
البحيرات الضحلة تضفي على المحمية رونقا خاصا
تندرج منطقة "كوتو دي دونيانا" في إقليم الأندلس الإسباني ضمن قائمة المحميات الطبيعية باعتبارها من أهم المناطق ذات الرطوبة العالية في العالم.
وتشتهر المنطقة بالتنوع البيئي الشديد حيث تزخر بكثبان رملية ممتدة على طول الشاطئ الأطلسي، ومروج وغابات صنوبر وأشجار بلوط.
وتتميز أيضا بالمستنقعات التي لا تجف أبدا بسبب هطول الأمطار بصورة منتظمة والتي تتخللها الأهوار والبحيرات الضحلة.

تنوع حيوي و بيئي في المحمية
ويرجع الفضل في هذا التنوع البيئي الشديد الذي تتسم به منطقة دونيانا إلى نهر "جوادال كيفير" (الوادي الكبير) الذي جعل هذه المنطقة بحق أشبه بلوحة "فسيفساء" تعج بجميع أشكال وألوان الحياة النباتية والحيوانية.
وتجتذب منطقة دونيانا العديد من أنواع الطيور المهاجرة التي تحط الرحال في هذه المنطقة لتأخذ قسطا من الراحة أثناء رحلة هجرتها الطويلة من أفريقيا إلى أوروبا في فصلي الربيع والخريف.

أنواع متعددة من الطيور المهاجرة تحط رحالها في المحمية
ويقدر عدد الطيور التي تفد إلى هذه المنطقة بحوالي ست ملايين من الطيور المهاجرة حيث تنظم إدارة المحمية رحلات عبر هذه الأراضي الوعرة للوصول إلى هذه البحيرة ومشاهدة هذه الطيور النادرة.
وبخلاف هذه الرحلات تسمح إدارة المحمية للسائحين بالخروج في رحلات خاصة لاستكشاف المناطق القريبة من مراكز خدمة السياح فقط ولا تسمح لهم بالخروج بمفردهم في رحلات إلى هذه المناطق البعيدة التي تتسم بالوعورة الشديدة.

زوار المحمية يستمتعون بمشاهدة خيول برية نادرة
ومع ذلك يبدي فيليب فوينتيلزاس من مكتب الصندوق العالمي لحماية البيئة بإسبانيا انزعاجه الشديد من استمرار أعمال الحفر المحظورة التي تجرى على رافد نهر "روسينا" الذي يعد بمثابة شريان الحياة في منطقة دونيانا.
ونظرا لأن المياه كانت تجري في هذا الرافد حتى أواخر الصيف، أطلق عليه سكان هذه المنطقة لقب "أم المستنقعات".

كثبان رملية شاسعة تطل على المحيط الأطلسي
وبجنوب نهر "روسينا" تقع مدينة "إلروسيو" التي تشبه إلى حد كبير "الغرب الأميركي المتوحش" ، حيث الحياة المقفرة والطرق غير المعبدة والكثبان الرملية الممتدة على مدى البصر والتي تحيط بها المنازل ذات اللون الأبيض والتي تحتوي على عوارض خشبية لربط الخيول بها.
وتعد هذه المدينة التي لا يزيد عدد سكانها على ألف نسمة أنسب موقع لتصوير أفلام "الغرب المتوحش".
ويختلف الأمر تماما بحلول عيد العنصرة، حيث يفد أكثر من مليون حاج من جميع أنحاء العالم إلى كنيسة الحج التي تشتهر بها مدينة إلروسيو.

السنور الأيبيري مهدد بالانقراض
وتتميز منطقة دونيانا أيضا ببيئة حيوانية فريدة من نوعها، فعلى سبيل المثال يعيش في مدينة "إل أسيبوتشه" حيوان السنور الأيبيري النادر الذي يسعى الناشطون في مجال حماية الحياة البرية حاليا لإدراجه ضمن تصنيف الحيوانات المهددة بالانقراض.
وبدورها أصبحت غابات المنطقة تواجه تهديدا بالضياع على يد مزارعي الفراولة، حيث يقومون بقطع جائر لمساحات كبيرة من الغابات الطبيعية لينصبوا فيها البيوت الزراعية المحمية لزراعة الفراولة.
ويتسبب ذلك في اجتثاث مناطق كبيرة من المجال الحيوي البيئي لكثير من الحيوانات التي تعيش في هذه المنطقة مثل السنور وكلب الماء، وبالتالي لا تتمكن هذه الحيوانات من التكاثر، ومن ثم تكون مهددة بالانقراض على المدى البعيد.
تعليق