[تيري ستوري]

مراقبة نظام الملاحة بالأقمار الصناعية

مسؤولية التأكد من توفير وإنتظام خدمة نظام الملاحة الجوية العالمى بإستخدام الأقمار الصناعية ووفائه بمتطلبات الأداء المقررة تعتبر من مسؤوليات الدول فى أجوائها السيادية، وعليه يجب على سلطة الطيران المدنى والمراقبة الجوية المسئولة مراقبة النظام ومتابعة إنتظامه وتوفير الوسائل الكفيلة لإستمرار الخدمة بالمجال الجوى السيادى للدولة, وأى قصور فى ذلك يؤدى إلى كوارث كبيرة فى مجال الطيران.

ومن الجدير بالذكر أن عطل أى نظام ملاحى أرضى يمكن إكتشافه بسهولة، لكن ذلك لا يسرى على النظام العالمى للملاحة الجوية، فالأقمار الصناعية المكونة للنظام تتحرك في مدارها حول الأرض بإستمرار، وهذا يعنى أن عدد الأقمار الصناعية وموقعها يمكن أن يؤثر على أداء الخدمة في أجواء معينة, وتعطل قمر صناعى واحد قد لا يؤثر على مستوى الخدمة، أو يؤثر بشكل مؤقت على مستوى أداء الخدمة فى بعض الأجواء، وبالتالى يعطى معلومات غير دقيقة.

كما ينطبق نفس التأثير إذا ما تعطل أحد المراكز الأرضية لإستقبال إشارات الأقمار الصناعية وتقويمها ثم إعادة إرسالها للطائرات في الأجواء المسيطرة عليها، لذلك فإنه من غير المفيد إبلاغ المراقبين الجويين وقادة الطائرات التي تستخدم هذه الأجواء بوجود عطل ما في أحد الأقمار الصناعية أو مركز الإستقبال الأرضى، ولكى تتحقق السلطات المسئولة عن النظام من إنقطاع الخدمة فعليها مراجعة المعلومة بطريقة أو بأخرى أو بمعادلة رياضية بمساعدة أجهزة الكومبيوتر المكملة للنظام ليمكن الجزم بصلاحية النظام أو عطله وإبلاغ المراقبين الجويين والطائرات بالمجال الجوى, وبالتالى محاولة تطبيق قواعد أخرى للإنفصال بين الطائرات بالطرق التقليدية المعروفة لضابط المراقبة الجوية, وإن كانت هناك مشكلة هى أن الجيل الحالى من ضباط المراقبة الجوية ليست لديهم الخبرة للعمل بالطرق التقليدية أو (الإجرائية).

وعلى العموم فإن النظم الإلكترونية أحد مكونات النظام العالمي للملاحة الجوية GNSS لديها المقدرة على تقييم حالة النظام والتنبوء بمدى إمكانية إستمرارية الخدمة من عدمها وعليه من المفضل أن نظام الإبلاغ بوجود العطل لا بد أن يتماشى مع هذا التقييم للنظم الإلكترونية.

وذلك فى حد ذاته عملاً ليس بالسهل لأن النظم الإلكترونية المستخدمة قد تختلف بشكل أو بآخر، فالطائرات التي تم تصميم أنظمتها الإلكترونية لتضم مساعدات ملاحية أخرى سوف تستمر في إستخدام المجال الجوى بالرغم من إنقطاع خدمة النظام العالمى للملاحة الجوية، أما الطائرة المزودة بنظم إلكترونية تعمل مع هذا النظام فقط فليس بإمكانها الإستمرار بأمان فى الطيران فى المجال الجوى فترة عطل النظام التى تتوافق أجهزتها معه، إذا لم يكن هناك بدائل أخرى, سواء من المراقبة الجوية أو تجهيز الطائرة, لذلك فإن لجنة الملاحة الجوية التابعة للإيكاو تدرس هذه المسألة لكي تتوصل إلى نظام كودى للإبلاغ عن عطل النظام.



التحقق من سلامة العمليات

إن من واجب الدولة التي قررت إستخدام النظام العالمى للملاحة الجوية فى مجالها الجوى السيادى FIR أن تقوم بدراسة وافية للتحقق من سلامة العمليات فى أجوائها طبقاً للمعايير الدولية المقررة، وعليها أن تتعرف على جميع المخاطر التي يمكن أن تؤثر على سلامة هذه العمليات، وبالتالى إيجاد الوسائل الكفيلة لتأمينها، وفي سعيها لتحليل المخاطر وأساليب التغلب عليها يجب دراسة كيفية أداء النظام العالمى للملاحة الجوية ودراسة الحركة الجوية في المجال السيادى من حيث الكم والنوع وكذلك الأنظمة التى تكون المنظومة ومستوى العاملين فيها (مراقبين جويين – مهندسين – فنيين).

ومن المؤسف حقاً أن التحليلات والإحصائيات أظهرت أن نسبة كبيرة من الطائرات العابرة فى أجواء لا يوجد بها تحكم رادارى ومزودة بنظام إستقبال للنظام العالمى للملاحة الجوية GNSS، ومثال لذلك شمال المحيط الأطلسى، قد تتعرض لخطر التصادم بنسبة عالية ذلك لأن النظام العالمى للملاحة الجوية يوفر معلومات ملاحية على درجة عالية من الدقة، يتم بناء عليها تقليل المسافة المفترضة بين الطائرات, ولهذا فإذا ما إنحرفت أى طائرة عن مسارها من نقطة إلى نقطة أو غيرت من الإرتفاع المحدد لها دون الحصول على تعليمات من المراقبة الجوية فإن هناك إحتمالاً كبيراً لحدوث صدام بينها وبين طائرة أخرى، لذلك يجب الإلتزام بتعليمات المراقبة الجوية وتحديد قواعد الفصل الجانبى بين الطائرات.
منقول (حقوق النشر محفوظ)
مع تحياتي تيري ستوري

[mechanic]

يعطيك العافية

معلومات قيمة عن إستخدام الأقمار الصناعية في الملاحة الجوية

تحياتي

Mechanic

[أصــــــــــيل]

الله يعطيك العافيه

[تيري ستوري]

مشكورين وإنشاء الله اقدم الافضل

[إمبراطور الطيران]

جزيل الشكر لك اخي تيري ستوري على المواضيع الجميلة

تحياتي