تويت
«الطائرات الصينية الصنع» تدخل حلبة الطيران
هل يشهد العالم بروز منافس جديد لكل من بوينغ وإيرباص؟
كانت دورة معرض «تزوهاي» للطيران في الصين قبل أسابيع فائتة دورة غير عادية من الطراز الأول. حيث يبدو أن الصين ستدخل بقوة على خط المنافسة في قطاع صناعة الطيران العالمية، بوجه بوينغ الأميركية وايرباص الأوروبية، وذلك بعدما أعلنت شركة «الصين للطائرات التجارية المحدودة» (كوماك) تلقيها طلبات لصنع مائة طائرة من نموذجها الجديد «C919» الحديثة، وهو ما اعتبر خطوة مهمة، خصوصا عندما تكون نصف تلك الطلبات من قبل شركة عالمية لتأجير الطائرات أميركية الهوية. فكيف سيكون مصطلح «صنع في الصين» متداولا في قطاع انتاج الطائرات بعد اليوم؟ وهل يمكن للصين المنافسة بقوة في هذا المجال بعد نجاحها في المنافسة في الصناعات الأخرى؟
تشتهر الصناعات الجوية الصينية منذ مدة طويلة بأنها تعتمد على صنع بعض المكونات الرئيسية والثانوية للطائرات، وكذلك نسخ النماذج الروسية من طائرات الميغ والسوخوي وغيرها، لكن ذلك على وشك أن يصبح ضربا من الماضي، وذلك لما شهده العالم من نقلة نوعية جادة نحو التحول الى مصدر رئيسي لانتاج الطائرات المتنوعة بالنسبة للصين، والمنافسة في السوق العالمي اعتمادا على نماذج محلية الصنع ذات جودة محسنة ومتقنة من الطائرات، وهذا ما تلخص بنموذج لطائرة ركاب ذات الحجم المتوسط والبدن الضيق والممر الواحد « 919C» ونموذج «JF-17» لطائرة القتال المتقدمة، والتي تقارن بالنماذج الأحدث من طائرات «F-16» الأميركية.
الصفقة الذهبية
توصلت شركة «كوماك» الصينية الى اتفاقيات لصنع مائة من طائرات طراز «919 C» التي طورتها الشركة بنفسها لتباع لـ«اير تشاينا» وخمس شركات خطوط جوية محلية وخارجية أخرى. وأبرمت الاتفاقيات بين كوماك وشركات بينها «اير تشاينا» و«تشاينا ساوثرن» و«تشاينا ايسترن» و«هاينان ايرلاينز» على هامش معرض الصين للطيران 2010 الماضي. ورغم عدم الكشف عن قيمة الصفقات، فان هذه الطلبات ترسي أساسا صلبا لمزيد من تطوير طائرة «919C» بحسب الشركة المصنعة. وستكون الطائرة الجديدة جاهزة للتسليم في عام 2016، بعد أن تحصل على شهادة صلاحيتها للطيران. جدير بالاشارة أن «كوماك» مسجلة برأسمال 2.7 مليار دولار، وتعتبر لجنة ادارة ومراقبة الأصول المملوكة للدولة الصينية المساهم الأكبر والوحيد فيها. يذكر ان طائرة سي - 919 ذات الـ166 مقعدا تعتبر منافسة مباشرة لطائرتي بوينغ 737 وايرباص 320. وبحسب تقديرات بوينغ، تبلغ قيمة هذا القطاع من السوق (قطاع طائرات النقل ذات المدى القصير الى المتوسط) اكثر من 1.7 تريليون دولار على مدى السنوات العشرين المقبلة. وتتوقع كوماك ان تباشر في انتاج الطائرة الجديدة العام المقبل، حيث ستحلق للمرة الاولى عام 2014، ويبدأ تسليمها للمتعاقدين في عام 2016.
قلق الكبار
من المعروف أن بوينغ وايرباص تهيمنان على سوق طائرات الركاب من فئة المائة راكب فما فوق، لكن مع دخول لاعبين جدد كشركة «بومبارديير» الكندية و«سوخوي» الروسية و«ميتسوبيشي» اليابانية وقبلها «امبراير» البرازيلية المنافسة في انتاج طائرات الركاب من فئة المائة راكب فما فوق وانضمام الصين اليها حاليا، فان العملاقين بوينغ وايرباص ينبغي عليهما القلق رغم العلم بالمساندة غير المباشرة كتقديم المشورة للدول المذكورة حتى تتمكن من انتاج تلك الطائرات المنافسة لهما، خصوصا اذا ما علمنا أن هناك توقعات تشير الى أن هناك حاجة لما بين 17 الى 21 ألفا من طائرات الركاب لفئة المائة راكب فما فوق للعشرين عاما القادمة. وتملك كل من بوينغ وايرباص حاليا طلبيات تتجاوز الألفي طائرة من هذه الفئة بالذات.
سوق واعد
يشير نائب رئيس شركة بوينغ للتسويق، راندي تنسيث، إلى أن حركة الطيران والإنتاج في الصين للعشرين عاماً المقبلة تعد مشجعة وواعدة بجميع المؤشرات، حيث سيكون هناك طلب على أكثر من 4300 طائرة تبلغ قيمتها الإجمالية 480 مليار دولار، وهذا من شأنه أن يحول الصين إلى أكبر سوق لطائرات الركاب في آسيا وحدها، والثانية بعد الولايات المتحدة عالمياً، خصوصاً أن حجم كثافة السكان في الصين قد تتضاعف في 2025 لتجعل طاقة 200 مدينة في الصين تتجاوز المليون نسمة، حيث هناك 125 مدينة تجاوزت المليون نسمة في الصين في وقتنا الحالي، وهذا ما ضاعف من حركة المسافرين جواً هناك ثلاثة أضعاف، لتبلغ 225 مليون مسافر جواً في الصين وحدها، الأمر الذي قد يصل إلى مليار مسافر في عام 2029 في الصين في ذلك الوقت. ويبلغ الأسطول الجوي الحالي 1500 طائرة، ومن المتوقع أن يتضاعف مرتين عما هو عليه الآن للعقدين المقبلين، في حين هناك إمكانية لافتتاح 100 شركة طيران صينية جديدة، خلال تلك المرحلة. بمجمل عام الصين قد تهيمن على سوق الطائرات للنصف الشرقي من الكرة الأرضية، آخذة لها موقعاً منافساً مع بوينغ وإيرباص مستقبلاً.
مقاتلة الفقراء
كان الحدث الثاني الأبرز في المعرض طائرة «JF-17» المقاتلة، وهي نموذج متطور من طائرات القتال تصنف من الجيل الرابع، وتوازي في الأداء طائرة «F-16» الأميركية، وهي إنتاج مشترك ما بين الصين وباكستان، وللحقيقة أن هذه الطائرة تعد تصميماً مستقلاً، ومن غير المنصف تشبيهها بنماذج مقلدة كما هو الحال للطائرات المقاتلة الصينية، التي تبنى على أساس نماذج روسية. وقد تكون الصين غير راغبة في اقتناء مقاتلة «JF-17» أو «FC-1» كما تطلق عليها محلياً، إلا أنها تسوقها بقوة بحيث أبدت دول عدة كمصر ونيجيريا ودول في قارة أميركا اللاتينية اقتناءها، وهو ما يعد أيضاً نقطة تحول في جودة الإنتاج الحربي للصين، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن النموذج الصيني أرخص بكثير من النماذج الأخرى المنافسة، وبنفس القدرات القتالية، الأمر الذي يكسبه تفوقاً ملحوظاً، وقد ألمح رئيس شركة سوخوي الروسية إلى أن الصين تعد منافساً قوياً لها في مضمار إنتاج طائرات القتال.
تشتهر الصناعات الجوية الصينية منذ مدة طويلة بأنها تعتمد على صنع بعض المكونات الرئيسية والثانوية للطائرات، وكذلك نسخ النماذج الروسية من طائرات الميغ والسوخوي وغيرها، لكن ذلك على وشك أن يصبح ضربا من الماضي، وذلك لما شهده العالم من نقلة نوعية جادة نحو التحول الى مصدر رئيسي لانتاج الطائرات المتنوعة بالنسبة للصين، والمنافسة في السوق العالمي اعتمادا على نماذج محلية الصنع ذات جودة محسنة ومتقنة من الطائرات، وهذا ما تلخص بنموذج لطائرة ركاب ذات الحجم المتوسط والبدن الضيق والممر الواحد « 919C» ونموذج «JF-17» لطائرة القتال المتقدمة، والتي تقارن بالنماذج الأحدث من طائرات «F-16» الأميركية.
الصفقة الذهبية
توصلت شركة «كوماك» الصينية الى اتفاقيات لصنع مائة من طائرات طراز «919 C» التي طورتها الشركة بنفسها لتباع لـ«اير تشاينا» وخمس شركات خطوط جوية محلية وخارجية أخرى. وأبرمت الاتفاقيات بين كوماك وشركات بينها «اير تشاينا» و«تشاينا ساوثرن» و«تشاينا ايسترن» و«هاينان ايرلاينز» على هامش معرض الصين للطيران 2010 الماضي. ورغم عدم الكشف عن قيمة الصفقات، فان هذه الطلبات ترسي أساسا صلبا لمزيد من تطوير طائرة «919C» بحسب الشركة المصنعة. وستكون الطائرة الجديدة جاهزة للتسليم في عام 2016، بعد أن تحصل على شهادة صلاحيتها للطيران. جدير بالاشارة أن «كوماك» مسجلة برأسمال 2.7 مليار دولار، وتعتبر لجنة ادارة ومراقبة الأصول المملوكة للدولة الصينية المساهم الأكبر والوحيد فيها. يذكر ان طائرة سي - 919 ذات الـ166 مقعدا تعتبر منافسة مباشرة لطائرتي بوينغ 737 وايرباص 320. وبحسب تقديرات بوينغ، تبلغ قيمة هذا القطاع من السوق (قطاع طائرات النقل ذات المدى القصير الى المتوسط) اكثر من 1.7 تريليون دولار على مدى السنوات العشرين المقبلة. وتتوقع كوماك ان تباشر في انتاج الطائرة الجديدة العام المقبل، حيث ستحلق للمرة الاولى عام 2014، ويبدأ تسليمها للمتعاقدين في عام 2016.
قلق الكبار
من المعروف أن بوينغ وايرباص تهيمنان على سوق طائرات الركاب من فئة المائة راكب فما فوق، لكن مع دخول لاعبين جدد كشركة «بومبارديير» الكندية و«سوخوي» الروسية و«ميتسوبيشي» اليابانية وقبلها «امبراير» البرازيلية المنافسة في انتاج طائرات الركاب من فئة المائة راكب فما فوق وانضمام الصين اليها حاليا، فان العملاقين بوينغ وايرباص ينبغي عليهما القلق رغم العلم بالمساندة غير المباشرة كتقديم المشورة للدول المذكورة حتى تتمكن من انتاج تلك الطائرات المنافسة لهما، خصوصا اذا ما علمنا أن هناك توقعات تشير الى أن هناك حاجة لما بين 17 الى 21 ألفا من طائرات الركاب لفئة المائة راكب فما فوق للعشرين عاما القادمة. وتملك كل من بوينغ وايرباص حاليا طلبيات تتجاوز الألفي طائرة من هذه الفئة بالذات.
سوق واعد
يشير نائب رئيس شركة بوينغ للتسويق، راندي تنسيث، إلى أن حركة الطيران والإنتاج في الصين للعشرين عاماً المقبلة تعد مشجعة وواعدة بجميع المؤشرات، حيث سيكون هناك طلب على أكثر من 4300 طائرة تبلغ قيمتها الإجمالية 480 مليار دولار، وهذا من شأنه أن يحول الصين إلى أكبر سوق لطائرات الركاب في آسيا وحدها، والثانية بعد الولايات المتحدة عالمياً، خصوصاً أن حجم كثافة السكان في الصين قد تتضاعف في 2025 لتجعل طاقة 200 مدينة في الصين تتجاوز المليون نسمة، حيث هناك 125 مدينة تجاوزت المليون نسمة في الصين في وقتنا الحالي، وهذا ما ضاعف من حركة المسافرين جواً هناك ثلاثة أضعاف، لتبلغ 225 مليون مسافر جواً في الصين وحدها، الأمر الذي قد يصل إلى مليار مسافر في عام 2029 في الصين في ذلك الوقت. ويبلغ الأسطول الجوي الحالي 1500 طائرة، ومن المتوقع أن يتضاعف مرتين عما هو عليه الآن للعقدين المقبلين، في حين هناك إمكانية لافتتاح 100 شركة طيران صينية جديدة، خلال تلك المرحلة. بمجمل عام الصين قد تهيمن على سوق الطائرات للنصف الشرقي من الكرة الأرضية، آخذة لها موقعاً منافساً مع بوينغ وإيرباص مستقبلاً.
مقاتلة الفقراء
كان الحدث الثاني الأبرز في المعرض طائرة «JF-17» المقاتلة، وهي نموذج متطور من طائرات القتال تصنف من الجيل الرابع، وتوازي في الأداء طائرة «F-16» الأميركية، وهي إنتاج مشترك ما بين الصين وباكستان، وللحقيقة أن هذه الطائرة تعد تصميماً مستقلاً، ومن غير المنصف تشبيهها بنماذج مقلدة كما هو الحال للطائرات المقاتلة الصينية، التي تبنى على أساس نماذج روسية. وقد تكون الصين غير راغبة في اقتناء مقاتلة «JF-17» أو «FC-1» كما تطلق عليها محلياً، إلا أنها تسوقها بقوة بحيث أبدت دول عدة كمصر ونيجيريا ودول في قارة أميركا اللاتينية اقتناءها، وهو ما يعد أيضاً نقطة تحول في جودة الإنتاج الحربي للصين، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن النموذج الصيني أرخص بكثير من النماذج الأخرى المنافسة، وبنفس القدرات القتالية، الأمر الذي يكسبه تفوقاً ملحوظاً، وقد ألمح رئيس شركة سوخوي الروسية إلى أن الصين تعد منافساً قوياً لها في مضمار إنتاج طائرات القتال.
رابط المصدر
تعليق