[باريس]

قبل عدة سنوات كنا نفاخر بأن طائرات الخطوط السعودية تحتل المركز الأول عالميا من ناحية السلامة، على الرغم من أننا كنا نشكو دائما من الداء العضال المتمثل في سوء الخدمات الأرضية والحجوزات، أما اليوم فأصبح انتقاد كل شيء في الخطوط السعودية، الناقل الجوي في المملكة صاحبة أحد أقوى الاقتصادات على مستوى العالم، وجبة يومية مرة المذاق تلوكها الألسن في المجالس وتسود بها أقلام الكتاب صفحات الصحف.
يوم الثلاثاء الماضي انتقد أعضاء في مجلس الشورى تقرير الخطوط الجوية العربية السعودية أثناء مناقشته تحت قبة المجلس، وطالبوا الصحافيين أن يكتبوا كافة مداخلاتهم عن عمل الخطوط من دون حذف، وكشفوا أن هناك انخفاضا في مستوى نقل الركاب، وفي نسبة الانضباط بلغت 85 في المائة في الرحلات، وأن الأسطول الحالي غير قادر على تلبية الطلب المتزايد على الرحلات الداخلية وخلال المواسم، وأن هناك طولا في مدة الانتظار، وأن معاملة الموظفين من أسوأ المعاملات في طيران العالم، وأن الإجابة على الرقم الموحد ***** تمتد لأكثر من 45 دقيقة، وقد لا يتم الرد عليك أصلا، وأن الخطوط الجوية السعودية تضرب التنمية والاقتصاد في مفصل مهم، مطالبين بإنشاء ناقل وطني جديد في المملكة.
وشبه آخرون الخطوط السعودية بالرجل المريض، مطالبين باستدعاء رئيسها للمجلس ومناقشته من قبل جميع الأعضاء تحت القبة وليس من اللجنة المسؤولة فقط، وضرورة إعادة هيكلة الخطوط مرة أخرى، وأنها تحقق إخفاقات كبيرة، حيث إيرادات الإركاب لعام التقرير بلغت أكثر من 16 مليار ريال، بينما بلغت مصروفات التشغيل والصيانة أكثر من 17 مليار ريال، وتساءل أعضاء الشورى عن مبلغ أكثر من 5.5 مليار مصروفات ذكرت في التقرير بمصروفات أخرى، ما هي تلك المصروفات؟، كما أن التقرير أشار إلى أن رواتب الموظفين بلغت أكثر من 6 مليارات ريال وهي تمثل ميزانية دولة أفريقية، وأن عدد موظفي الخطوط بلغ 15 ألف موظف ما يدل على وجود إشكالية إدارية متفاقمة، حيث إن رئيس مؤسسة الخطوط السعودية لديه 29 نائبا؟! «يا ساتر!».
وأن الموقع الإلكتروني للخطوط السعودية هو الأسوأ في العالم، ويحتاج إلى عقول فاهمة لمعالجة هذا الموقع، وقائمة طويلة من الإخفاقات والانتقادات.
وفي اليوم نفسه قال 85.25 في المائة من ما يقارب ثلاثة آلاف قارئ من قراء «عكاظ» أجابوا على استفتاء «عكاظ» حول خدمات الناقل الجوي بأنها رديئة.
ويوم الجمعة الماضي عاشت زوجتي وأطفالي رحلة رعب على متن إحدى طائرات الخطوط السعودية قادمين من الرياض إلى جدة، وصفوا الطائرة بأنها من النوع «اللي يعلمك التوبة من السفر»، متهالكة والنظافة معدومة والأدراج تصدر أصواتا عجيبة طيلة الرحلة، ناهيك عن الفوضى التي عمت الطائرة قبل الإقلاع نتيجة تكرار بطاقات الصعود إلى الطائرة، يعني «مسافرين لكل مقعد!».
وأمس نشرت «عكاظ» أن هيئة الطيران الفرنسية أوقفت طائرة تابعة للخطوط السعودية طرازها md90 ورقمها hz-apf كانت متجهة من باريس إلى جدة، بعد أن قام فريق الصيانة الخاص في مطار لوبورجيه بالكشف على الطائرة، وعثرت فرق الصيانة على تسريبات في زيوت الطائرة، كما عثرت على مسام مفقودة في أحد أجنحة الطائرة.
وهنا يجب أن نتوقف مليا ونقرع كل أجراس الخطر ولا نكتفي بالتحسر على أيام المراكز الأولى فقط؛ لأن الأمر تعدى مرحلة الاختلال الإداري والحاجة إلى هيكلة وتدريب العاملين على حسن معاملة الجمهور، وأصبح يمس سلامة أرواحنا مباشرة، ولا بد من وقفة صارمة لمعالجة ضعف الصيانة ووسائل السلامة في الخطوط السعودية قبل أية مشكلة أخرى من قائمة مشكلاتها الطويلة، أما عن ضرورة دخول ناقل جوي جديد على خط الخطوط السعودية، ولكن ليس على طريقة «سما» و «ناس»، نحتاج إلى منافس حقيقي لا يكون للخطوط السعودية أية سلطة عليه في كل الشؤون، عندها وعندها فقط ستتطور خدمة النقل الجوي في بلادنا ويكون «البقاء للأفضل» هو المعيار الحقيقي للتصنيف وللدعم الحكومي ولكل شيء.


المصدر:https://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0422414057.htm



ملاحظة :لاتنسونا من التقيم

[الطيار فيصل]

الا يا عين لا تبكي * وعيشي نعمة النسيان

خساره دمعتك تنزل * لغير من يراعيها



مع الاسف


اخوكـ / فيصل البلوي