تقول هدى حجازي: تخرجت في أوائلالثمانينيات وكان حلم حياتي ان أطير الى كل بلاد العالم . فالطيران وزيارة بلدانوأماكن جديدة أمنية كنت اشتاق إليها . اجتزت اختبار المضيفات ونجحت في كشف الهيئةالذي يتطلب مقاييس دقيقة في الجسم والجمال والحركة واللغة , وانخرطت في عملي , يومافي باريس وآخر في لندن وفي طوكيو , حياتي سفر دائم , ليلي نهار ونهاري ليل , وطبعااختلاط وتبرج , والغريب أنالمضيفة توقع عقدا بعدم الزواج وعدم الإنجاب لمدة خمس سنوات . صحيح أنهاتتقاضى على طيرانها مبالغ خيالية , لكن كل هذا استهلاك لآدميتها وأنوثتها وصحتها . واقل للحقيقة ان هذه المهنة لا تتناسب مع المرأة , وبرغم بريقها إلا أنها شاقة جدا . فالطيران يؤثر على الدورة الدموية , وجو الطائرة الغلق يصيب الجلد بالشيخوخةالمبكرة , إلى جانب أمراض الدوالي والسهر والإرهاق .
وتتذكر لحظة تحولها عن هذا العمل وارتدائها الحجاب فتقول : اكتشفتأنني في دوامة من القلق , فهذا المجتمع الذي كنت معه أشبه بعالم الفن والفنانين , لاحوا جز بين رجال ونساء , ولا حجاب وليل نهار أوجد بين زملائي من الرجال والنساء , وما بين أوقات العمل يلعبون الورق ويتبادلون النكات , وبرغم أنني كنت أحس بغربةوألم نفسي وابحث عن شيء مفقود مني لا ادري كنهه .
وفي أثناء عودتي إلى المنزل في إحدى المراتقالت لي جارتي التي اعرفها منذ زمن : إلا تريدين ان تحضري معي مجلس علم ,ولم أكن اعرف ماذا تعني هذه الكلمة , وذهبت يومها _ بالبنطلون – وسمعت الدكتور عمر عبدالكافي ,وبكيت وعرفت أنني مسلمة بالاسم فقط .
وتحدث الشيخ عن عباد الرحمن وعباد الشيطانواخترت ان أكون من عباد الرحمن , وحسمت المسألة داخلي , وفيهذه الأثناء توالت علي عروض لسفريات طالما حلمت بها , ولكنني قررت أن اشتري الغاليالثمين , فقررت الاستقالة والالتزام بالحجاب وحضور مجالس العلم المباركة والتعرفعلى تبعات ومسؤوليات تديني .
وأقول لكل فتاة عليكأن تفهمي اولوياتك فيالحياة ومعنى تحقيق الذات لا يكون إلا بعزة الإسلام ,أما الذين يرددون انخروج المرأة للعمل هو السبيل الوحيد لتحقيق ذاتها فهم مشوشون , ولا يعبرون عنالمطلب الحقيقي للمرأة ولقد كنت قبل التزامي بدين أحب الخروج ولا أطيق البيت ومازادني هذا إلا رهقا وألما , ولم يحقق لي أي ذات , أما الآن فانا اسعد بالقرار فيالبيت واهنأ كثيرا بالجدران تحيطني وتمنع عني ما يحرجني وينتهك حياتي
تعليق