[محمد احمد عسيري]

تحتفل «طيران الإمارات» اليوم بمرور 34 عاماً على انطلاق أولى رحلاتها في 25 أكتوبر 1985، حيث تحولت الناقلة الوطنية، إلى واحدة من أكبر وأشهر الناقلات الجوية في العالم، وأسرعها نمواً بحسب أقطاب صناعة النقل الجوي العالمي.

واكد متحدثون عن «إيرباص» و«بوينغ»، أهمية طيران الإمارات، ودورها المحوري في تطوير صناعة النقلي الجوي العالمي. وقالوا إن طيران الإمارات عملت بذكاء وبجدية لمواجهة التحديات، والاستفادة من الفرص، حيث تمثّل هدف الناقلة دائماً في إنشاء أعمال مربحة ومستدامة، وواصلت انتهاج هذه المبادئ في جميع قراراتها واستثماراتنا.

وقال ميكائيل هواري رئيس شركة إيرباص في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط: طيران الإمارات أعادت رسم ملامح قطاع النقل الجوي، من خلال التزامها بالابتكار والاستثمار في أحدث التقنيات المتقدمة، بما ينسجم مع مستهدفات إيرباص، والرامية إلى صياغة مستقبل السفر، مشيراً إلى الناقلة تعتبر الأولى حول العالم، التي تقوم بشراء الطائرات من طراز A380 في الألفية الجديدة، ويضم أسطولها اليوم أكثر من 110 طائرات من هذا الطراز، لتكون أكبر مشغل له، بالمقارنة مع غيرها من شركات الطيران العالمية، حيث ستستمر الشركة باستخدام هذا الطراز حتى ثلاثينيات القرن الحالي.

وهنأ هواري طيران الإمارات بالذكرى الـ 34 على تأسيسها، مؤكداً أهمية الشراكة الاستراتيجية التي تجمعها مع إيرباص. كما أشاد بالسمعة العالمية للشركة، التي حققتها بفضل ما تقدمه من خدمات متميزة، تعمل على تقريب العالم، وتجمع الملايين من المسافرين سنوياً، حيث ساهمت منذ تأسيسها، بترسيخ مكانة دبي على قائمة أكثر 5 مدن عالمية زيارةً، فضلاً عن دورها في تعزيز السياحة للإمارة، وتنويع محفظتها الاقتصادية.

وقال إن الشراكة بين إيرباص وطيران الإمارات، منذ أكثر من 3 عقود، حققت العديد من النجاحات، والتي بدأت حين تسلمت طيران الإمارات أول طائرة إيرباص، لتنطلق بعدها في مسيرة استثنائية، شكلت خلالها شبكة عالمية، تصل إلى أكثر من 158 وجهة في6 قارات، ولأكثر من 85 دولة، ولتصبح بذلك إحدى أكبر الناقلات في العالم، إلى جانب توفيرها لمجموعة من أفضل الخدمات والعمليات التي ترقى لأعلى المعايير العالمية.

وأعرب هواري عن فخره بأن يكون لإيرباص دور كبير في نمو وتطور طيران الإمارات، لتصبح علامة دولية في قطاع السفر، مؤكداً التزام الشركة بدعم عملائها، ومشاركتهم نجاحاتها المستقبلية.

بوينغ
وقال عمر عريقات نائب رئيس المبيعات والتسويق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا لدى بوينغ للطائرات التجارية: طيران الإمارات عميل مهم بوينغ، ونحن نفخر بشراكتنا طويلة الأمد مع الناقلة.

وأضاف أن جهود القيادة الحكيمة لطيران الإمارات، على مدى السنوات الماضية، نجحت في تعزيز مكانتها، كواحدة من أهمّ الشركات في قطاع الطيران العالمي، مشيراً إلى أن بوينغ تتطلع إلى مواصلة هذه العلاقة المتميزة، ودعم النمو القوي والمستدام لطيران الإمارات.

اختصار الزمن
ونجحت طيران الإمارات، التي تحتفل بالذكرى 34 لتأسيسها، في تحقيق معجزة حقيقية في صناعة الطيران، من خلال اختصارها للزمن، بحيث تمكنت، رغم عمرها القصير، من نقل محور السفر العالمي إلى دبي، ومنافسة أعتى شركات الطيران العالمية، وأكثرها عراقة في أسواقها التقليدية، الأمر الذي أثار حفيظة هذه الشركات، ودفعها إلى اختلاق ووضع والعراقيل للحد من الخطط التوسعية للناقلة.

وتعكس طيران الإمارات حالياً واحدة من أبرز التجليات الطموحة الكبيرة لمبادئ دبي الثمانية، ووثيقة الخمسين، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فحلقت على مسار الطموحات الكبيرة، لتعكس رؤية سموه بضرورة تطوير الطيران المدني بشكل أكبر، وبداية ترويج دبي بشكل جديد، وخدمة الاقتصاد بشكل مختلف وقوي، فتجاوز تأثيرها الاقتصادي النطاق المحلي إلى النطاق العالمي.

وفي الوقت الذي كان فيه الآخرون يبحثون عن كل ما من شأنه إعاقة طموح الناقلة الوطنية، كانت هي تركز على تنفيذ خطتها التوسعية، مع الالتزام بأعلى مستويات الجودة، وفق خطط مدروسة، تم وضعها بشكل مسبق، الأمر الذي جعل منها أكبر ناقلة دولية في العالم، مستفيدة من سياسة الأجواء المفتوحة، التي اعتمدها المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، والتي شكلت أهم مرتكزات نمو طيران الإمارات.

وواصلت طيران الإمارات العمل بذكاء وبجدية، لمواجــهة التحديات والاستفادة من الفرص، فكل دورة عمل تختلف عن غيرها. وتمثّل هدف الناقلة دائماً في إنشاء أعمال مربحة ومستدامة وموثوق بها في دبي، وواصلت انتهاج هذه المبادئ في جميع قراراتها واستثماراتنا.

وأظهرت طيران الإمارات، قدرة كبيرة في التعامل مع التحديات. فقد واصلت طيران الإمارات تحقيق الأرباح للعام الـ 34 على التوالي، كما واصلت الاستثمار بالبنية الأساسية، والمبادرات التي تضمن استمرار النجاح مستقبلاً.

وتسعى الناقلة في المرحلة المقبلة، إلى مواصلة الاستثمار في تطوير الموارد البشرية والتكنولوجيا والبنية الأساسية، للمحافظة على ميزاتها التنافسية، والبقاء على مسار الاستدامة ونمو الربحية.

واستثمرت «مجموعة الإمارات» خلال السنة المالية 2018 - 2019، نحو 14.6 مليار درهم، لشراء طائرات ومعدات جديدة، بما يفوق استثمارات السنة الماضية، التي بلغت 9 مليارات .

الحرية الخامسة
وتدرس طيران الإمارات، عدة عروض من مدن أوروبية، لتشغيل خدمات منتظمة تحت إطار الحرية الخامسة، التي تسمح لشركات الطيران بتسيير رحلات بين دول أجنبية، وذلك بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها رحلاتها إلى نيويورك، عبر مطار ماليبنزا في ميلانو الإيطالية، وإلى مطار نيوآرك ليبرتي في الولايات المتحدة الأمريكية، عبر العاصمة اليونانية أثينا، وأعلنت الناقلة مؤخراً، أنها ستقوم بتشغيل رحلات يومية، بموجب الحرية الخامسة، بين دبي ومكسيكو سيتي عبر برشلونة.

وقال تقرير لمركز الطيران، إن النجاح الكبير لطيران الإمارات، ما زال يثير حسد الشركات الأمريكية التي تكافح حالياً للمنافسة على هذه الخطوط، وأوضح التقرير أن دخول طيران الإمارات، عزز السعة المقعدية، وخلق طلباً كبيراً، بفضل الخدمات والمنتجات العالية التي توفرها طيران الإمارات للمسافرين، وهو أمر لم يكن متوفراً قبل ذلك.

https://www.albayan.ae/economy/local...0-25-1.3683291