[:::: A L I ::::]

تقرير "المزايا القابضة" الأسبوعي: دفعة قوية لقطاع الطيران في المنطقة

بيان صحفي 21/11/2009
قال تقرير شركة المزايا القابضة الكويتية أن الصفقات التي جرى الإعلان عنها في معرض دبي للطيران في دورته التي انعقدت الأسبوع الماضي قد أعطت جرعة كبيرة من الثقة بمشاريع وتطورات قطاع الطيران في المنطقة، منعشا الآمال بتجاوز تأثير الركود الاقتصادي على قطاع الطيران الشرق أوسطي، ويبرز ذلك في تصريحات رئيس الوزراء القطري الذي صرح بأن قطاع الطيران في قطر وفي المنطقة تأثر بشكل أقل مقارنة مع بقية دول العالم.

وبحسب التقرير فإن دول المنطقة استثمرت عشرات المليارات في تطوير البنية التحتية في قطاع الطيران وخصوصا إنشاء المطارات الجديدة وتوسيع القائمة باستثمارات وصلت إلى أكثر من 50 مليار دولار. وتشهد حركة الطيران في الشرق الأوسط نموا مضطردا، ففي إمارتي دبي وأبو ظبي وحدهما، ازدادت حركة الطيران بنحو 230 في المائة أثناء الأعوام الـ10 الماضية.

وبين التقرير أن الأزمة المالية والاقتصادية كان لها أثر لحظي على الصناعة التي يبدو أنها تجاوزتها إذ بلغت الصفقات الجديدة على الطائرات ومكوناتها وخدماتها أكثر من 43 مليار دولار.

وبين التقرير أن تنامي حركة المسافرين من المنطقة وإليها أو عبرها عززت من الاستثمارات في البنية التحتية مثل المطارات والمرافق والطائرات وما يلزم لخدمتها من مرافق صيانة وتموين وغيرها. وعليه أشار التقرير الأسبوعي أن التوقعات العالمية تشير إلى أن قطاع الطيران في الشرق الأوسط سيظل في منأى بشكل نسبي عن الضرر الكبير الذي أصاب قطاع الطيران العالمي، حيث من المنتظر أن تحتاج شركات الطيران في الشرق الأوسط ما بين عامي 2009 و2028، إلى أكثر من 1418 طائرة جديدة بقيمة 243 مليار دولار أميركي لتلبية الطلب الذي يفوق المعدل العالمي، بحسب توقعات إيرباص. وترى إيرباص وهي إحدى أكبر الشركات المصنعة للطائرات في العالم، ومنها الطائرة الضخمة A380، أنه بحلول عام 2028، سينمو أسطول منطقة الشرق الأوسط من الطائرات بنحو ثلاثة أضعاف، من 586 طائرة ركاب مسجلة بداية عام 2009 إلى 1.681 طائرة، فيما من بين هذه الطائرات الـ586، ستبقى 42 منها في الخدمة. أما بالنسبة إلى الطائرات الأخرى، فسيعاد تدوير 221 واستبدال 323 طائرة قديمة بأخرى جديدة أكثر فعالية من الناحية البيئية. وبلغت القيمة الاجمالية للصفقات التي أبرمتها شركة "ايرباص" العالمية لصناعة الطيران خلال الأيام الأربعة الأولى من معرض دبي للطيران 5,3 مليار دولار. وقامت ايرباص بتأمين عدد من الصفقات منها 6 شركات طيران مختلفة طلبت شراء طائرات منها، لكن أكبر طلبية تلقتها "ايرباص" جاءت من الخطوط الجوية الأثيوبية، حيث أبرمت الخطوط الأثيوبية صفقة مع "ايرباص" لشراء 12 طائرة من طراز (A350) بقيمة اجمالية بلغت نحو ثلاث مليارات دولار. كما تعتبر طلبية الخطوط الجوية اليمنية واحدة من الطلبيات المهمة التي تلقتها "ايرباص" خلال معرض دبي للطيران، اذ طلبت "اليمنية" عشر طائرات من طراز (A320).

ومع ذلك، يرى التقرير أن الأزمة المالية أوجدت فرص استثمار كبرى خصوصا مع انخفاض التقييمات لذا ترى العديد من الشركات تسارع لتأسيس صناديق للاستثمار في الطيران ومنها بنك ابو ظبي الوطني وكذلك شركات أخرى بما يساهم في تطوير الصناعة اقليميا. إذ قالت شركة "ميدكس ايرلينز"، إنها أطلقت صندوقا استثماريا في الإمارات برأسمال 500 مليون دولار. ويستهدف الصندوق الجديد الاستفادة من الفرص المتاحة في المجالات المرتبطة بقطاع الطيران، ولاستكشاف فرص الاستثمار الواعدة في قطاع الطيران، والاستفادة منها لدعم قطاع الشحن الجوي في المنطقة والعالم.

نمو الطيران في المنطقة

وبين تقرير المزايا القابضة ان الموقع المتوسط بين قارات العالم ووجود كثافة سكانية تتيح الوصول إلى مختلف أنحاء العالم منها، قد ساهمت في تسليط الأنظار على المنطقة كموقع يربط المسافرين شرقا وغربا.

وقال التقرير ان دولا مثل الإمارات وقطر والسعودية وغيرها أخذت على عاتقها مهمة بناء منظومات متكاملة من المطارات والمرافق المساندة لدعم نمو الصناعة والقطاع في المنطقة. حيث ترى ايرباص أن الاقتصادات الناشئة وتطور شبكات الخطوط الجوية وتوسع شركات الطيران الاقتصادية، إلى جانب التمدن المضطرد وازدياد «المدن العملاقة»، بالإضافة إلى النمو المستمر لحركة المسافرين والحاجة إلى استبدال الطائرات القديمة يمثل أهم الدوافع لنمو قطاع الطيران في المنطقة.

وبحسب مؤسسة «أكسفورد» للاستشارات الاقتصادية، المتخصصة في مجال الاستشارات والتوقعات الاقتصادية، فإنه بعد 20 عاما ، سيساهم النقل الجوي بمبلغ ألف مليار دولار أميركي سنويا في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وسيوظف 8.5 مليون عامل بشكل مباشر حول العالم. أما بالنسبة إلى التأثيرات الإيجابية المباشرة وغير المباشرة على قطاع السياحة، فهي أكبر من ذلك أيضا.
وتتوقع «إيرباص» نموا مستمرا بـ«المسافة الإجمالية التي يجتازها المسافرون» على المدى البعيد، على الرغم من التأثيرات الدورية. وتتوقع الشركة بأن المنطقة ستحقق نموا سنويا في حركة المسافرين يبلغ 6.4 في المائة خلال العشرة أعوام القادمة، و5.4 في المائة من عام 2019 إلى 2028. هذا يعني معدل نمو سنويا نسبته 5.9 في المائة طوال العشرين عاما القادمة، ما يتخطى بوضوح المعدل العالمي البالغ 4.7 في المائة.

صفقات كبرى رغم الأزمة

وقال التقرير الأسبوعي للمزايا القابضة أن معرض دبي للطيران شهد إبرام عدة صفقات وشراكات استراتيجية ونوعية للشركات المحلية والعالمية مع الاعلان عن مجموعة من المشروعات والاتفاقيات الاستراتيحية في قطاع الطيران ومنها مفاوضات تجريها طيران الامارات مع شركة مبادلة في مجال خدمات محركات الطائرات، وتجاوزت قيمة الصفقات 46 مليار درهم.

وشملت الصفقات توقيع ايرباص والخطوط الجوية السنغالية على صفقة 6 طائرات بقيمة 670 مليون دولار، كما وقعت الخطوط الجوية العمانية على اتفاقية لشراء 5 طائرات من طراز امبارير بقيمة 177 مليون دولار، بالاضافة إلى أن شركة «تاسيلي» للطيران الجزائرية وقعت مع شركة بوينج لشراء 4 طائرات بوينج بقيمة 296 مليون دولار. كما أبرمت دبي لصناعات الطيران اتفاقا مع شركة «باركر» العالمية لتوريد مضخات هيدروليك لطائرات بوينج وايرباص علاوة على اتفاق الشراكة بين فلاي دبي وشركة «دانزاس» للشحن للتعاون في الخدمات اللوجستية. وتم ابرام اتفاق بين طيران الامارات وجنرال الكتريك على استخدام مركز الصيانة في دبي لفحص وصيانة الطائرات علاوة على اتفاقيات تأجير طائرات بين شركات أخرى غير محددة القيمة. وارتفع بذلك حجم الصفقات الاجمالي التي أعلنت عنها إيرباص إلى 33 طائرة بقيمة تزيد عن 5.3 مليار دولار. منها طلبات مؤكدة لـ15 طائرة تفوق قيمتها 3.6 مليارات دولار بالإضافة إلى اتفاقيات لـ18 طائرة أخرى بحوالي 1.7 مليار دولار.

ومن ناحيتها، وقعت شركة «بوينغ» الأميركية وشركة «مبادلة» للتنمية، الذراع الاستثمارية لحكومة أبوظبي، اتفاقية إطار عمل استراتيجية واسعة النطاق، إذ تعتزم الشركتان من خلالها تطوير وإطلاق مبادرات تحقق منافع متبادلة في المجالات التي تشهد تحالفا استراتيجيا بين الشركتين، بما في ذلك تصنيع المواد المركبة، والأبحاث والتطوير، وصيانة الطائرات التجارية، وعمليات الإصلاح والخدمات الفنية، وصيانة الطائرات العسكرية، وتنمية الموارد البشرية.

ومن جهة أخرى، أعلنت دبي لصناعات الطيران «كابيتال» ذراع تأجير وتمويل الطائرات التابع لمجموعة دبي لصناعات الطيران عن تأجير طائرتي «بوينغ» طراز 737-700 لشركة الخطوط الجوية التركية تشغلهما شركة «أناضول جت» للطيران الاقتصادي التابعة للخطوط التركية، لغاية نهاية نيسان (أبريل) 2015. كما وقعت شركة « غلف جيت» شركة الطيران الخاص التي تتخذ من دبي مقراً وشركة «جيتكس» للدعم الجوي التي تقدم خدمات مميزة للطيران الخاص على مستوى العالم، اتفاق شراكة تقدم «جيتكس» بموجبه خدمات مميزة تتعلق بالطيران الخاص وبقيمة تصل إلى 30 مليون درهم .

ولم يقتصر التواجد في معرض الطيران على الطائرات التجارية وإنما تواجدت شركات تصنع طائرات حربية، من بينها شركة داسو الفرنسية ولوكهيد مارتن الأميركية التي حرصت على عرض طائرتها المقاتلة « اف 22» لأول مرة خارج الولايات المتحدة،سعيا وراء الحصول على صفقات في دول المنطقة.