أثارت مجموعة من القوارض يبلغ عددها 75 فأرا من نوع "هامستر" الهلع والذعر في رحلة الخطوط السعودية المتوجهة من الرياض إلى تبوك وجدة، كان يحملها أحد الركاب في حقيبة خاصة بيده داخل الطائرة.
وبدأ مسلسل الذعر كما أكدت مصادر في الطائرة، عندما رأت إحدى السيدات فأرا على ظهر طفلها بعد إقلاع الرحلة من مطار الملك خالد الدولي في الرياض، فقام الملاح بإبلاغ قائد الطائرة الذي أمر بالتحقق من الموضوع، ثم أبلغ راكب آخر عن مشاهدته فأرا آخر بعد عشر دقائق من الحادثة الأولى، واتضح لطاقم الطائرة وجود أكثر من أربعة فئران تهيم على وجهها بين ركاب الطائرة.
وأثناء النزول التدريجي للطائرة في مطار تبوك تم إبلاغ قائد الطائرة عن وجود راكب يدعى "م. الزهراني" يحمل حقيبة قماش (خيشة) صغيرة وبداخلها مجموعة من الفئران، ليبلغ كابتن الطائرة الجهات الأمنية في مطار تبوك لتولي التحقيقات، ومن ثم تدخلت لقتل الفئران الأربعة الهاربة بين مقاعد الطائرة بعد خروج الركاب منها.
من جهته أكد عبد القادر الجراح مدير الخطوط السعودية في تبوك والوجه وطريف أن الخطوط السعودية لا تتحمل المسؤولية، فمهمة "السعودية" من وجهة نظره هي النقل فقط، وهناك مقاسات معينة للحقائب الكبيرة يتم تحويلها للشحن، أما الصغيرة فبمقدور الراكب حملها باليد إن أراد ذلك، مشيرا إلى أنه ليس من حق "السعودية" معرفة ما بداخل الحقائب.
طائرة الرحلة 1563 وصلت إلى تبوك الساعة التاسعة و40 دقيقة، وكان من المقرر لها أن تغادر الساعة العاشرة و25 دقيقة إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة. وأكد الجراح أن "السعودية" تعاملت مع الوضع بشكل سريع، حيث تم نقل الركاب المسافرين على الرحلات المغادرة من مطار تبوك، وتم ترفيعهم إلى درجة رجال الأعمال، خصوصا أن بعضهم مرتبط برحلات دولية، إذ تم طلب طائرة من جدة وصلت لنقل الركاب الباقين، وبالنسبة للطائرة التي حملت الفئران فستخضع للتعقيم لمدة لا تقل عن ستة ساعات، للتأكد من سلامته قبل فرق الصيانة، مشيرا إلى أن "السعودية" تكبدت خسائر كبيرة من حيث سكن وإعاشة الركاب وتوفير طائرة بطاقم جديد من جدة خالية من الركاب.
من جهة أخرى أكدت مصادر خاصة في مطار تبوك أن الراكب الذي يعمل برتبة وكيل رقيب في الدفاع المدني، قدم بالفئران لبيعها في محل والده المتخصص في بيع الطيور، مشيرة إلى أن الفئران التي كان يحملها هي فئران من نوع "هامستر" مخصصة للبحوث العلمية، ويتم بيعها للمختبرات الطبية في المراكز الطبية والمستشفيات.
الراكب أكد أنه لا يعرف الأنظمة والقوانين التي تمنع حمل القوارض على متن الطائرات، مشيرا إلى أن الحقيبة مرت عبر التفتيش، وبتفتيش الراكب أثناء التحقيق معه، وجدت معه السلطات الأمنية فاتورة بـ 1500 ريال مقابل شراء الفئران، صادرة من محل متخصص في بيع الحيوانات والطيور في الرياض.
من جهتها حملت جهات مختصة في تبوك مسؤولية هذا الخلل على نقاط التفتيش الأمنية في مطار الملك خالد الدولي في الرياض، التي لا يُعرف حتى الآن كيف استطاعت هذه الكمية من الفئران تجاوزها إلى الطائرة!
تعليق