لست في حاجة أن أذكر المسافرين بكثرة حوادث الطيران الأخيرة، مع ان شركات الطيران تحاول إلهاءهم عنها بحجب أخبار الكوارث الجوية عن نشرات الاخبار المسجلة التي تعيد بثها على متن خطوطها الجوية. عبثا تفعل، لأن وقع حادث تحطم طائرة مثل انباء حرب كبيرة، لأنها تعكس مخاوفهم الحقيقية. وفي الاسابيع الماضية كثرت الحوادث وتعاقبت سريعا، كما لو كانت اهدافا سهلة في مباراة غير متكافئة. شخصيا، لا أخاف الطيران، ليس عن شجاعة، بل بسبب كثرة الترحال، وأشعر عند بوابات السفر بهموم المسافرين من إزعاج الأمن الى تقلبات الجو.
ورغم كثرة الاسفار، قلما نبالي بسماع الارشادات، ومطالعة بطاقات التنبيه، وفيديو الاقلاع بابتسامات المضيفات، كما لو انهن يزففن اخبارا سعيدة لا التعليمات الأخيرة للوفاة، ومن بينها تعليمات استخدام الكمامات الصفراء التي قيل لنا الف مرة انها ستسقط علينا من فوق رؤوسنا ونحن في مقاعدنا إن اختل الضغط او نقص الاوكسجين، يشرحون لنا كيف تستخدم سترة النجاة البلاستيكية وكيف توضع، وكيف تنفخ، وكيف يربط حبلها، وتستخدم صفارتها، وما تبقى الا ان يضيفوا عليها مرآة للزينة، كما لو ان عقلك سيتعامل معها عندما تهوي الطائرة في البحر مع الكارثة كمسبح في فندق من خمس نجوم. طبعا ما حدث لركاب الطائرة الفرنسية التي احترقت في كندا التي فر كل ركابها سالمين، معجزة، مع الاخذ في الاعتبار انها حطت أصلا بسلام قبل ان تشب فيها النيران.
اما الطائرة اليونانية فكانت مأساة حيث لم تنج رغم انها، كما يقال، استمرت تحلق ساعة بلا طيار. وشاهد طيارو المقاتلات اليونانية الملاحين مغمى عليهم، وفي رواية ثانية شاهدوا اناسا يحاولون قيادة الطائرة. روي ان الركاب ماتوا قبل السقوط بساعة متجمدين بسبب تعطل المكيف، وقيل قضوا مختنقين بسبب نقص الاوكسجين او انتشار ثاني اكسيد الكربون ، فهامت الطائرة ساعة حتى غاصت في الارض.
أما حوادث الطيران التي تلتها فهي ايضا مقلقة لأنها برهنت خطأ كلام احد هواة الطيران الذي قال لي ذات مرة: يا أخي ليس هناك ما يدعو للخوف فالطائرات اليوم مثل الذباب او النحل، لا تسقط هكذا كما تتخيلها بسبب هزة ريح او عطل في المحرك. سألته متشككا: حتى إذا تعطل المحرك؟ قال: نعم لأن الطائرات تدفع بمحركين على الاقل. وعادة لا تتعطل، ولو حدث لها عطل، وهو أمر نادر، فإنه يصيب محركا واحدا وهذا لا يمنع الطائرة ان تطير بسلام الى اقرب مطار. ماذا لو تعطل المحركان معا؟ رد على سؤالي الجاهل بنظرة استنكار بأنه شبه مستحيل، وحتى لو حدث فإن الطيار يستطيع التحليق هوائيا إن كان قريبا من المطار. يعني كما فعل جدنا عباس بن فرناس؟ أجاب متعجلا: نعم. ثم انتبه ان الجد قد قتل في أول فرصة صدق فيها تلك النظرية.
ورغم كثرة الاسفار، قلما نبالي بسماع الارشادات، ومطالعة بطاقات التنبيه، وفيديو الاقلاع بابتسامات المضيفات، كما لو انهن يزففن اخبارا سعيدة لا التعليمات الأخيرة للوفاة، ومن بينها تعليمات استخدام الكمامات الصفراء التي قيل لنا الف مرة انها ستسقط علينا من فوق رؤوسنا ونحن في مقاعدنا إن اختل الضغط او نقص الاوكسجين، يشرحون لنا كيف تستخدم سترة النجاة البلاستيكية وكيف توضع، وكيف تنفخ، وكيف يربط حبلها، وتستخدم صفارتها، وما تبقى الا ان يضيفوا عليها مرآة للزينة، كما لو ان عقلك سيتعامل معها عندما تهوي الطائرة في البحر مع الكارثة كمسبح في فندق من خمس نجوم. طبعا ما حدث لركاب الطائرة الفرنسية التي احترقت في كندا التي فر كل ركابها سالمين، معجزة، مع الاخذ في الاعتبار انها حطت أصلا بسلام قبل ان تشب فيها النيران.
اما الطائرة اليونانية فكانت مأساة حيث لم تنج رغم انها، كما يقال، استمرت تحلق ساعة بلا طيار. وشاهد طيارو المقاتلات اليونانية الملاحين مغمى عليهم، وفي رواية ثانية شاهدوا اناسا يحاولون قيادة الطائرة. روي ان الركاب ماتوا قبل السقوط بساعة متجمدين بسبب تعطل المكيف، وقيل قضوا مختنقين بسبب نقص الاوكسجين او انتشار ثاني اكسيد الكربون ، فهامت الطائرة ساعة حتى غاصت في الارض.
أما حوادث الطيران التي تلتها فهي ايضا مقلقة لأنها برهنت خطأ كلام احد هواة الطيران الذي قال لي ذات مرة: يا أخي ليس هناك ما يدعو للخوف فالطائرات اليوم مثل الذباب او النحل، لا تسقط هكذا كما تتخيلها بسبب هزة ريح او عطل في المحرك. سألته متشككا: حتى إذا تعطل المحرك؟ قال: نعم لأن الطائرات تدفع بمحركين على الاقل. وعادة لا تتعطل، ولو حدث لها عطل، وهو أمر نادر، فإنه يصيب محركا واحدا وهذا لا يمنع الطائرة ان تطير بسلام الى اقرب مطار. ماذا لو تعطل المحركان معا؟ رد على سؤالي الجاهل بنظرة استنكار بأنه شبه مستحيل، وحتى لو حدث فإن الطيار يستطيع التحليق هوائيا إن كان قريبا من المطار. يعني كما فعل جدنا عباس بن فرناس؟ أجاب متعجلا: نعم. ثم انتبه ان الجد قد قتل في أول فرصة صدق فيها تلك النظرية.
تعليق