محاولات شركات الطيران العالمية تقليص نفقاتها الاقتصادية، بدأت منذ أكثر من 20عاما، عندما قررت احد الخطوط الأمريكية خوض معركة المنافسة مع مثيلاتها، فقررت تقليل عدد حبات الزيتون
التى تقدم على متن رحلاتها، حيث وفرت الشركة مبلغا كبيرا من المال، مسجلة بذلك واقعة هى الأولى من نوعها فى عالم الطيران.!
تقشف إلى أبعد الحدود لذا فلن تفاجأ بأساليب التوفير والاقتصاد الذى تتبعها بعض شركات الطيران الاقتصادى، مثل فرض مبلغ مادى مقابل استعمال بعض الخدمات على متن الطائرة، وفرض تعليمات على طياريها لتخفيض سرعتهم للتخفيف من استعمال الوقود فى حين أن احدى شركات الطيران الهندية وصلت بها المسألة إلى أبعد من ذلك فى سبيل التوفير، فقررت توظيف سيدات فقط على متن رحلاتها لأن أوزانهن أقل، وبالتالى هذا يساعد على توفير الوقود أيضا. وقررت بعض شركات الطيران إلغاء البرامج الترفيهية خلال الرحلات واستبدالها بلوائح إلكترونية مثل «الآى باد» توزع على الركاب فى مستهل الرحلة، وبهذا الشيء تستطيع الخطوط الجوية توفير مبالغ طائلة من ناحية الوزن ومن ناحية شراء حقوق عرض الأفلام والمسلسلات. ووفرت احدى الشركات الأمريكية مليونى دولار سنويا بعدما ألغت تقديم كيس المقرمشات الصغير لمسافريها. والمعروف عن مقصورات الطائرة أنها تكون باردة فى بعض الأحيان، وهذا يفسر سبب توفر أغطية للمسافرين، ولكن اليوم وللأسف هناك الكثير من الشركات التى تفرض مبلغا إضافيا مقابل استعمال الغطاء، وذهبت شركات الطيران الى أبعد من ذلك لتعزيز مواردها المادية فقامت بوضع مقاعد إضافية بغض النظر عن راحة المسافر.
وتتفنن الناقلات الاقتصادية بأساليب التقشف، ولكن الأمر قد يطول الشركات الكبرى المنظمة والتى تحافظ على مستواها على صعيد الخدمة ونوعية الأكل، ولكنها فى الوقت نفسه توفر فى مسائل أخرى بالسفر. إلا أن الشركات الكبرى لا تستطيع تقليص مستوى جودة ونوعية الأكل ، وهذا يسبب خسارتها المادية فى بعض الأحيان لأن مصروفاتها أكبر. وقد يكون السبب هو المنافسة الشرسة بين شركات الطيران التى تجد نفسها مثقلة برسوم ضرائب المطار التى تتعدى فى بعض الأحيان قيمة التذكرة الحقيقية. ..وأيضا المقاعد والأسعار هناك لغط كبير عندما يقوم المسافر بحجز مقعده على متن الطائرة، ففى الكثير من الأحيان تختلف الأسعار بين مقعد وآخر فى الدرجة الاقتصادية، وهذا يعود إلى رقم المقعد وموقعه، فمما لا شك فيه أن الخدمة فى مقصورة الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال يكون، الطعام أفضل، وبها أفلام وموسيقى ومسلسلات تحت الطلب ومقاعد تتحول الى أسرة مريحة، ولكن كل شيء بسعره، فسعر التذكرة يكون باهظا، وهذا النوع من الرحلات نجده اليوم فى رحلات المسافات الطويلة، وليس فى الرحلات الأوروبية، إذ ألغت الكثير من شركات الطيران الدرجتين الأولى ودرجة رجال الأعمال على الرحلات، وهذا بسبب تقليص مخصصات سفر رجال الأعمال فى بعض الشركات.
وهناك شركات طيران فى أستراليا وأوروبا ترفع أسعار بعض مقاعدها فى الدرجة الاقتصادية بحسب موقعها فتكون المقاعد عند مخارج الطواريء والمقاعد فى مقدمة الطائرة أغلى ثمنا.. وهكذا تستمر قضية الاقتصاد فى النفقات لشركات الطيران والمنافسة فى تقديم مزيد من الخدمات لراحة المسافرين.
رابط المصدر