


يطلق على هذه التقنية اسم (نظام تعريف الحقائب بترددات الراديو) Radio Frequency Identification for Baggage المعروف باسمه المختصر RFID; ويتألف من رقاقة سيليكونية مدسوسة ضمن ملصقة ورقية أو بلاستيكية يمكن تعليقها بالحقيبة· ولا تتوقف الملصقة بعد ذلك عن بثّ موجات لاسلكية تهدف إلى تعريف جهاز استقبال الإشارات بالرقم المتسلسل لصاحبها الذي يقابله اسمه وجنسيته ومطار المغادرة والوصول· ويمكن قراءةهذا الرقم عن بعد كبير بطريقة مشابهة لتلك التي يستخدم بموجبها (هاتف النداء) أو (البيجير)· وتتألف المنصة القارئة من هوائي يتصل بجهاز لالتقاط الإشارات يشبه جهازالراديو الصغير· وبهذه الطريقة يتم التعرف إلى مكان وجود الحقيبة بطريقة لاسلكيةومن دون الحاجة لرؤية الملصقة المثبتة عليها· ويمكن لجهاز الاستقبال قراءة مجموعةملصقات في وقت واحد كما يمكن ''التحادث'' مع ملصقة واحدة·
وتشير إحصائيات أجريتفي العديد من المطارات النموذجية العالمية أن شركات التأمين والخطوط الجويةوالمؤسسات المعنية بتشغيل المطارات، تتكبد خسائر كبيرة بسبب ضياع الأمتعة والحقائب؛كما تضطر الكثير من هذه المؤسسات إلى إنشاء أقسام خاصة بالمفقودات تشغّل مئات الموظفين وتتطلب استخدام الكثير من أجهزة الاتصالات التقليدية· ولهذا، فإن (إياتا) تحرص على التأكيد بأن النظام الجديد سوف يساهم في تخفيض تكاليف النقل الجوي من خلال التخلي عن خدمات معظم موظفي أقسام المفقودات·
واختارت (إياتا) لهذه الخدمةالرقمية اللاسلكية مجالاً خاصاً للتردد يمنع كافة الجهات العسكرية والمدنية البثّعليه ويقع في المدى بين 850 و950 ميجاهرتز ويعرف باسم UHF; ويمكن للدول المشتركةفيه اختيار أي تردد لاسلكي يقع ضمن هذا المدى والحصول على موافقة (إياتا) عليه قبلالبدء باستخدامه· ومن أمثلة ذلك أن بريطانيا تقدمت إلى (إياتا) بطلب منحها رخصةاستخدام الحزمة الموجبة ذات التواتر 852 ميجاهرتز لتشغيلها في مطاراتها· وإذا وافقت (إياتا) على الطلب فلا يجوز لأي جهة أخرى استخدام هذا التردد·
وأما من حيث حجمذاكرة الرقاقة السيليكونية المدسوسة داخل الملصقة فيبلغ 96 رقماً عشرياً أو مايساوي 12 رقماً، وهو كافٍ لتحديد الرقم التسلسلي للراكب الذي يمكن الرجوع إليه عنطريق منصّة الكشك الرقمي من أجل قراءة كافة التفاصيل المتعلقة بوجهة سفره ومطاريالمغادرة والوصول· ويعمل الخبراء الآن على ابتكار ملصقات يبلغ حجم ذاكرة كل منها 256 رقماً عشرياً من أجل زيادة مساحة المعلومات المخزونة فيها·
وتندرج هذهالتقنية الجديدة ضمن برامج وخطط متكاملة تعمل (إياتا) على تطويرها ونشر استخدامهافي إطار الميكنة الرقمية الكاملة لخدمات السفر بما فيها التذاكر الإلكترونيةومنصّات الأكشاك الإلكترونية الخاصة بالخدمات الجوية· ويحكم هذه الخدمة بروتوكولاً خاصاً بالمعاملات الجوية يعرف باسم (ISO-00081-6-C) ويتألف من مجموعة معايير تحددالطريقة التي تتكلم بها القارئة اللاسلكية مع الملصقة المثبتة في الحقيبة، وأيضاً بالطريقة التي تردّ الملصقة بموجبها على الأسئلة المطروحة عليها·
ويشير تقرير (إياتا) إلى أن تطبيق هذا النظام لا يتطلب إخضاع حقائب السفر بالطائرات لمقاساتمعينة أو تفاصيل هندسية محددة · كما أن ذلك لا يستوجب تغيير تقنيات نقل الحقائب منصالات التحقق إلى مستودع تخزينها على متن الطائرة·
ويحرص خبراء (إياتا) علىالتأكيد أن النظام الجديد مصمم بحيث يضمن احترام الخصوصية المطلقة لكافة مستخدميه؛فهو لا يتعرض لأي معلومات شخصية أو مالية لصاحب الحقيبة، ولا يختلف الأمر فيمايتعلق بالخصوصية عما يكتب في تذكرة السفر الورقية التقليدية· ثم إن النظام مصممبحيث لا يمكن لغير الجهة ذات العلاقة بشحن الحقائب الدخول إليه أو الوصول إلىالبيانات التي تحملها الملصقات·
وعلى الرغم من البساطة الكبيرة التي يبدو عليهاالنظام إلا أنه ينطوي على فوائد هائلة؛ فلا ضياع لحقائب السفر بعد الآن لأن في وسعموظف منفرد أن يتصل بأي حقيبة مفقودة بطريقة لاسلكية ليعرف مكانها في ثوانٍ؛ كماأنه يوفر الوقت الكثير والتكاليف الباهظة على شركات الخطوط الجوية وكافة الجهات ذات العلاقة بالسفر بالطائرات·
تعليق