السنغافورية A380 تحط في سيدني في اول رحلة تجارية لها

حطت أكبر طائرة ركاب صنعها الإنسان، من طراز أيرباص A380، في سيدني قادمة من سنغافورة، وذلك بعد أن أنجزت أول رحلة طيران تجاري لها استغرقت سبع ساعات.
ووصل ركاب الطائرة الذين اشتروا تذاكرهم عبر موقع على الانترنت للأعمال الخيرية، على متن طائرة سوبرجمبو تابعة لخطوط طيران سنغافورة، التي كانت قد اشترت عددا من هذه الطائرات.
وتستطيع الطائرة أيرباص A380 حمل حوالي 850 راكبا، لكن في رحلتها إلى بين سنغافورة وسيدني حملت 450 راكبا.
ويعتبر تشغيل الأيرباص A380 إنهاء لهيمنة عمرها أربعين عاما مارستها طائرة البوينج 747 باعتبارها طائرة الركاب الأكبر في العالم.
وكانت الطائرة الجديدة قد عانت لعامين من تأخير في إنتاجها بسبب عدد من المشاكل التقنية، لكنها في هذه الرحلة أقلعت في الوقت المحدد لها.
وقال لورانس واتس، وهو أحد ركاب الرحلة، لبي بي سي أثناء الطيران إن الطائرة تعتبر "ظاهرة".
وأضاف واتس قائلا: "أنا أجلس الآن في الدرجة الاقتصادية في الدور الأول من الطائرة. فالشيء المدهش هنا أن الجزء المخصص للدرجة الاقتصادية في الطائرة مقسم بين دورين وبينهما سلم وهو ما يعتبر نقلة كبيرة لأي راكب".
"الطائرة نفسها ضخمة للغاية، والمساحات التي توفرها هي أكبر من أي شيء يمكن أن تتخيله. فأنا الآن أنظر من نافذة الطائرة وأرى جناحا يبدو أكبر من أي جناح آخر لطائرة تقليدية".
وقد تابع المئات من الموظفين والركاب الطائرة وهي تقلع من مطار شانجي، موثقين هذه اللحظات بتصويرها من خلال كاميرات الهواتف المحمولة وكاميرات الجيب الرقمية.
"الشيء المدهش أن الجزء المخصص للدرجة الاقتصادية في الطائرة مقسم بين دورين"


يشار إلى أن الركاب دفعوا ما بين 560 دولارا أمريكيا إلى مائة ألف و380 دولار من أجل هذه الرحلة.
وقال راكب أسترالي يدعى توني إلوود للبي بي سي كان مسافرا في جناح خاص تابع للدرجة الأولى مع زوجته جولي: "لم أركب في حياتي أي شيء مثل هذا. ستجعل هذه التجربة من أية تجربة أخرى أمرا مزعجا.".
وبسبب طول وضخامة جناح الطائرة والذي يقارب في مساحته مساحة ملعب كرة قدم، صرف مطار سيدني الملايين من أجل أن يكون قادرة على استقبال السوبرجمبو.
فلقد أنجز المطار خراطيم جديدة مرتفعة لنقل الركاب من الطائرة إلى مبنى المطار، كما عزز من بناء نفق موجود تحت مدرج الهبوط وذلك بسبب ثقل الطائرة.
ومن المقرر أن تستلم خطوط طيران سنغافورة دفعة مكونة من خمس طائرات من طراز A380 عام 2008 وذلك من بين طلبيتها المكونة من 19 طائرة.
ولدى صانعة الطائرات الأوروبية أيرباص 165 طلب شراء لهذا النوع من الطائرات و20 "التزام بالشراء" من 15 شركة للخطوط الجوية.
وبالرغم من ذلك لا يزال محللون في حقل صناعة الطيران غير مقتنعين من أن هذه الطائرة يمكن أن تشكل نجاحا في عالم الطيران.
وقال شكور يوسف وهو محلل من مركز ستاندارد أند بوورز للأبحاث، إن الواقع يقول إن منافس أيرباص على ساحة الطيران العالمي، بوينج الأمريكية، لديها أكثر من 700 طلب شراء على طائرتها الجديدة 787 دريملاينر.
وبينما ترى أيرباص أن مستقبل السفر بالطيران سيركز على خطط لبناء طائرات أكبر مثل طائرة A380، فإن بوينج تهدف إلى التركيز على طائرة 787 المتوسطة الحجم التي توفر في الوقود وتحافظ على البيئة واقتصادية في التشغيل.
وقال يوسف إنه يرى أن هناك بعض الطلب على طائرة A380، لكن هذه الطائرة تعتبر وسيلة مكلفة للغاية لمخاطبة سوق صغير ومحدود.
وتعاني بوينج أيضا من تأخير في إنتاج طائرتها 787، حيث سيتم توصيل أول طلبية من هذه الطائرة في نهاية العام القادم، وهو ما يعني ستة أشهر إضافية على الموعد المقرر.