][طفل][يحلق في سماء جدة بــ ][طائرة خفيفة][
يؤكد سعادته برؤية الشوارع والبيوت بعيون "الصقر"
الطفل محمولا على كتف والده
مع مدربه بعد رحلة طيران ناجحة
ببنيته الصغيرة جلس "علي" على مقعد قيادة الطائرة لأول مرة .. كان الفرح يملأ عينيه الصغيرتين، وكانت في الحقيقة بالنسبة له لحظة تاريخية، فقد حقق حلمه أخيرا بقيادة "طائرة".. فمنذ صغره وهو يلعب بنماذج متنوعة من الطائرات، ولكن حلم قيادتها ظل يراوده طويلا، وعندما كان زملاؤه يسألونه عن المهنة التي يحلم بالعمل بها في المستقبل كان يقول بكل ثقة "كابتن طيار"
حلم "علي" الطفولي تحقق أخيرا على يد والده الذي يهوى الطيران الخفيف، ويمارسه في مدرسة "سماء الغربية للطيران" في جدة. ورغم أن علي لم يتجاوز عمره عشر سنوات، إلا أنه يتحدث الإنجليزية والروسية بطلاقة، وقد ساعده ذلك في سرعة التعلم. بدأ في تعلم الطيران الخفيف بعد أن لقي تشجيعاً ودعماً مادياً ومعنوياً من والديه، فأصبح أصغر طفل يتدرب على الطائرة الخفيفة "جايرو كابتر" في العالم. يقول والده المهندس عبدالله المهدي: "ابني علي يعشق الطيران، ومتعلق بالسماء، سافر معي كثيراً، وعندما لاحظت تعلقه بهذا المجال شجعته ودربته، وآمل أن يمثل الوطن قريبا، ويحمل رايته في محافل دولية، حتى نُظهر الوجه المشرف والمشرق لشباب الوطن".
يقول الكابتن الصغير علي عبدالله المهدي إن "الفضل بعد الله يعود لوالدي الذي ساعدني على ممارسة هذه الهواية، وأتاح لي فرصة التدرب، وكذلك أصدقائي في المدرسة على تشجيعهم الدائم لي، وأنا سعيد بممارسة هذه الهواية المحببة لي، وأشعر بالمسؤولية تجاهها"، مؤكدا أنه محظوظ بوجود مدرب عالمي يتولى تدريبه. وعن مزايا هذه الهواية، قال "الطيران تجربة مثيرة وممتعة تمنحني شعورا خاصا، فأنا أرى العالم تحتي بلا أسوار أو موانع، كما أن مناظر السيارات والمساكن والناس بعيون الصقر، شيء مدهش"، وتمنى أن يتدرج ليصبح طياراً في المستقبل على طائرات أكبر.
كبير مدربي الطيران في مدرسة "سماء الغربية" للطيران الخفيف الكابتن "جون" يقول: "هذا طفل معجزة، فهو أصغر طالب جايرو كابتر في العالم، وهو سريع التلقي، وأنا سعيد لتدريب مثل هذه الفئات العمرية على الطيران، وأن يكون هناك أب يشجع ابنه على هذه الهواية". وعن خطوات تدريب علي، وقواعد الطيران الدولي المتعلقة بالعمر، قال جون "سوف يمارس "علي" الطيران، ويتحكم في الطائرة بشكل كامل، ويستطيع الطيران باقتدار وحده، لكن أنظمة وتعليمات الطيران العالمية تقتضي ألا يطير في هذه السن بمفرده، لذلك يجب أن يتواجد معه مدرب أو محترف طيران حتى يبلغ عمره 15 عاماً، عندها يستطيع الطيران بمفرده دون مرافق". ويقول مدير عام المدرسة الكابتن عبدالباري آل عبدالله إن "التدريب على هذا النوع من الطائرات أصبح متاحاً للجميع، وذلك بعد وصول المدرب، والبرنامج التدريبي الذي يتم وفق المعايير الدولية، ويحصل المتدرب بعد إكمال الدورة على رخصة طيران خفيف، ومن متطلباتها أن يقضي 15 ساعة في الطيران والتدريب، و 15 ساعة في طيران "سولو" كحد أدنى". ولفت الكابتن عبد الله القرني "المدرب بالمدرسة" إلى أن مدرسة الطيران تقع تحت مظلة نادي الطيران السعودي، والذي يعمل تحت شروط وأنظمة (FAA)، وهي منظمة دولية لا تسمح بمارسة أي نشاط طيران إلا بوجود "رخص". وأوضح أن الحصول على الرخصة لا يتم إلا عبر عدة طرق، من أهمها التدريب لممارسة الطيران النظري، وبعد ذلك الطيران العملي مع مدرب معتمد.
https://www.alwatan.com.sa/Nation/New...9&CategoryID=3