بدأ التفكير في الطيار الآلي للطائرات في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، عندما ازداد زمن ومسافات الطيران، للدرجة التي لا تسمح لقائد الطائرة بالانتباه التام لعدد كبير من الساعات، خاصة في حالات اضطراب الطقس والضباب.
وكانت مهمة الطيار الآلي في بدايته تقتصر على الحفاظ على مستوى طيران واتجاه الطائرة، ما يمنح الطيار البشري قسطا من الراحة خلال رحلته الطويلة، ثم ظهرت فيما بعد أنظمة مكتملة، يتم برمجتها مسبقا لكي تتبع مسار طيران محدد، بدءا من الإقلاع وحتى الهبوط.
ويتكون نظام الطيار الآلي من عدة أنظمة فرعية ترتبط سويا، فيجب أن يكون هناك مصدر لتلقي الأوامر، مثل برنامج للتوجيه أو نظام اتصال بجهاز استقبال لاسلكي، ثم مجموعة من أجهزة الاستشعار والحساسات، يتم توصيلها بمؤشرات السرعة والارتفاع واتجاه الطيران، ثم نظام حاسوبي يتولى المقارنة بين البرمجة المخزنة فيه، والمؤشرات على أرض الواقع.
وعند حدوث اختلاف، يعدّل الحاسوب الحركة لاتصاله بأنظمة المحركات بالطائرة. وقد كانت طائرة "سكاي ماستر" البريطانية، أول طائرة تقطع رحلة 2400 ميل عبر المحيط الأطلسي، عام 1947، عبر نظام متكامل للطيار الآلي، دون تدخل بشري بدءا من إقلاعها حتى تحليقها، وحفاظها على ارتفاعها، ثم هبوطها وتوقفها.
وبحلول الستينيات، تم تطبيق أنظمة الطيار الآلي الخاصة بضبط ارتفاع الطيران على معظم الطائرات الحربية والمدنية، التي تطير لمسافات طويلة. وفي عام 1966، تم تطوير العديد من أنظمة الهبوط الآلية في لندن ونيويورك، وتطبيقها على طائرات الركاب، مثل النظام البريطاني للهبوط، الذي تمتد فيه كابلات على طول مهبط الطائرة، وترسل إشاراتها إلى مستقبل على متن الطائرة، ليحافظ على إتزانها في منتصف ممر الهبوط تماما
رابط المصدر