نتائج التحقيق في سقوط طائرة الإسعاف الجوي.. تحمل القائد مسؤولية الحادثة
استبعد أن يكون التحطم على علاقة بالأحوال الجوية والأسباب الفنية
استبعد أن يكون التحطم على علاقة بالأحوال الجوية والأسباب الفنية

الرياض: تركي الصهيل
حمَل التقرير النهائي للتحقيق في تحطم طائرة إسعافية تابعة لجمعية الهلال الأحمر السعودي، أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، قائد الطائرة مسؤولية التحطم.
وسلَم نائب رئيس السلامة والتراخيص الاقتصادية بهيئة الطيران المدني، تقرير الهيئة النهائي حول تحطم طائرة الإسعاف الجوي أمس، للأمير فيصل بن عبد الله رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي.
وأعاد محمد رشاد برنجي، في تصريحات للصحافيين عقب تسليم تقرير الهيئة النهائي حول الحادثة، تحطم طائرة الإسعاف الجوية، لتصرف الطيار نفسه، والذي قال إنه لم يلتزم بمقعد الطائرة، ولم يلتزم بجوهر عنصر السلامة، وحلق على ارتفاع 19 مترا، وهو ارتفاع منخفض جدا، مقارنة بالسرعة التي كان يطير بها قائد الطائرة.
وقال نائب رئيس السلامة والتراخيص الاقتصادية بهيئة الطيران المدني، يبدو أن قائد الطائرة، كان يحاول أن يحقق شيئا شخصيا في نفسه، وهذا هو الخطأ، لافتا إلى الأنظمة والقوانين التي تسيِر هذا النوع من العمليات، واضحة وجلية، وقد أعطيت له ولغيره، وكان محرما عليه أن يكون في هذا الارتفاع المنخفض، لأن هناك توجيها يحرم القيام بذلك، وخصوصا أنه لم تكن تساعده أية أجهزة إنذار.
واستبعد محمد برنجي، أن تكون أية أسباب فنية أو جوية أو أسباب تتعلق بأنظمة الطيران التي تحكم عملية التشغيل، على علاقة بحادثة تحطم الطائرة العمودية، وقال صيانة الطائرة، كانت جيدة، والوقود المشغل لها، كان نظيفا، وليس لهما علاقة بسقوط الطائرة، إضافة إلى أن خط سير الرحلة كان سليما، والمراقبة الجوية كانت تؤدي دورها بالشكل المطلوب.
وعن التوصيات التي خلص لها تقرير الطيران المدني حول الحادثة، أكد برنجي، أن توصيات الهيئة كانت عامة، باعتبار أن المعطيات التي توصلت إليها في التحقيق لا علاقة لها بمستويات السلامة، لأنها ليست السبب في الحادثة، غير أنه أوضح أن التقرير أعطى للقائمين على تشغيل هذه الخدمة، بعض النقاط التي قد تزيد من مستويات السلامة في المستقبل.
وكانت واحدة من طائرتين تمتلكهما جمعية الهلال الأحمر السعودي، قد تحطمت في 22 يناير العام الحالي، خلال عودتها من مقر تمركزها اليومي في منطقة المدينة المنورة، بعد ارتطامها بخطوط الضغط العالي المخصصة لنقل الطاقة الكهربائية، وهي الحادثة التي نتج عنها، وفاة قائد الطائرة (نجاة دستوج) بوسني الجنسية، والفريق الطبي المرافق له، والمكون من طبيبين يحملان الجنسية السورية.
وجاء تحطم الطائرة بعد نحو شهرين من تدشينها في الخدمة، هي وطائرة أخرى، كانت مجموعة عبد اللطيف جميل قد تبرعت بتكاليف تمويلهما لصالح جمعية الهلال الأحمر السعودية، في إطار برنامج لثلاث سنوات مقبلة، تتكفل بها المجموعة، على أن تكون هناك في المستقبل وسائل أخرى لإيجاد موارد مالية لتغطية تكلفة التدريب والتشغيل، ضمن برنامج بدأ منذ عام 2003 في التعاون مع الجمعية.
وبدأت جمعية الهلال الأحمر السعودي، في تاريخ 12 ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، بمرحلة التشغيل التجريبي لطائرتين، ضمن مشروع الإسعاف الطائر، حيث تم استخدامهما في موسم حج العام الماضي.
وكان الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي، أكد على استمرارية مشروع الإسعاف الطائر، مشيراً إلى استئناف الطائرة الثانية نشاطها خلال الفترة القادمة بعد أن أوقف عملها ريثما يتم الانتهاء من التحقيق في ملابسات حادث سقوط الطائرة الأولى. وأوضح الأمير فيصل بن عبد الله عبد العزيز أن مشروع الإسعاف الطائر سيتم «المضي به قدماً طالما أن الحاجة تدعو إليه»، مؤكداً في الوقت ذاته على توجه الجمعية إلى إسناد المشروع مستقبلاً لشركة متخصصة لعمل دراسة متكاملة لدعمه بالكوادر والإمكانات التي ستسمح بتوسيع مشروع الإسعاف الطائر لتغطية جميع مناطق السعودية. وكشف عن بحث الجمعية التعاون مع إدارات المطارات لتوفير مهابط لطائرة الهيلوكبتر التابعة للجمعية في المطارات، لتسهيل مهام إقلاعها ومباشرتها للحالات الإسعافية، مبيناً أن المشروع سيعاود العمل به بعد أن توقف إثر حادث سقوط الطائرة، على أن يقتصر في الوقت الراهن على مناطق المشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ريثما يتم دعم المشروع والانتهاء من الدراسة التي سيجري إعدادها له.
تعليق