
يعد مطار الملك خالد من المعالم المعمارية الفردية المعاصرة في المملكة العربية السعودية والذي يعطي مثالاً جيداً لأسلوب المزج بين التراث المعماري الاسلامي والمفاهيم والتقنيات المعاصرة.
والمطار يقع على بعد 35كم شمال مدينة الرياض، وقام بتصميم مبانيه مجموعة استشارية (Hellmuth, Obata and Kassabaum) (H.O.K) من سانت لويس وسان فرانسيسكو بأميركا، وتتكون عناصره من صالتين لخدمة حركة السفر الدولية، وصالتين لخدمة الرحلات الداخلية، والمسجد، والصالة الملكية.
وكانت المشكلة الرئيسية بالنسبة للمصممين الأجانب هي اضفاء الطابع الاسلامي على المباني، حيث لم تكن لديهم رؤى واضحة للأشكال والزخارف الاسلامية وما تعنيه لدى المسلمين وللتغلب على هذه المشكلة قام الفريق بدراسة مختلف الأشكال المعمارية الاسلامية، وزاروا مساجد في القاهرة وقرطبة، وذلك لتكوين خلفية واستلهام بعض الملامح والزخارف.
وقد اختار الفريق شكل المثلث متساوي الاضلاع كوحدة تكرارية في تصميم صالات الركاب والصالة الملكية، وتمت تغطية هذه المباني بوحدات جاهزة قشرية مقوسة ومثلثة الشكل، تركب على ارتفاعات مختلفة لتعطي فروقاً فيما بينها، والتي أمكن الاستفادة منها في الاضاءة الطبيعية للصالات.
وقد تم استغلال موقع المسجد المركزي بين مباني المطار والذي يستوعب 5000 مصل وكذلك شكله المستوحى من قبة الصخرة بالقدس في اعطاء الطابع الاسلامي المنشود للمطار بالاضافة الى الدقة والعناية التامة في معالجة الوجهات والتصميم الداخلي لصالات الركاب والمسجد واختيار عناصر وزخارف اسلامية (استعملت في الأسقف والأرضيات، والنافورات والحوائط والمسطحات الزجاجية الملونة) قام بتنفيذها حرفيون مهرة من أوروبا والشرق الأوسط.
والنتيجة هي الحصول على عمل معماري يجمع بين استلهام أشكال ومفردات التراث المعماري الاسلامي (العمارة الخارجية) وصياغتها بأسلوب معاصر مستخدما تقنيات العصر وإمكاناته، وليكون نتيجة هذا المزيج «مركب» يصنف تحت مفهوم عمارة ما بعد الحديثة.

تعليق