
نصادف أحيانًا في حياتنا أناس يملكون علينا عواطفنا ، يتمتعون بشخصيات جذابة تؤثر فيمن يخالطون ، وكل
منا يتمنى أن يمتلك مثل هذه الشخصيات ، وبالطبع هناك مقومات أساسية لتلك الشخصيات كنت قد ذكرت
بعضًا منها في مقال سابق بعنوان
عام ، بينما هنا فيه بعض الخصوصية .. وسنركز الحديث عنها في هذا المقال بشكل صريح وبدون أي
تحفظات
أولوياتنا
تغييرها ، لكن أقصد الأناقة وحسن الهندام، والاهتمام بالنظافة الشخصية كالأظافر والعناية بالشكل، والحرص
على وضع عطر هادئ وجميل، لأن أغلب العطور الفواحة تسبب الصداع وتثير عند البعض الحساسية
وبالتالي تشعر من تجالسهم بالضيق، إضافة إلى أن العطور الفواحة - فض ً لا عما ذكر - لا تصلح للمجالس
والأماكن المغلقة .
لكن يتم ذلك من خلال الاهتمام بالتناسق بين ألوانها حتى وإن اتسمت بالبساطة
على العكس تمامًا من الضحك
تحرص على الالتصاق به، فقد يكون معك ما ينفره منك، وقلل من الحركة والالتفات فهي دليل الحمق ،
وانتبه لكل حركاتك لأنك قد تغفل وتقوم ببعض العادات السيئة ، وحاول أن تجعل كل تفكيرك في حديث من
يقابلك فقد يسألك عن نقطة ولا تستطيع الإجابة عليها فيأخذ ذلك على أن حديثه مم ً لا ولا يروق لك
الغريب في مجتمع عائلي أو متجانس ، وعليك أن تختار الأوقات المناسبة للزيارة ، وأن تكون قدر الإمكان
بدعوة ، وحتى ولو رأيت استحسانه لمجالستك لا تكثر من زيارته إلا إن دعاك حتى لا تبدو شخصًا مزعجًا
مم ً لا يندم على أنه تعرف إليك ، كما يجب عليك ألا تجلس إلا في المكان الذي يختاره لك
للرد على اتصال بهدوء وصوت منخفض وأن يكون الرد بشكل مقتضب، ولا تمد يدك لتستخدم هاتفه إلا
لضرورة وبعد استئذان
ضيافته لك ، وعليك ألا تتحدث أمامه عن أحد بما يكره ، ولا تظهر أخطائه أو هفواته أمام أحد فهذا سيعطي
انطباعًا عنك بأنك غير جدير بأن يدعوك أحد لمنزله
جائعًا ، ولا تأكل بسرعة ، ولا تتحدث وبفمك طعام ، وإن قدم لك القهوة أو الشاي احرص ألا تشرب إلا بعد
أن يشرب هو من كوبه فقد يكون فيه ما تكره فيقع في حرج شديد
صحف ومجلات وأوراق ، ولا تمد يدك لأي شيء مما تقع عليه عينيك فهذه صفات ذميمة
حضرته ، ولا تضع رج ً لا على رجل
من شأن مكان مرورك
والأظافر والأنف ، فهي أعمال منفرة تثير الاشمئزاز والاستقذار، وحاول ألا تظهر التثاؤب وأن لم تستطع
أبقِ فمك مغلقًا أو سده بيدك، فالتثاؤب صفة مذمومة شرعًا وعرفًا ، وفتح الفم فيها يعبر عن قلة الذوق
والأدب
، وانتق مفرداتك بشكل جيد ، ولا تتحدث فيما لا تفقه به أو ما لا يتوفر لديك معلومات كافية عنه ، ولا ترفع
صوتك ، ولكن تحدث بشكل هادئ وطبيعي ، ولا تقاطع محدثك بحديثك حتى وإن كان لديك توضيحًا أو
اعتراضًا ما لم يتوجه لك باستيضاح أو سؤال ، ولا تكثر من الاعتراضات حتى وإن كنت على حق، وإن
كنت لا بد فاع ً لا فحاول أن يكون ذلك بطريقة لطيفة ولبقة، وحاول أن يكون الحديث في نفس المجال الذي
حدثك به، ولا تبادر في فتح مجال جديد للحديث حتى تعرف توجهات من تجالس ، فقد تتحدث بما لا يناسبه
أو يمسه، وإن كان لا بد من أن تبدأ أنت الحديث حاول انتقاء الموضوع الشيق ، ولا تحرص على التحدث
فيما لا يصدق حتى وإن كان ذلك حقيقيًا وحدث بالفعل ، ولا تحرص على الإسهاب بحديثك، وأعط من
يجالسك الفرصة في أن يشاركك ، وابتعد عن الغيبة والنميمة وكثرة الانتقادات
فيك ، وعليك أن تتحدث بكلمات مفهومة ، وأن تركز أفكارك حتى تبدو أكثر ثقة بنفسك ، وألا تكثر من
الحديث عن عملك وحياتك الخاصة فتبدو ثرثارًا ليست لديك أي خصوصية، وابحث عن مجالات الحديث
العامة المشتركة
تسأل أيضًا في أموره الخاصة ، وإن حاول هو الحديث عنها حاول أنت أن تبتعد في حديثك عن الخوض فيها
حتى وإن كانت هناك مناسبة للمشاركة
الآخرين ولا نتعدى عليها ، فمن السهل علينا أن نكسب حب الناس ولكن المحافظة على هذا الرصيد هو
الصعب
تبتعد عن المزاح الثقيل والكلام الجارح ، والأدب والتهذيب مطلوبان مع جميع الناس حتى الأقارب منك مهما
بلغت درجة العلاقة والقرب ، فمن يزرع الحب لا يجني إلا الحب ، ولتعلم أن الناس كالمرآة لا يعكسون إلا
ما يقع أمامهم
حاول أن تتخلص منها بالتدريج ، والأمر قد يبدو صعبًا لكنه ليس مستحي ً لا ، ودرب نفسك على ضبط
أعصابك والابتعاد عن الغضب ، فالحلم مصدر سعادة لك لأنه يقربك من الناس في الدنيا ومن الله في الآخرة
مع الآخرين بصراحة ووضوح متلمسًا اللطف واللين فيها ومبتعدًا عن الوقاحة وقلة الذوق، وعليك بالحياء
والتواضع فإنهما من سمات الأنبياء، وحاول أن تبتعد عن نقل الأخبار السيئة حتى لا يربط الناس بينك وبينها
، وتذكر أنه ليس كل ما يعلم يقال
واحرص على استغلال المناسبات السعيدة في التهنئة ، ولا تنس المواساة في الأحداث المؤلمة ، ففي هاتين
الحالتين ترسخ الأفعال والمواقف في الأذهان
مناسبًا فغض النظر عن طلبها فإن تفقدها خير لك من أن تفقد معها علاقتك بأحد
يتحدثون معك ، وإذا توقفت عند بائع الصحف وشدك عنوان في أحدها فلا تلتقطها لتقرأ ، بل خذها وأدفع
ثمنها ثم أقرأها بعيدًا ، وإذا جلست إلى جوار أحد يقرأ كتابًا أو مجلة أو صحيفة فلا تسترق النظر إليها لتقرأ
فهذا السلوكيات غير مقبولة في كل المجتمعات
ولا تتحدث معه في أمور يطول شرحها فقد يكون مشغو ً لا ويخجل أن يعتذر منك وحاول أن تجعل أمر إنهاء
المحادثة في يده دائمًا
* * * * * * * * *
يكتفي من الفضل ، وأعلم أيضًا أن أغلب ما أتيت على ذكره سابقًا هو من الصعوبة بمكان ، لكن لا توجد
سعادة بلا تعب ، ولا يوجد نجاح بلا جهد، فجني حب الناس محفوف بالمصاعب ، ولنضع في اعتبارنا أنه
ليس شرطًا أن نطبق جميع الصفات الجليلة ، لكن لنأخذ منها ما نستطيع، وكلما رغبنا في الاستزادة وزيادة
الرصيد ضاعفنا العمل ، ولنجعل التطبيق على مراحل ، إن محبة الناس لكم نعمة وسعادتكم بها لا تضاهيها
سعادة .




تعليق