تويت
قوارب النجاة رست ، وخير الليالي أقبلت ، وأفضل المواسم الخير هلت
ليالٍ عشر معدودة .. فضائلها ممدودة .. أهلت برحماتٍ وخيراتٍ وبركاتٍ من الله موعودة ..
فمن منا سيفوز بعتق من النار ؟
وقبول عمل من رب كريم منان ؟
هي عشر أقسم الله بها في كتابه المبين ..
فإذا دخلت على الرسول الأمين شد مئزره وأيقظ أهله و أحيا ليله صلى الله عليه وسلم ..
فكان يجتهد فيها مالا يجتهد في غيرها ..
لقول أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم .. كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره ) رواه البخاري ومسلم .
اختصها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاعتكاف .. وهو لزوم المسجد لطاعة الله تعالى ..
وهو خلوة تنقي القلب من فضول الصحبة والكلام .. لتسمو الروح وتعلو مع لذة مناجاة الخالق جل وعلا .
وفي هذه الليالي العشر .. ليلة عظيمة مباركة أحبها الله سبحانه وتعالى من أفضل ليالي العام ..
ليلة القدر
حيث أُنزل فيها القرآن الكريم كما جاء خبرها في الآية رقم [ 3 ] من سورة الدخان :
[إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ]
وتتنزل الملائكة فيها والروح الأمين .. وتعمها الرحمة والبركة .. وتغفر الذنوب وتكثر السلامة من العقاب والعذاب .. بما يقوم به العبد من طاعة لله تعالى ..
وتُقدر في هذه الليلة الأرزاق والآجال وكل ما يكون في ذلك العام كما ورد في الآية رقم [ 4 ] من سورة الدخان :
[فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ]
ويستحب لنا تحري ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ..
لقوله نبينا صلى الله عليه وسلم :
( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) رواه البخاري .
واختلف العلماء في تعيين أي الليالي هي ..
فلنجتهد في طلبها ولنحيي ليلنا بالذكر والقيام وتلاوة القرآن لننال الغفران ..
فقد قال صلى الله عليه وسلم :
( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .
والعبادة فيها خير من عبادة 83 سنة وهي منة عظيمة من الله عز وجل ، فلنجاهد أنفسنا للفوز بها ..
رمضان قد قرب من الرحيل.. و أيامه ولياليه قد آذنت بانصرام .. فلنستدرك رحمنا الله في هذه العشر ما فاتنا من الطاعات .. ولنغنم لننعم بقيام ليلة القدر ..
اللهم أجعلنا من المقبولين الذين يهنون بالفوز ولا تجعلنا محرومين نعزى بالخسران ..
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا
تعليق