أعلنت وكالة السفر البحرينية التي شهدت رحلتها إلى المدينة المنورة حادثا الأسبوع الماضي أنها بعد دراسة ملف الحادث تراجعت عن فكرة مقاضاة الخطوط الجوية السعودية، بعدما ثبت أن طائرا تسبب في احتراق المحرك الأيسر للطائرة، وهو ما اعتبرته الشركة حادثا قدريا لا علاقة له بالإهمال.
وأكد رجل الأعمال عدنان مال الله صاحب حملة العهد الزاهر أنه عقد اجتماعا مع مسئولين بشركة الطيران السعودي وأبلغوه أن انبعاث الدخان من المحرك لم يكن نتيجةً عطل فني وإنما نتيجةً لاصطدام طائر كبير بالمحرك عقب إقلاع الطائرة بدقائق معدودة وهو أمر يحدث في جميع أنحاء العالم، ونتيجة لهذا الوضع فقد اتخذ قائد الطائرة قراره بالعودة إلى المطار حفاظا على سلامة المسافرين ولإصلاح العطل الفني الناتج عن هذا الاصطدام.
وكانت الاتصالات الهاتفية قد توالت على وكالة السفر البحرينية من جانب الركاب للاستفسار عن الخبر الذي نشرته "أخبار الخليج" حول دراسة الشركة مقاضاة شركة الطيران السعودي باعتبارها مالكة الطائرة.
وأكد مال الله في تصريح للجريدة أنه في حالة خروج التقرير الفني للحادث بهذه النتيجة ستكون مقاضاة الشركة أمرا مستبعدا، لأن الوكالة عندما ارتأت مقاضاة الشركة من البداية كان منطلقا من مبدأ وجود إهمال أو تقصير من جانبهم في صيانة المحركات، ولكن بعد ثبوت أن طائرا هو السبب فإن الوكالة تراجعت عن مقاضاة الشركة قضائيا لأنه قضاء وقدر، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الشركة والمسئولين في مطار المدينة المنورة كان رد فعلهم متميزا وعلى قدر الحدث وسارعوا بالتجهيزات البديلة وإعلان حالة الطوارئ وتوفير المساعدات الطبية للركاب.
وقال إن شركته إذا كانت حريصة أشد الحرص على مصالح المواطنين البحرينيين فالأمر كذلك أيضا مع الشركة السعودية لما يربط بين البلدين من أواصر وعلاقات تاريخية عميقة، وإذا كان الحادث قضاء وقدرا فنحن نحمد الله على سلامة جميع الركاب ونجاتهم من هذا الحادث المؤلم.. ونكرر الشكر إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الذي لم يدخر جهدا في الاطمئنان على جميع المواطنين البحرينيين ومساعدتهم في هذا الظرف الطارئ.
يذكر أن 200 راكب بحريني كانوا على متن هذه الرحلة ولم تحدث أي إصابات في الجو، ولكن حدثت بعض الإغماءات بعد هبوط الطائرة مرة أخرى بمطار المدينة المنورة وأبرزها لفتاة عمرها حوالي (13 سنة) أصيبت بتشنج شديد وإغماء وهي الوحيدة التي تم نقلها من بين جميع الركاب إلى مستشفى الملك فهد لتلقي العلاج بناء على نصيحة الأطباء في المطار.
وظل كابتن الطائرة يحلق فوق الأجواء السعودية مدة 20 دقيقة متواصلة حتى تمكن من إفراغ كمية إضافية من الوقود قبل المهبوط حتى يتسنى له إتمام عملية الهبوط بسلام، إذ يستحيل هبوط الطائرة وهي محملة بكميات كبيرة من الوقود كانت مجهزة لاستهلاكها أثناء الرحلة.