موت مطار الملك فهد ][الدولي][
أ.محمد العصيمي
كلما سافرنا من مطار الملك فهد الدولي بالدمام أو عدنا إليه عقدنا المقارنات، الكبيرة والصغيرة، بينه وبين المطارات المجاورة أو البعيدة. وهذه المقارنات، أو المقاربات، محقة باعتبار أن مطارنا يحتل مكانا في (غينيس) كأكبر المطارات مساحة في العالم، بينما هو (ميت) موتا واضحا من حيث حركة السفر، ذهابا وإيابا.
لقد كان مطار الدوحة الحالي، وقد عدت منه يوم الجمعة الماضية، غاصا بالرحلات والمسافرين والمتسوقين، بينما هو لا يعدل، بدون مبالغة، ربع مطار الملك فهد من حيث المساحة ولا يتوفر فيه ثلث الإمكانيات الموجودة هنا، فأين المشكلة أو ما الذي يميت مطارنا الهائل ويحيي مطارات متواضعة؟
أعتقد شخصيا أن المشكلة في الفعالية الإدارية والتسويقية للمطار، فأي مطار، كما يصدق ذلك على أي مكان، لا توضع له خطط للترويج والتسويق والمغريات لا يمكن أن ينجح، ولا يمكن إلا أن (يتثاءب) كلما مرت به طائرة أو اثنتان. وقد عرفت مطارات الدنيا، بما فيها مطارات دول الخليج، كيف تجعل من أراضيها ممرات إقلاع وهبوط لا يتوقف على مدار الساعة، حين أحسنت التخطيط والتدبير واجتمعت الإرادة التنموية من كل الإدارات والأجهزة المعنية لتسجيل حضورها الجوي في أجندات المسافرين.
وأيضا نجحت حين وفرت خدمات رفيعة المستوى في المطار ومرافق ترفيه وتسوق تغري الزائرين وتترك بعض دراهم القادمين أو العابرين في خزينة المطار الوطنية. ولذلك، وأظن أن هذا طرح من قبل، لابد أن نستثمر مطارنا الرائع والهائل على أعلى مستوى.. ولابد لتحقيق هذا الاستثمار أن ننفض عنه غبار الكسل وانعدام الإرادة في تحقيق الإنجاز الذي تستحقه مساحته وإمكانياته، ولا أجد بصراحة أجدر من إمارة المنطقة الشرقية لتحيي عظام هذا المطار الميت.
https://www.alyaum.com/News/art/82489.html