو إلى 67 طائرة في الشهر، بحلول عام 2023، مقارنة بالعدد الحالي البالغ 63 في الشهر فقط، والمستمر حتى عام 2021.

وتتنافس إيه 320 نيو مباشرة مع ماكس، وأصبحت كلتا الطائرتين خيارًا رئيسيًا للأساطيل الجوية التجارية في معظم شركات الطيران حول العالم، وذلك بسبب مميزات الكفاءة في استهلاك الوقود، ونطاقاتها الموسعة، وحمولة الركاب المنخفضة، مما أكسب كليهما رواجا كبيرا لدى شركات الطيران بسبب مرونتهما الفائقة.

ومع ذلك، لم تستفد شركة إيرباص ماديًا من الإيقاف الأرضي لطائرة ماكس حتى الآن، وذلك لأن كلتا الطائرتين كانتا تحظيان بشعبية كبيرة، بحيث امتد الطلب على شرائهما لسنوات عديدة.

أيضا، واجهت شركة إيرباص مشاكل صناعة في العديد من طائراتها، مما يجعل من الصعب زيادة إنتاج طائرة إيه 320 نيو الآن.

وفي مثال واضح على الضغط الجديد، الذي تتعرض له شركة بوينج، قدمت شركة الخطوط الجوية الخضراء الأفريقية النيجيرية مؤخرا طلبية كبيرة لشراء طائرات طراز إيه 220- A220 الصغيرة الضيقة في إيرباص، رغم أن الخطوط الخضراء النيجيرية سبق ووقّعت على تعاقد لشراء ما يصل إلى 100 طائرة ماكس من بوينج، وهو تعاقد أصبح مشكوكا في الالتزام به الآن، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

ووفقًا لما ذكره أحد المديرين التنفيذيين في الشركة، حولت الخطوط الجوية الخضراء الأفريقية النيجيرية الناشئة طلبيتها إلى إيرباص، وسط حالة من عدم اليقين بشأن موعد بدء تلقي طائراتها من طراز ماكس من بوينج، مما اضطرهم إلى تأجيل إطلاق الشركة.

وأكدت إيرباص أيضًا أنها وافقت على شراء حصة شركة بومباردييه Bombardier Inc شريكتها في طائرة إيه 22. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال سابقًا، أن إيرباص كانت على وشك إبرام صفقة مع بومباردييه، للحصول على حصة الأغلبية في الطائرة، التي كان يُطلق عليها سابقًا اسم سي سيريس Cseries.

وقالت إيرباص، إنها ستشتري حصة بومباردييه مقابل 561 مليون دولار، مما يمنحها حصة إجمالية تبلغ 75%، بينما ستحتفظ حكومة مقاطعة كيبيك الكندية بحصة 25%.

وأوقفت شركة بوينج أحدث إصدار لها من طراز ماكس 737 العام الماضي، بعد حادثتي تحطم لنفس الطراز، اللتين ألقي باللوم فيهما جزئيا على نظام التحكم الخاطئ في الطيران، وتم تمديد الإيقاف الأرضي حتى منتصف هذا العام.

وأوقفت شركة بوينج إنتاج الطائرة في أواخر العام الماضي، واضطرت إلى تقليص عمليات التسليم المخططة للطائرة.

ووسط أزمة ماكس 737، كافحت بوينج للفوز بصفقات جديدة لشراء خطوط الطيران لطائراتها، كما انخفض الطلب العام الماضي إلى أدنى مستوى في 16 عامًا، ولم تتلق الشركة أي طلبات جديدة في شهر يناير الماضي.

وقالت إيرباص، إن شحناتها هذه السنة عموما ستصل إلى 880 طائرة، متجاوزة عدد العام الماضي، البالغ 863 فقط. ومع ذلك، فإن هذا الرقم يمثل معدل نمو أبطأ من المتوقع، حيث لم تتلق الشركة طلبيات كثيرة على طائراتها ذات الجسم العريض.

وانخفض الطلب على تلك الطائرات الأكبر حجمًا، حيث تنجذب شركات الطيران نحو الطائرات الأصغر حجما مثل إيه 320 نيو بصورة أكبر، وقالت إيرباص إنها ستسلم أكثر من 40 طائرة من طراز إيه 330 الأكبر حجما هذا العام، أي ما يقرب من 13 طائرة أقل من إجمالي 2019، كما سيتم الاحتفاظ بإنتاج طائرة إيرباص طراز إيه 350- A350 مزدوجة الممر في مستوى أقل قليلا من معدل إنتاجها الماضي، والبالغ 10 طائرات شهريا.

وجاءت هذه التحركات من جانب إيرباص، بعد تخفيض بوينج لإنتاجها من طائرة 787 دريملينر 787Dreamliner، حيث كافح هذا الطراز بعد انخفاض الطلب عليه من شركات الطيران الصينية، على خلفية الحرب التجارية بين أمريكا والصين.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص غيوم فيوري Guillaume Faury، في اتصال هاتفي مع المحللين، إن شركته متأخرة بستة أشهر عن الموعد المحدد لعمليات تسليم الطائرات الضيقة. وأضاف: إنه من المتوقع أن تستمر التأخيرات لمدة تتراوح بين 12 و18 شهرًا أخرى.

وتكافح إيرباص أيضا لتسليم طراز إيه 321 نيو A321neo الأكبر والأطول مدى، التي يتم تعديلها حسب الطلب، حيث زادت صعوبات إنتاج الطائرات بأسلوب لا يتوافق مع طريقة عمل الشركة المصنعة.

ومن المعوقات البارزة أمام إيرباص مشاكل الخلل في المحركات، التي تعيق أيضا عمليات التسليم، حيث أكد فيوري أنه يتعين على إيرباص شحن محركات بديلة للمشغلين الحاليين، قبل تسليم الطائرات الجديدة.

وقالت إيرباص، إنها واجهت خسائر في عام 2019، بعد أن تحملت رسومًا كبيرة لتسوية مزاعم الرشوة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا. وأعلنت الشركة عن خسارة صافية في العام بأكمله بلغت 1.36 مليار يورو (1.48 مليار دولار)، مقارنة بأرباح صافية بلغت 3.05 مليار يورو في 2018.

ووافقت شركة صناعة الطائرات الشهر الماضي على تسوية بقيمة 3.6 مليار يورو مع المدعين، الذين زعموا أن إيرباص استخدمت الوسطاء في سداد دفعات للحكومة ومسؤولي شركات الطيران، للفوز بطلبيات الشراء.

ولم تقم إيرباص خلال التسوية بقبول أو رفض التهم، ولكنها حاولت تجنب الملاحقة القضائية المحتملة في أمريكا وأوروبا. وقالت إنها أبلغت المحققين عن الأموال، وتعاونت معهم، وغيرت ممارساتها التجارية لمنع المزيد من المدفوعات غير المناسبة.

وقالت إيرباص أيضا، إنها استلمت شحنات بقيمة 1.2 مليار يورو لطائرتها العسكرية طراز إيه 400 إم- A400M بسبب انخفاض توقعات المبيعات لطائرات منافسة في المستقبل، بما في ذلك زيادة الطلب السعودي على تلك الطائرات، بسبب الحظر الألماني المتكرر المطبق على صادراتها.

وقالت الشركة، إن مبيعاتها للعام بأكمله ارتفعت بنسبة 11% ليصل إلى 70.48 مليار يورو. وارتفعت أرباح إيرباص المعدلة قبل الفوائد والضرائب - التي تستبعد البنود لمرة واحدة فقط- بنسبة 19% لتصل إلى 6.95 مليار يورو، مقارنة بـ 5.84 مليار يورو، كما بلغت الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب 2.81 مليار يورو في الربع الرابع.


https://www.alyaum.com/articles/6238...9%83%D8%B3-737