ساهمت ممرضة تعمل في مؤسسة حمد الطبية في إنقاذ حياة راكب أثناء تواجدها على متن طائرة الخطوط الجوية الهندية القادمة من الهند، وقالت السيدة آنسي فيليب الممرضة المجازة بمستشفى القلب عضو مؤسسة حمد الطبية، عن هذه التجربة الفريدة: «إنها كانت تتوقع أن تكون رحلة عودتها إلى الدوحة رحلة روتينية، ولكن عملها كممرضة هيأها لمجابهة ما وصفته «بالموقف الصعب على ارتفاع 35 ألف قدم فوق سطح الأرض».
وأضافت «ضمن عملي بالتمريض بمؤسسة حمد الطبية، ظللت أشارك بانتظام في تقديم العلاج اللازم لإنقاذ العديد من حالات الطوارئ. فإننا نصحو من النوم ثم نتوجه يومياً إلى مواقع عملنا ونحن نتوقع أن نتعامل مع أوضاع بالغة الصعوبة تتطلب منا أن نعمل بسرعة أثناء تقديم الرعاية الفعّالة، فنحن مهيؤون للتعامل مع الطوارئ الطبية تحت أي ظرف».
وكانت السيدة آنسي فيليب، التي تعمل في وحدة العناية المركزة بمستشفى القلب، جالسة على مقعد وثير مع أسرتها حين أقلعت الطائرة من مطار مدينة كوشين الهندية متجهةً إلى مدينة الدوحة. وبعد إقلاع الطائرة بقليل، سُمِع نداء على جهاز تكبير الصوت، يناشد أي شخص يعمل في الحقل الطبي أن يتقدم إلى الأمام. رغم أن السيدة آنسي كانت تجلس مع أسرتها في مؤخرة الطائرة، ولكنها استطاعت أن ترى حركة الركاب عند مقدمة الطائرة، فما كان منها إلا أن نهضت من مقعدها واتجهت صوب المشهد بغرض تقديم المساعدة اللازمة.
أردفت السيدة آنسي فيليب قائلةً: «عندما اقتربت من موقع الزحام، رأيت رجلاً فاقداً للوعي، وحين كشفت عليه وجدت نبضه وتنفسه قد توقفا. وبعد برهة وجيزة من الزمن انضمت إلى ممرضة أخرى من دبي، ثم بدأنا معاً في إنعاش ذلك المريض، وحاولنا مساعدته على استعادة التنفس لمدة 25 دقيقة، وذلك باستخدام القناع ذي الكيس والصمام، ثم قمنا بعد ذلك بضغطات الصدر. وبعد 30 دقيقة بدت على المريض علامات الحياة، ولكنه لا يزال يعاني من دوخة وتلعثم في الكلام».
في هذه اللحظة كانت الطائرة تعود أدراجها متجهةً نحو مطار كوشين الدولي، حيث طلب قائد الطائرة إذناً بالهبوط الاضطراري. وبمجرد استقرار الطائرة على الأرض، قامت السيدة آنسي والممرضة الأخرى بتسليم المريض إلى طبيبٍ كان قد صعد للتو على متن الطائرة، وقدمتا له معلومات عن المريض وشرحاً لما قامتا به من تدخل طبي لإنقاذ حياته. وتم بعد ذلك نقل المريض بسرعة إلى مستشفى تخصصي في مدينة كوشين. وقد علمت السيدة آنسي لاحقاً أن ذلك الرجل البالغ من العمر 50 عاماً قد أصيب بسكتة دماغية، بيد أنها سمعت خبراً أسعدها، وهو أن ذلك المريض قد خرج من المستشفى بعد تلقي العلاج اللازم.
واختتمت السيدة آنسي فيليب حديثها قائلةً: «إنه من صميم واجبنا أن نعمل على إنقاذ حياة المرضى والمصابين، متى كان ذلك بمقدورنا. ولا يقتصر ذلك على أوقات العمل الرسمية، ولكنه يمتد أيضاً إلى حياتنا اليومية. فمهنة التمريض تلقي على عاتقنا مسؤولية كبيرة، ولكنها تجلب لنا الكثير من لحظات السعادة التي تعوضنا عن ذلك، وتجعل حياتنا ذات قيمة عالية».
وفي حين أن الكثير من الناس قد ينظر إلى السيدة آنسي فيليب كبطلة، فإنها تعتقد أن أي شخص آخر في مكانها سوف يفعل مثلما فعلت، بيد أنها أرجعت الفضل في قدرتها على الاحتفاظ برباطة جأشها في مثل ذلك الموقف العصيب إلى ما تلقته من تدريب وما اكتسبته من خبرة خلال سنوات عملها بمؤسسة حمد الطبية.
رابط المصدر