9/2/1429
-صحيفة الأخبار ليست صومعة، حيث يتعامى فيها العقل عما يجري في العالم وتصمّ فيه الآذان تجاه ردّات الفعل. إن كل بوصة من كتابة منشورة تعكس وجهات نظر كتّابها وحُكم مُنقّحيها. وفي كل يوم تتخذ الصحف قرارًا بشأن التوازن فيما يتعلق بالجرأة، والإساءة، والذوق، والتوجّه، والتهوّر. عليهم أن يقرّروا من الذي يُسمح له بصوت ومن الذي لا يُسمح له بذلك. إنها مقيّدة بقوانين التشهير، والآداب العامة، وإحساسها ذاتها بما يُعدّ مقبولاً لدى القرّاء. الكلام بحُرّية ممكن على قمة الجبل فقط؛ وفي ما عدا ذلك فكلّه تنقيح!
-إن الإيحاء بأن الرسوم الكاريكاتيرية أثارت تلك المسألة العظيمة؛ التوجّس من الرقابة، هو بمثابة هراء. فقد كانت تلك الرسوم مسيئة وتحريضية. وأفضل سياسة كانت ممكنة هي الاعتذار والتزام السكوت. وبالنسبة لمطالبة الصحفيين الدنمركيين "تضامنًا من كافة أنحاء أوروبا" من أجل مبدأ حرية الكلام، والتهكّم من أولئك الذين أهينوا، كونهم "أصوليين ... لديهم مشكلة مع العالم الغربي بأسره"، فإن ذلك يُعدّ أقرب إلى الاستفزاز العرقي.
- وإن الاعتقاد بأن التسبّب في إساءة دينية يجب أن يُحمل على أنه من علامات الرجولة الغربية لأمر مشين حقًا
- إن أفضل دفاع عن حرية الكلام لا يكون إلاّ من خلال لجم تجاوزاتها، واحترام مجاملاتها). انتهى
سايمون جينكينز واحد من الغربيين الذين رأوا في نشر تلك الرسوم تعديا على حقوق المسلمين وتجاوزا لا تسوغه دعوى حرية الرأي لأنه كما قال في مطلع مقاله): ليس لأحد حقًا مطلقًا للحرية، فالحضارة هي قصة بشر يُضّحون بالحرية من أجل العيش سوية في وئام وتوافق.).
وقبل أيام قليلة عادت الصحف الدنمركية لنشر (الرسوم المسيئة) لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم غير عابئة بمشاعر المسلمين وعودتها لنشر تلك الرسوم هذه المرة تميزت بسبق الإصرار والترصد والعلم المسبق بما يعنيه نشر تلك الرسوم بالنسبة للمسلمين جميعا. وسماح الحكومة الدنمركية لها بالنشر خلافا لحكومات أوروبية أخرى (كفرنسا وبريطانيا) والتي منعت صحفها من نشر تلك الرسوم.
فهل ترى إعادة تفعيل الدعوة للمقاطعة الشاملة للدانمرك اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا ردا مناسبا على عودة نشر الرسوم المسيئة؟
تعليق