سبحان اللَّه ! مُسلِم .. ولا تُصلِّي ؟!!
باللَّهِ عليك ماذا أعددتَ لِسُؤال الملَكَيْن في القبر ؟! وبأيِّ وَجْهٍ ستُقابل ربَّكَ يوم القيامة ؟!
تقول أنَّك ما زلتَ شابًّا وستتداركُ ما فات عندما تكبر ؟!
سبحان اللَّه ! وهل أخذتَ عهدًا على اللَّه أن لا يقبضَ روحكَ قبل ذلك ؟! باللَّهِ عليك كيف يكون حالُكَ لو مُتَّ الآن ؟!
أما علمتَ أنَّ فريقًا من العلماء يُكَفِّرون تاركَ الصَّلاة ؟! بل ويُضِيفُون بأنَّه لا يُصلَّى عليه إذا مات , ولا يُدفَن في مقابر المسلمين !
تقول أنَّ هذا تعصُّب , وأنَّ الأمر ليس بهذه الخطورة ؟!
حسنًا ! سأسرد عليك بعض ما جاء في تارك الصَّلاة , واحكم أنت بنفسك
روى ابن حبّان في صحيحه عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه رضي اللّه عنهما ,
قال : قال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : إنَّ العهدَ الذي بيننَا وبينهُم :
الصَّلاة , فَمَن تَركَها فقد كَفَر !
فالحديثُ هنا واضح : مَنْ تركَ الصَّلاة (وليسَ مَن جحدَ بها) , فقد كفَر ! لهذا , ذهبَ بعضُ العلماء إلى أنَّ تارك الصَّلاة كافرٌ ,
حتّى ولو كان تَرْكُه لها تكاسُلاً مع إيمانه بوُجُوبها . ويَستدلُّون على هذا , إلى جانب هذا الحديث , بقول اللَّه تعالى بخصوص الكفَّار :
{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 11 } (9- التّوبة 11) .
فلا يكفي النُّطقُ بالشَّهادتين لكي يُصبح الفردُ مسلِمًا , وإنَّما يجبُ عليه أيضًا إقامة الصَّلاة .
وروى ابن حبّان في صحيحه عن عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنه ,
أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ذكَر الصَّلاةَ يومًا فقال : مَن حافظَ عليها كانتْ له نُورًا وبُرهانًا ونجاةً يوم القيامَة ,
ومَن لَم يُحافظْ عليها لَم يَكُن له بُرهانٌ ولا نُورٌ ولا نجاةٌ , وكان يومَ القيامة مع قارونَ وهامانَ وفرعونَ
هذا مصيرُ مَن لَم يُحافظ على الصَّلاة في أوقاتها , فَما بالُكَ بِمَصير مَن لَم يُصَلِّها أصلاً ؟!
ويقول تعالى : { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا 59 } (19- مريم 59) .
ويقول أيضًا : { إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ 39 فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ 40 عَنِ الْمُجْرِمِينَ 41 مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ 42
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ 43 وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ 44 وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ 45 وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ 46
حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ 47 فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ 48 } (74- المدّثّر 39-48) .
وروى الحاكم في مُستدركه عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه , قال :
كان آخر وصيَّة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حينَ حضَرهُ الموتُ : الصَّلاة الصَّلاة ,
مرَّتَيْن , وما ملَكَتْ أيْمانُكُم . وما زالَ يُغَرغِرُ بها في صَدره وما يَفيضُ بها لسانُه .
سُبحان اللَّه ! آخر وصيَّة للرَّسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لِأُمَّته : الصَّلاة الصَّلاة ,
وهو يُغَرغر بها , وأنتَ تَدَّعي أنَّك من أُمَّته .. ولا تُصلِّي ؟!
وروى الحاكم في مُستَدرَكه عن تميم الدّاري رضي اللّه عنه ,
أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : أوَّل ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامة : الصَّلاة .
فإن كان أكْمَلَها , كُتِبَتْ له كاملَة . وإن لَم يُكْمِلْها , قال اللَّهُ تباركَ وتعالى لِملائكتِه :
هل تَجِدُون لِعَبْدي تَطَوُّعًا تُكْمِلُوا به ما ضَيَّع مِن فَريضَته ؟ ثمّ الزَّكاة مثل ذلك , ثمّ سائر الأعمال على حسب ذلك .
(فباللّهِ عليكَ كيف سيكون حالُكَ أمام ربِّكَ يوم القيامة , وأنت تستكبرُ عن السُّجود له في الدُّنيا ؟!
تعليق