صراع الـ بـقــاء
تلك الـ قصة الـ مؤلمة
تلك الـ قصة الـ واقعية
تلك الـ قصة الـ حقيقة
يقول راويها :
خرجت من بيتي بعد أن توسطت الشمس كبد السماء
و مدينتي الجميلة يعكر صفو جمالها ارتفاع درجة حرارة طقسها
..... ركبت سيارتي متجهآ الى عملي ...
وأنا أنظر جميع المخلوقات تعود في هذه الساعة الى جحورها
حتى الهوام والأفاعي تتجنب الخروج في حرارة الطقس !!
طبعآ عدا محدثكم ومن هم على شاكلتي !!!
الذين يخرجون من جحورهم الى أعمالهم في مثل هذه الأوقات !!
وعندما انظر من نافذتي ,,,
فإذا المحلات توشك أن تغلق أبوابها
والشوارع تكاد أن تكون خالية من المارة ,,,
الله ما أجمل أن تكون في بيتك
و إلى جوار من تحب ( المكيف طبعآ !!! )
و بدأت أحدث نفسي ....
هل أعود ثانية الى المنزل ؟؟؟
ولكن ما هو عذري أمام زملائي
الذين سيثقل العمل عليهم بسبب تغيبي؟
و مازلت في حيرتي حتى سمعت.....
ضربات قوية على زجاج سيارتي ,,,,
وسمعت مناديآ يقول :
ياخي عطلتنا الاشارة خضراء وأنت نايم !!!
فـ أسرعت بـ رفع يدي متأسفآ
وضغط بـ كل قوة رجلي على دواسة البنزين
و انطلقت أسبح بسيارتي على ذلك البساط الأسود ( الأسفلت )
لقد أنستني أفكاري و خيالاتي نفسي ومن حولي ,,
و في طريقي الطويل الى عملي
بدأت ألمح شيئآ غريبآ
هناك تجمع كثيف للسيارات أمامي !!
والطريق شبه مغلق
اقتربت أكثر فـ أكثر ,,,
بدأت أرى تجمعآ للناس بشكل غريب
من خلال خبرتي عن نفسي ,,
علمت أنني لست اجيد الإسعاف الأولي
ولست أجيد العراك لكي أفض الإشتباك بين المتعاركين !!
لكني أجيد الأهم من ذلك ,,,,
أني أجيد الفرجة والـ مشاهدة للحدث
و هذا بحد ذاته شيئ عظيم في بلدي
وهو يؤهلك أن تغلق الطرقات و تعطل الناس
في سبيل هذه الغاية النبيلة !!
المهم ,,
و كـ عادتي أوقفت سيارتي في منتصف الطريق !!
و ركضت بإتجاه المخلوقات المتجمهرة !!
و ليتني لم أقترب منهم ,,
ما هذا !!!
أنه حادث خطير لسيارة متهشمة
و هناك جثة ملقاة على الطريق
أتدرون ما هو المؤلم في هذا المشهد ,,,
المؤلم هو ....
شـدة تنافض هذه الجثة.....
صراع رهيب بين ذلك الجسد و تلك الروح
أحدهم يريد أن يفارق حبيبه والحبيب يحاول أن يقاوم !!
جميع الحضور و بـ صوت واحد
يرددون ......
لا إلـه إلا اللـه
لا إلـه إلا اللـه
لا إلـه إلا اللـه
من يستطيع أن يـنـقـذه ؟؟؟
و كـلنا نقف مكتوفي الأيدي حيال ذلك العراك الأزلي ...
حتى كسر جمودنا ذلك الصوت من بعيد ,,,,
فـ إلتفت ذلك الجمع الغير مبارك ....
بـ إتجاه مصدر الصوت العالي ...
فـ إذا هو رجل كبير يصيح
ويقول :
يا أيها المتجمهرون ..... أليس فيكم رجل رشيد ؟؟
الصراحة ...
أردت أن أرفع يدي جوابآ على سؤاله !!
لكني خفت على نفسي من الحسـد !!
فـ إذا هو يكرر السؤال :
يا أيها الناس ..... أليس فيكم رجل عاقل ؟؟
الصراحة ...
بـ دأت أشمر عن يدي لأن هذا الرجل بدأ ينتقصنا !!
و لكنـه فـاجأنا جميعآ
بقوله :
أن هذا الرجل الملقي على الأرض
لا ينازع الموت كما تظنون !!!
و لكـنه ينتفض من حرارة الأسفلت الذي ألقيتموه فوقه !!
إنتهى كلام ذلك الرجل ...
ومع أن الوقت هو في الظهيرة
ولكني رأيت أن المكان زادت اضاءته عن السابق
نتيجة طبيعية لأن عقول الموجودين قد رجعت
للخدمة ثانية
بعد سبات عميق عن الحدث
فـ توجهنا جميعآ الى ذلك الرجل بالدعاء والثناء
فـ صاح بوجهها ثانيآ :
ليس هذا وقته أين هي عقولكم !!
هيـا .... ساعدوني في رفع الرجل عن الأرض
الحقيقة ...
لم أتمالك نفسي من الضحك على تفسيري
لتنافض ذلك الرجل المسكين من حرارة الأسفلت
في ذلك الوقت من الظهيرة
ولكني عذرت جميع الموجودين والحاضرين
فـ جميعهم في ظني أنهم قد
كانوا متعبين من عناء العمل منذ الصباح الباكر ...
و توقف تفكيري عند هذا الحد ...
لـ أني أحسست اني سأتجاوز الخطوط الحمراء مع نفسي !!
وبالفعل أتممنا انقاذ ذلك الرجل من ذلك الأسفلت
و انتظرنا سيارة الاسعاف ...
والتي حضرت بعد ثواني من الساعة الثانية من الانتظار !!
و الحمد لله بدأ الرجل يستعيد وعيه
و بعد الـ كشف الـ مبدئي
وجد أنه سليم معافى
إلا
من بعض الحروق البسيطة بسبب حرارة الأسفلت !!
ومن وقتها وأنا أحمل ورقة صغيرة
أحملها معي في أوقات حرارة الصيف
مكتوب فيها :
في حالة أي حادث أرجوكم
لا تضعوني فوق الأسفلت !!
==========
تعليق