

كما ذكرنا أعلاه، حقق نموذج السوخوي Su-27 وسلسلة عائلته المشتقة منه نجاحاً منقطع النظير ومصدر رزق كبير ووفير في الوقت نفسه للصناعات الجوية الروسية ؛ فهذه الطائرة منذ تحليقها إبان حقبة الستار الحديدي للاتحاد السوفيتي وهي مصدر قلق ورعب بالنسبة للغرب؛ كيف لا وهي أحدث آلية جوية روسية وأول طائرة قتال تزود بنظام للتحكم بالطيران يعمل بالأوامر الكهربائية Fly-By-Wire، ناهيك عن قدراتها الفائقة رغم حجمها الكبير على أداء مناورات قتالية مثيرة يطلق عليها مناورة «الكوبرا» والتي تتلخص في توجيه مقدمة الطائرة نحو الأعلى بزاوية منفرجة 120 درجة. وأخيرا باتت المقاتلة الأكثر تفضيلاً بالنسبة لكثير من أسلحة الجو العالمية، وهو الأمر الذي ترجم بمبيعات اشتملت على كل من: الهند والصين (اللتين تنتجانها بترخيص من المصنع) وإندونيسيا وحالياً ماليزيا التي فضلتها على المقاتلة الأميركية المتطورة «بوينغ F/A-18E السوبر هورنيت»، وكذلك فنزويلا والجزائر التي اشترت 28 منها، أما المفاجأة الكبرى فهي اختيار المكسيك للسوخوي – 30 المتطورة لدعم سلاح البحرية الجوي لديها بعشر طائرات منها، وهو ما أغاظ الولايات المتحدة بشدة.

SU 27
مع دخول أول سرب من مقاتلات الهيمنة والتفوق الجوي من الجيل الخامس الأميركية F-22A الخدمة في سلاح الجو الأميركي في مطلع 2007؛ ظن الكثيرون من المحللين أن عهداً جديداً من السيطرة الجوية قد بدأ وبات يميل ناحية الولايات المتحدة ؛ وهذا بالفعل حيث أنه لا يمكن إنكار قدرات المقاتلة F-22A والملقبة «رابتور» الفائقة حتى ومع عدم وجود تجارب قتالية لها حتى الآن بسبب حداثة عهدها في الدخول إلى الخدمة، إلا أن القدرات التي تتوفر في مقاتلات الجيل ما فوق الرابع وما دون الخامس أو الذي يرمز له «+ + 4» من رادارات مسح إلكتروني وأنظمة سيطرة على النيران ومجسات حساسة وقدرات أدائية وإيروديناميكية عالية فإن قواعد اللعبة قد تغيرت، فلم يعد التكافؤ معدوماً بل على العكس يمكن أن تتفوق مقاتلات الجيل الأدنى على التي تعلوها عند الاستخدام الأمثل من قبل طياريها، ولعل التجارب عبر تاريخ القتال والمواجهات الجوية قد أثبت ذلك، مثال تفوق «الميغ – 21» من الجيل الثاني على «الفانتوم» الأميركية من الجيل الثالث في حربي فيتنام والعربية /الإسرائيلية – 1973، و«الميغ – 25» من الجيل الثالث على F/A-18C من الجيل الرابع خلال حرب تحرير الكويت ــ 1991 (الإصابة الوحيدة جو ــ جو من قبل سلاح الجو العراقي ضد سلاح البحرية الأميركي)، بل إن حرب 1973 ما بين العرب وإسرائيل شهدت تفوق مقاتلات من الجيل الأول من طراز «ميغ – 17» ضد مقاتلات «الفانتوم» من الجيل الثالث في عدة مواجهات جوية.

F 15
المؤشرات الحالية تشير إلى أن هناك عدة برامج لإنتاج مقاتلات تفوق جوي من الجيل الخامس من قبل دول عدة، فروسيا لديها بالفعل أكثر من نموذج اختباري من الجيل الخامس مثل «الميغ – 1،42» و«سوخوي – 47» أو «إس – 37» ونموذج آخر غير محدد الرمز لكنه شبيه بالنموذج الأميركي «الرابتور» وقد وقع الخيار على سوخوي لتتولى إنتاجه. والهند وقعت مذكرة تفاهم مع روسيا أخيرا لإنتاج مشترك لمقاتلة من الجيل الخامس خاصة بها. ولدى الصين نموذجها المقترح من طائرات الجيل الخامس، والأدهى أن إيران هي الأخرى لديها نموذج سري لطائرة تفوق جوي تدعي أنها من الجيل الخامس هي F/B-44 أو «الأزرخش» وكانت تلقب بأسد إيران ويعتقد أنها تحتوي على طلاء ماص لأشعة الرادار وبالتالي يكسبها هذا قدرة على التخفي عن الرادار.

طائرة الرابتور
هوكر – هنتر – بريطانيا
الجيل الثاني
ساب – دراكن – السويد
ميغ – 21/19 – الاتحاد السوفيتي
سوخوي – 9/7 – الاتحاد السوفيتي
إنغلش إلكتريك – لايتنينغ – بريطانيا
لوكهيد – F-104 – الولايات المتحدة الأميركية
الجيل الثالث
داسو – ميراج -F3/1 – فرنسا
ميغ – 25/23 – الاتحاد السوفيتي
هوكر سيدلي – هاريير – بريطانيا
ماكدونال دوغلاس (بوينغ) – F-4 الفانتوم – الولايات المتحدة الأميركية
نورث روب – F-5 – الولايات المتحدة الأميركية.
الجيل الرابع
التورونادو – بريطانيا / ألمانيا / إيطاليا ( إنتاج مشترك )
نفسداسو – ميراج 2000 – فرنسا
ميغ – 31/29 – الاتحاد السوفيتي / روسيا
سوخوي – 27 – الاتحاد السوفيتي / روسيا
F/A18 /F16 / F15 / F14 – الولايات المتحدة الأميركية
الجيل 4،5
التايفون – بريطانيا / ألمانيا / إيطاليا / إسبانيا ( إنتاج مشترك )
داسو – رافالي – فرنسا
سوخوي – 37/35/34/33/30 – روسيا
F/A18-E / F-16E – الولايات المتحدة الأميركية
الجيل الخامس
F-35 /F-22 – الولايات المتحدة الأميركية
ميغ – 1،42 – روسيا
سوخوي – 47 – روسيا

منقول عن علي محمد الهاشم
تعليق