مفاجأة تحديث أسطول 'الكويتية'.. الالتزام بالأوفست من عدمه !

13/05/2007 كتب منير يونس:
أكدت مصادر مطلعة ل 'القبس' ان اعلان الجهة الفائزة بتحديث اسطول 'الكويتية' بات قاب قوسين او ادنى وسط منافسة حامية بين بوينغ وايرباص.
وكانت المؤسسة كشفت قبل مدة قصيرة انها ستستثمر نحو ستة مليارات دولار لتحديث اسطولها المتقادم من الطائرات.
وقالت ان الخطة تقضي بشراء ما يصل الى 30 طائرة بحلول عام ،2015 وزيادة الاسطول لاحقا الى 55 طائرة، واكدت انها تجري محادثات مع ايرباص وبوينغ هذا الشهر بشأن عملية التحديث المزمعة، ولكن لم تبت بعد بشأن الطلبية.
وكانت المؤسسة قالت في فبراير الماضي ان الخطوط الكويتية تدرس شراء طائرات بوينغ 777 وبوينغ 767 وطائرات ايه -035 وايه 340 التي تنتجها ايرباص.
وعلمت 'القبس' انه قد يكون بين الشروط الكويتية الالتزام ببرنامج الاوفست القاضي بإعادة توظيف جزء من مبلغ الصفقة في الكويت كالتزام من بوينغ او ايرباص.
واكدت مصادر متابعة ان هذا الشرط قد يلقى قبولا لدى ايرباص مقابل امكان عدم توفره لدى بوينغ.
واضافت المصادر: ان فوز ايرباص وحدها سيعني ان بوينغ رفضت الشرط.
وتقول مصادر المصنعين ان الالتزام ببرنامج الاوفست في صفقات الطيران المدني مسألة غير مألوفة كثيرا لأن البرنامج المذكور يعني التسليح بالدرجة الاولى، وقد تكون الكويت احد البلدان القليلة جدا حول العالم التي تربط الاوفست بشراء اسطول طيران مدني.
على اي حال، اننا امام مفترق طرق فيما يخص مستقبل مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، ومستقبل ما يقرب من 2500 مواطن كويتي يعملون فيها، فبعد ان حزمت الدولة امرها لدعم المؤسسة لشراء طائرات حديثة والدفع بها مجددا الى سابق عهدها فيما يحبس العاملون في الموسسة انفاسهم كلما عرضت الحسابات الختامية امام مجلس الامة لاقرارها، وكأن الحكومة ترى مستقبلا واعدا للمؤسسة، بينما يشكك بعض النواب الكرام بهذه الرؤية.
ان مربط الفرس هو ان عملاء الكويتية اقدر على الحكم على مصداقية هذه المؤسسة، على الرغم من كل ما تتعرض له من تشكيك بقدرتها على النجاح ان عملاء الكويتية يعتبرونها مضرب المثل في الخدمة المميزة منذ انشائها، وعلى الرغم من كثرة الشكوى من بعض الخدمات التكميلية التي يبديها بعض العملاء احيانا، لكن الراكب يطمئن الى عنصر السلامة والامن اولا ويطالب بالخدمات الاضافية ثانيا.
وقد سعت الكويتية منذ انشائها الى ان تكون سباقة في توفير كافة عناصر ومكونات الراحة والترفيه على متن طائراتها منذ الثمانينات، وكانت طائرات المؤسسة هي المعيار المتقدم لصناعة الطيران التجاري في جميع بلدان الشرق الاوسط، والكثير من الدول الغربية.
وكانت الكويتية ثاني شركة في العالم تجهز مقاعدها بشاشات مستقلة لراحة المسافر، اما الآن فقد تكاثرت الشكوى من اجهزتها السمعية والبصرية لتقادمها على متن الطائرة. أليس من المنطقي الاستنتاج ان هذه الادارة ما كانت لتبقي الحال على ما هي عليه ان لم تكن مغلولة اليد بشكل او بآخر؟ ان خطة نظام الترفيه مثلا التي تقدمت بها المؤسسة منذ سنوات الى لجنة المناقصات المركزية ما زالت حتى الآن رهن الاجراءات الروتينية، وقس على ذلك خطة تحديث المقاعد على متن الطائرة التي ما زالت لجنة المناقصات تدرسها منذ اربع سنوات.
وتعتبر تلك سنوات طويلة جدا في بيئة عمل صناعة الطيران التجاري، حيث انه في خلال السنوات الاربع الماضية وفي الوقت التي كانت تسعى فيه الكويتية الى الحصول على الموافقات اللازمة لتحديث المقاعد ونظام الترفيه، استطاعت شركات اقليمية شراء اساطيل كاملة من الطائرات.
على الكويتية الا تتنصل من مسؤولياتها امام عملائها في هذا الشأن، بل تسعى بكل جهد، على الرغم من ضيق مساحة المبادرات في ظل ندرة بدائل الخيارات المالية امامها، وعليها ان تسعى الى الاستخدام الأمثل لمواردها واجهزتها لضمان الحد المقبول من هذه الخدمات لخدمة الراكب وراحته، وهي لذلك يجب ان تعتمد على العمل الحثيث والجهد المتميز والمبادرات التي يبديها العاملون الكويتيون، والذين يعتبرون ان سمعة الكويت هي سمعتهم.
أليس من المنطقي ان يصل اعتزازنا بمؤسستنا الوطنية، التي لا طالما رفعت علم البلاد حول العالم طوال 50 عاما، إلى درجة ان نعطيها فرصة لتمكينها من النجاح؟ هذا النجاح الذي تستحقه بعد ان ثبتت قدراتها الفنية والادارية وبسواعد وطنية.
ان اهم ما تطالب به المؤسسة بعد ان استبشرت خيرا بقرار الحكومة الرشيدة دعمها لتوفير اركان النجاح والتقدم من خلال مرونة المعاملة من اجهزة الدولة، وحرص اعضاء مجلس الامة على التعامل معها وبنية حسنة تراعي مصلحة المواطنين الكويتيين من ابناء وعملاء المؤسسة اولا، ومصلحة هذا الصرح الوطني ثانيا.


المصدر