تويت
إذا كنت من هواة المتاحف المهمة والمزارات ذات التصميمات المعمارية الرائعة، فلا تفكر في الذهاب إلى جزيرة فورمونتيرا، حيث ان زيارة معالمها السياحية لا تستغرق أكثر من يوم واحد.
ومع ذلك، يعود بعض السائحين مراراً وتكراراً لزيارة هذه الجزيرة وهي أصغر جزر البليار المأهولة بالسكان، ربما لأنهم يستطيعون التنقل من مكان لآخر خلال اليوم في هذه الجزيرة التي كانت مرتعاً سابقاً للشباب المنطلق الذي يرفض الكثير من الأفكار السائدة.
وعلى الرغم من أن الجزيرة الاسبانية تصبح مفعمة بالنشاط في منتصف الصيف كأي مكان آخر في منطقة المتوسط، إلا أنها في فصلي الربيع والخريف لا تشهد سوى قدوم عدد قليل للغاية من السائحين.
وتتميز جزيرة فورمونتيرا برائحة خاصة – وهي مزيج من عبير نبات اكليل الجبل والصنوبر ونسيم البحر – تظهر حتى في شارعها الرئيسي، بدلاً من رائحة عوادم السيارات.
لكن الجزيرة الاسبانية شهدت منذ فترة طويلة أيضاً بعض التطورات والتحديثات، حيث كانت شبكة الطرق بها فيما مضى تتألف من طرق رملية يجوبها راكبي الدراجات.
أما اليوم، فتنتشر فيها دراجات الأرجل «سكوتر» التي تعمل بالمحركات وكذا السيارات المؤجرة في شارعيها الكبيرين.
ويمكن الوصول إلى جزيرة فورمونتيرا عن طريق البحر، حيث لا يبلغ طول الجزيرة سوى 18 كيلومتراً فيما يبلغ عرضها كيلومترين فقط، ومن ثم فهي صغيرة للغاية لدرجة انه لا يمكن بناء مطار بها.
ولذا، فإنه ينبغي على من يريد زيارة هذه الجزيرة أن يستقل قارباً من جزيرة ابيزا المجاورة «التي تضم مطاراً» إلى ميناء لاسافينا بالجزيرة.
وتستغرق هذه الرحلة ساعة ونصف، حيث يمضي كل شيء على ما يرام في الأحوال الطبيعية. غير ان الأمواج العالية أحياناً تجعل السفينة تتأرجح وتتمايل باستمرار.
أما بالنسبة لعاشقي جزيرة فورمونتيرا، فإن ركوب الأمواج يعد جزءا من الأنشطة التي تتميز بها الجزيرة تماماً مثل التجول فيها باستخدام الدراجات التي تعد الوسيلة الوحيدة لاستشكاف الشبكة الواسعة من الطرق الجانبية غير الممهدة بها.
وتجذب شواطئ الجزيرة معظم الزائرين الذين يقضون عطلاتهم، حيث تمتاز تلك الشواطئ برمالها البيضاء والناعمة، ومياهها ذات اللون الأزرق المائل للأخضر نظراً لوقوعها في البحر الكاريبي. وأكثر الشواطئ شعبية في الوقت الحالي هو شاطئ اليتاس، وعلى الجانب الآخر من لسان الجزيرة شاطئ تانجا في ليفانت، حيث ترسو الكثير من اليخوت هناك، لاسيما في عطلات نهاية الأسبوع.
وتصل هذه اليخوت من جزيرة ابيزا، حيث يرغب ركابها بالانتقال على متن زورق إلى الشاطئ الذي يتناولون فيه غذاءهم. وعند العودة إلى اليخت، يقومون بتناول بعض المرطبات قبل عودتهم إلى جزيرة ابيزا.
تعليق