الامر ليس كذلك بالنسبة لـ «طيران الخليج» التي يتعين عليها ان تتنافس مع منافسين اقليميين اكثر شراسة في عقر دارها.
في عز ايامها في السبعينات والثامنينات، كانت «طيران الخليج» ملكية مشتركة لحكومات قطر والبحرين وابوظبي وعمان. وبوصفها الناقل الوحيد عبر الخليج، كانت تتصدر سماوات الشرق الاوسط.
لكن امارة دبي انشأت بعد ذلك «طيران الامارات» التي اصحبت النقطة المركزية في تطور الامارة بوصفها مقصدا للاعمال والسياحة. وخرج كل المساهمين الرئيسيين من «طيران الخليج»، باستثناء البحرين، منها للتركيز على ناقلاتهم الوطنية الخاصة بهم، تاركين الشركة تصارع منافسة من ناقلاتهم الجديدة. وتركت شهوات التنافس لدبي وابو ظبي وقطر والدعم المالي الوافر الذي تقدمه لناقلاتها الوطنية، «طيران الخليج» تجرجر خلفها.
ويقول محرر مجلة «فلايت انترناشيونال» موردو موريزون ان «تراجع طيران الخليج يعكس تحول مركز الجاذبية في الخليج نحو الامارات بالتحديد».
ودفعت سنوات من الخسائر، الناقلة الى وضع خطط اعادة هيكلة متتابعة لتحسين الاداء المالي لـ «طيران الخليج». لكن مديري الناقلة يقرون بان هدف جعلها مربحة في 2010 اصبح مستحيلا بسبب كلفة الوقود. وبحسب الرئيس التنفيذي لـ «طيران الخليج» بيورن ناف، فان هذا العامل، مع الاقتصاد العالمي المتباطئ، وضعا الناقلة في «عاصفة تامة».
رغم ذلك تقف البحرين خلف ناقلتها، المملوكة الان بالكامل لـ «ممتلكات»، الصندوق السيادي البحريني، وهي تمول الناقلة في اطار محاولتها للعودة الى الربحية.
قد تكون البحرين فقدت موقعها كمركز رئيسي للترانزيت في الخليج لمصلحة منافسين اقليميين، لكن صناعة الطيران في الشرق الاوسط ما زالت تتوسع، والبحرين تحتاج الى ناقلة تحمل علمها لدعم نمو اقتصادها وتنويعه.
وقال ناف ان «طيران الخليج» تركز على تحسين كفاءتها، بتخفيض اوقات التحليق والتكاليف، مضيفا «اذا تمكنا من تحسين هذين الحقلين فان المالكين ومجلس الادارة سيقبلون اننا لا نحقق ربحية الان، طالما اننا نقدم قيمة مضافة للاقتصاد البحريني».
وقالت وثيقة سربت الى الصحف المحلية الاسبوع الماضي ان الادارة توقعت خسائر متراكمة تصل الى 950 مليون دولار للسنتين المقبلتين. ولكن الشركة قالت ان الرقم غير دقيق ولم يعرض على الادارة.
واذ تدرك ان خفض التكاليف لن يكون كافيا، فان «طيران الخليج» تريد ايضا زيادة العائدات، وقد طلبت 59 طائرة جديدة «ايرباص» و«بوينغ» بقيمة 11 مليار دولار. وتخطط لزيادة ثلاث محطات اضافية كل عام، مستهدفة جعل البحرين مركزا للترانزيت ونقل رجال الاعمال.
وتتوقع الناقلة ان تساهم المحطات الاضافية بنمو العائدات بما بين 8 و12 في المئة.
واسطول «طيران الخليج» المؤلف من 28 هو حديث بالمقاييس الدولية، ولكنه معمر بالمقارنة مع اساطيل شركات اقليمية مثل «طيران الامارات» و«الاتحاد للطيران» و«القطرية». وتخطط الناقلة لاخراج بعض طائراتها من الخدمة، في الوقت الذي تتسلم ست طائرات جديدة في العام على مدى العقد المقبل.
وقال ناف ان الامر المركزي في استراتيجيتنا هو القرب الجغرافي والثقافي من السعودية، اذ تبعد الرياض ساعات قليلة بالسيارة عن البحرين، ويعيش نحو خمسة ملايين سعودي في المنطقة الشرقية الغنية القريبة الى البحرين. واوضح ناف ان «هذا يشبه سوقا محليا لنا».
لكن علامات الاستفهام تبقى قائمة حول قدرة «طيران الخليج» على الاستمرار في شكلها وحجمها الحاليين. وحتى اذا انخفضت اسعار الوقود، فان سوق السفر المحلي يبقى صغيرا بينما سوق السفر الاقليمي الذي يهيمن على صناعة الطيران، يتحرك شرقا الى دبي وابو ظبي وقطر.
ولكن ناف لا يعير هذه المخاوف اهتماما، ويقول ان «طيران الخليج» ستنقل هذا العام ستة ملايين مسافر، اي اكثر من «طيران الاتحاد».
واشار ناف الى انه بالنظر الى البنية التحتية الاقليمية الضعيفة في مجال النقل، والموقع الجغرافي للمنطقة بين اسيا واوروبا، فانه سيكون هناك ما يكفي من العمل. وقال «لست خائفا. نحن وسط اعادة هيكلة ناجحة. الناقلات الاصغر يمكنها النجاح اذا اديرت بشكل جيد».
عن « فايننشال تايمز»
الله يخلي ناف رئيس للشركة وما يديرها بحريني ويضيعها
تعليق